اخبار سياسية

هيلاري كلينتون وكوندوليزا رايس: إشادة بخطة ترامب بشأن غزة وتفاؤل حذر تجاه آفاقها

إشادة بنجاح خطة 20 نقطة وطابعها التطوري

أشادت كلينتون ورايس بإدارة ترامب لإبرام اتفاق يهدف إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة عبر خطة من عشرين نقطة، ووصفتا الخطوة بأنها تطوّر مهم مع الحذر من النتائج التي ستسفر عنها المراحل الأولى من التنفيذ، مع إبداء تفاؤل حذر تجاه مستقبلها.

وتحدثتا خلال مقابلة مباشرة عبر CBS News 24/7 لمناقشة الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس الذي توسط فيه ترامب، مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى منه.

جاءت التصريحات عقب توقيع اتفاق تاريخي تعهدت فيه حماس بإفراج عن جميع الرهائن المتبقين مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي من أجزاء من قطاع غزة.

وقالت كلينتون في المقابلة إنّها تحيي الرئيس ترمب وإدارته، وكذلك القادة العرب في المنطقة، على التزامهم بخطة النقاط العشرين ورؤيتهم لطريق ما بعد الحرب.

وسألـت نورا أودونيل رايس عما إذا كانت واثقة من أن هذه هي نهاية الحرب، فأجابت: لا يمكن لأحد أن يكون واثقاً تماماً نظراً لتاريخ الشرق الأوسط، لكن هناك أسباب وجيهة تدعو إلى التفاؤل.

قالت رايس إن أحد أكبر التحديات في بلوغ سلام دائم هو جمع مختلف الأطراف على طاولة واحدة، لكنها رأت أن وجود تحالف أوسع في الشرق الأوسط كإجراء في هذا الاتفاق يُعدّ مؤشراً إيجابياً.

وأضافت أن الانتقال من سلطة انتقالية مؤقتة إلى سلطة فلسطينية تمثل الشعب الفلسطيني هو أمر حيوي، مبيّنة أن السلطة الفلسطينية التي تدير الضفة الغربية فقدت السيطرة على غزة منذ 2006 ولم تخضع لإصلاحات حقيقية منذ ذلك الحين وتحتاج إلى تغييرات وشخوص جدد.

وأشارـت رايس إلى أن الحديث عن حل الدولتين ليس واقعياً حالياً، لكنها شددت على أن على الفلسطينيين أن يبدأوا في تهيئة أنفسهم لهذا المستقبل، موضحة: “يجب عليهم أن يدركوا أن إسرائيل موجودة وستبقى جزءاً من الشرق الأوسط، وهذا يعني ضرورة تغيير المناهج التعليمية التي تُدرّس للأطفال عن إسرائيل، والتوقف عن عرض خرائط تُنكر وجود الدولة الإسرائيلية، وعدم تربية جيل يؤمن بأن المقاومة المسلحة هي الطريق إلى السلام والأمن”.

المرحلة الأولى.. تطلعات وتقييمات متحفظة

أما كلينتون، فوصفت الهجوم الإسرائيلي على قادة حماس في الدوحة في سبتمبر الماضي بأنه “تصرف غير حكيم وخطأ استراتيجي”، معتبرة أنه فتح نافذة أمام المفاوضين الأميركيين لاستثمار الفرصة.

وقالت: “لقد وفر ذلك نافذة للرئيس ترمب وممثليه لتوحيد القوى الإقليمية، بما في ذلك قطر، ولإيصال رسالة إلى إسرائيل بأن كفى، لا يمكن استمرار هذا الوضع، يجب أن يتوقف الصراع، وأن ننتقل إلى مرحلة جديدة”.

وأضافت أن المفاوضين الأميركيين استغلوا الفرصة وتمكنوا من تحقيق نجاح.

وفي المقابل، شددت كلينتون على أن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية الذي شجعته الحكومة “يجب أن يتوقف”، مؤكدة أن إعادة إعمار غزة ستكون “شاقة ومضنية وطويلة الأمد”، ودعت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى “التكاتف لدعم هذه العملية وإحياء الأمل في السلام”.

وقالت: “يجب أن ندعم هذه العملية ونجعلها التزاماً عالمياً حقيقياً، ليس فقط بشكل غير حزبي داخل بلدنا، بل كالتزام دولي كبير لإحلال السلام والأمن والاستقرار ومستقبل أفضل للشرق الأوسط”.

اتفق كل من كلينتون ورايس على أن نجاح هذه المرحلة الأولى ليس أمراً مفروضاً، إذ قالت كلينتون: “هذا ليس بديهياً، فالأمر يتطلب الكثير من العمل والتنسيق”.

ويعد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تحدياً لإدارات أميركية متعددة، وقد ذكرت CBS News أن الصراع شكل اختباراً أمام الإدارات التي خدمتا فيها كلينتون ورايس سابقاً. فكلينتون سعت في عهد أوباما إلى حل الدولتين، لكن العلاقات مع نتنياهو حينها كانت متوترة وشهدت حربين في غزة، أما رايس فدفعت أيضاً باتجاه حل الدولتين وبذلت جهوداً خلال عهد بوش الأخير، لكنها واجهت ضعف الدعم السياسي من قيادتي نتنياهو وأبو مازن حينها.

ويرى مراقبون أن الإدارات السابقة لم تستخدم نفوذ الولايات المتحدة بالشكل الكافي للضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات، فيما يبدو أن الضغوط التي مارسها ترامب على نتنياهو كانت عاملاً حاسمًا في التوصل إلى الاتفاق الحالي.

وصف ترامب الاتفاق بأنه “المرحلة الأولى” من خطة شاملة من 20 نقطة تهدف إلى إنهاء حرب استمرت عامين بين إسرائيل وعبّرت عن نية ترامب السفر إلى الشرق الأوسط قريباً ليكون حاضراً عند عودة الرهائن إلى عائلاتهم.

وبموجب الاتفاق، من المقرر أن يعود العشرات من المحتجزين الإسرائيليين إلى عائلاتهم في الأيام القادمة، كما يمنح الاتفاق متنفساً للملايين من سكان غزة الذين عانوا من القصف والاختراق البري خلال السنوات الماضية.

غير أن ثمة أسئلة تبقى، فخطة ترامب ذات النقاط العشرين تنص على انسحاب إسرائيل من معظم قطاع غزة على مراحل، دون تحديد جدول زمني واضح، كما تقضي بتسليم إدارة غزة إلى “لجنة تكنوقراطية” لم تتشكل بعد ولا تضم حماس ولا تشمل حالياً السلطة الفلسطينية، كما يقر الاتفاق بأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هي “تطلّع الشعب الفلسطيني” دون تحديد موعد زمني أو إطار زمني للنقاش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى