بعد تحقيقات FBI، يستعد الادعاء الفيدرالي لتوجيه تهم جنائية ضد جون بولتون

يتوقّع مكتب المدعي العام الأميركي في ماريلاند إصدار لائحة اتهام بحق جون بولتون خلال الأيام المقبلة، في إطار تحقيق يتصل بتعامله مع وثائق سرية واحتمال انتهاك قانون التجسس، وذلك بعدما نفّذ FBI مداهمات لمنزله ومكتبه في أغسطس الماضي.
وقالت مصادر مطلعة إن الاتهام المحتمل قد يتعلق بحيازة أو مشاركة مواد تخص الدفاع الوطني دون إذن، وهو أمر قد يرقى إلى مخالفة قانون التجسس.
وأضاف مسؤول أن بولتون قد يواجه الاتهام رسمياً الأسبوع المقبل، فيما أشار آخر إلى أن الإعلان قد يكون قريباً جداً.
التهم المحتملة وتطورات القضية
ورفض متحدث باسم وزارة العدل مناقشة المسائل المتعلقة بهيئة المحلفين الكبرى، مؤكداً وحدة الفريق في السعي لتحقيق العدالة.
وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي نفّذ تفتيشاً في منزل بولتون بولاية ماريلاند ومكتبه في واشنطن خلال أغسطس.
وأوضح محامي بولتون أن الوثائق التي تحمل علامات سرية تخص فترات من إدارة جورج دبليو بوش، وأن حيازة موظف حكومي مخضرم لمثل هذه المواد أمر معتاد.
قال مصدر مطلع إن مدير CIA السابق جون راتكليف قدّم معلومات إلى كاش باتيل رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي حينذاك، وهي المعلومات التي شكّلت أساس مذكرة التفتيش.
وأشار المصدر إلى أن التحقيق مرتبط بقضية جنائية بدأت خلال فترة إدارة الرئيس بايدن.”
وأضافت مذكرات التفتيش أن هناك احتمال انتهاك قانون التجسس، بما في ذلك جمع أو مشاركة معلومات تخص الدفاع الوطني من دون إذن، وحيازة مواد سرية بشكل غير مصرح.
في يونيو 2020 دعا ترامب علناً إلى محاكمة بولتون بعد نشره كتاباً انتقد فيه تجربته في العمل مع الرئيس.
وقل ترامب في مقابلة مع Fox News إنه كشف عن كميات كبيرة من المعلومات السرية والخاصة بشكل غير قانوني ويستوجب السجن.
من جهته، أكد بولتون أنه التزم بالتعهدات القانونية وتلقى خطاباً من مسؤول في المجلس القومي للأمن في 2020 يؤكد أن الكتاب لا يحتوي على مواد سرية.
يُذكر أن ترامب وُجهت إليه في 2023 تهم تتعلق بسوء التعامل مع وثائق سرية للغاية وعرقلة جهود استرجاعها بعد مغادرته المنصب، لكن القاضية الفيدرالية أيلين كانون ألغت التهم في 2024.
ومنذ ذلك الحين صار بولتون أحد أبرز منتقدي ترامب، خاصة في ملف السياسة الخارجية تجاه روسيا.
وفي الأيام الأولى من فترة ترامب الثانية، ألغى الرئيس حماية بولتون من قبل جهاز الخدمة السرية.
وسيكون بولتون ثالث ناقد لترمب يواجه تهماً جنائية منذ أواخر سبتمبر، إذ وجّهت إلى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي تهم بتقديم بيان كاذب للكونغرس وعرقلة عمله، كما واجهت المدعية العامة لنيويورك ليتيشيا جيمس تهمة الاحتيال المصرفي.