اخبار سياسية

مسؤولون: أوكرانيا تقصف منشآت الطاقة الروسية بمساعدة أميركية

أعلنت مصادر أميركية وأوكرانية أن الولايات المتحدة تساند أوكرانيا في تنفيذ ضربات بعيدة المدى تستهدف منشآت الطاقة الروسية، في إطار جهد مشترك لإضعاف الاقتصاد الروسي، وفق تقرير نشرته فاينانشيال تايمز الأحد.

ذكرت الصحيفة أن معلومات استخباراتية أميركية نُقلت إلى كييف مكنت الأخيرة من تنفيذ ضربات على أصول حيوية لقطاع الطاقة الروسي، بما في ذلك مصافٍ للنفط تقع بعيدة عن خطوط المواجهة.

وأفادت بأن الاستخبارات الأميركية تقدم تفاصيل عن المسارات والارتفاعات والتوقيتات وطبيعة المهام، مما يمكّن الطائرات المسيرة الانتحارية الأوكرانية بعيدة المدى من تجنّب أنظمة الدفاع الجوي الروسية.

وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة تشارك بنشاط في جميع مراحل التخطيط، وإن كييف هي من تختار الأهداف، بينما تؤمن واشنطن معلومات عن نقاط ضعفها.

وتزايد هذا الدعم منذ منتصف الصيف، ولعب دوراً حاسماً في تمكين أوكرانيا من تنفيذ ضربات كانت تعارضها إدارة الرئيس الأميركي السابق، ما أسهم في ارتفاع أسعار الطاقة داخل روسيا واضطر موسكو إلى تقليص صادرات الديزل وزيادة واردات الوقود.

تحول في موقف ترمب

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التحول في موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب جاء عقب مكالمة هاتفية في يوليو مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي سأل خلالها عما إذا كانت أوكرانيا قادرة على توجيه ضربات داخل روسيا في حال زودتها واشنطن بأسلحة بعيدة المدى.

وقال شخصان مطلعان على المكالمة إن ترمب أبدى تأييده لاستراتيجية تهدف إلى جعل الروس “يشعرون بالألم” وإجبار الكرملين على التفاوض، غير أن البيت الأبيض أوضح لاحقاً أن ترمب كان يطرح سؤالاً فحسب، وليس تشجيعاً على القتال المستمر.

وقال ثلاثة أشخاص مطلعين على العملية إن واشنطن تشارك بنشاط في التخطيط بجميع مراحله، بينما أكد مسؤول أميركي أن كييف تختار الأهداف ثم تمدها واشنطن بمعلومات عن نقاط ضعفها. ووصف أحدهم قدرة الطائرات المسيرة الأوكرانية بأنها أداة تستخدمها واشنطن لإضعاف الاقتصاد الروسي ودفع بوتين نحو المفاوضات.

وكان ترمب قد أعرب علناً عن خيبة أمله من بوتين منذ قمة ألاسكا التي جمعت بينهما، وهو ما شكل عاملاً رئيسياً في تحوله نحو دعم ضربات أعمق داخل روسيا، وفق المصادر.

دعم استخباراتي وتدابير دفاعية

وشاركت واشنطن منذ فترة طويلة في تبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف لدعمها في ضرب أهداف عسكرية روسية داخل الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها موسكو، إضافة إلى تزويدها بأنذارات مبكرة من الهجمات الروسية الصاروخية والجوية.

وأذنت إدارة بايدن سابقاً باستخدام صواريخ هيمارس وأتاكمز الأميركية في ضربات داخل منطقة روسية حدودية، مع تحذير من تبعات التصعيد، بينما لم تقر الولايات المتحدة رسمياً بدور مباشر في الهجمات الأوكرانية على منشآت الطاقة الروسية، للحفاظ على ضبط الحرب.

ويفصّل المسؤولون أن هذه المساعدة الاستخباراتية تُمكّن كييف من تحديد نقاط الضعف ونطاقات التحرك، كما تُبرز مراجعة واشنطن للأهداف وتحديد أولوياتها، في حين يؤكدون أن كييف هي من تقرر أين توجه الضربات مع تقديم معلومات حول الثغرات.

استهداف عمق الأراضي الروسية

وذكر زيلينسكي أن طائرات فاير بوينت وليوتي بعيدة المدى تقود الهجمات الجماعية، وأن كييف أطلقت صواريخ Flamingo محلية الصنع على أهداف داخل روسيا، مع إعلان جهاز الأمن الأوكراني أن وحدة ألفا استهدفت مصفاة النفط باشنفت-أو إن بي زد في مدينة أوفا، على نحو 1400 كيلومتر عن الحدود الأوكرانية.

ووصفت المصفاة بأنها من أكبر منشآت التكرير وتزود الجيش الروسي بالوقود وزيوت التشحيم، واعتبرت الضربات البعيدة المدى جزءاً من استراتيجية كييف لتقويض القدرات العسكرية والاقتصادية لروسيا، مع تعهد بتوسيع نطاق الضربات داخل روسيا.

في وقت سابق، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إن الولايات المتحدة وحلفاءها يزودون أوكرانيا بالمعلومات الاستخباراتية بشكل منتظم، بما في ذلك ما يتعلق بضرب الأهداف المرتبطة بالطاقة الروسية.

ولم يحسم ترمب قراره بشأن تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى مثل توماهوك، حيث قال إنه يريد معرفة المزيد عن كيفية استخدامها، في حين أكد زيلينسكي أن خيار توماهوك لا يزال قيد الدرس، مع احتمال أن يعزز قدرات كييف ويجعل الروس أكثر حذرًا.

تسارع الهجمات الأوكرانية

وحسب فاينانشيال تايمز، فإن تدفق المعلومات الاستخباراتية الأميركية إلى كييف بلغ مستوى غير مسبوق بالدقة، ما أتاح لأوكرانيا رسم خرائط أوضح للدفاعات الجوية الروسية وتخطيط مسارات الهجمات بدقة أكبر.

وقد ارتفعت وتيرة الهجمات على منشآت النفط والغاز الروسية وخطوط الأنابيب بشكل حاد في أغسطس وسبتمبر، ما جعل روسيا تقلص صادرات الديزل وتزيد اعتمادها على الوقود المستورد. وتوضح بيانات إنرجي أسبكتس أن 16 مصفاة من أصل 38 في روسيا تعرضت لهجمات، وبعضها أكثر من مرة، ما أدى إلى تعطيل أكثر من مليون برميل يومياً من طاقة التكرير.

وأظهرت مقاطع مصوّرة من وسائل التواصل الروسيّ حرائق كبيرة في عدد من منشآت النفط والغاز. وأكد زيلينسكي في حديثه أن روسيا بدأت استيراد البنزين بشكل رئيسي من Belarus والصين، مع فرض قيود على صادراتها، محذراً من فقدان روسيا حتى 20% من طاقتها الإنتاجية للوقود بسبب الضربات الأوكرانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى