اخبار سياسية

إيطاليا تشهد مظاهرات مليونية لدعم غزة وتزايد الضغوط على ميلوني للاعتراف بدولة فلسطين

خرج الإيطاليون في مسيرات جابت أكثر من 100 مدينة دعماً لسكان غزة ولـ”أسطول الصمود العالمي” الذي اعترضته إسرائيل، وشمل أيضاً إضراباً ليوم واحد دعت إليه نقابات عمالية.

وقالت CGIL، أكبر اتحاد عمالي في البلاد، إن أكثر من مليوني شخص شاركوا في الاحتجاجات، وهو ما يجعلها واحدة من أضخم التجمعات الشعبية المؤيدة لفلسطين في إيطاليا.

احتجاجات وتفاصيل المشاركة والتأثير

وأغلق نقابيون وطلاب ومجموعات ناشطة وعائلات محاور النقل في عدة مدن، حاملين الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب إسرائيل بـ”وقف الإبادة والاحتلال”.

ووقعت تظاهرات في دول عالمية احتجاجاً على اعتراض إسرائيل لـ”أسطول الصمود العالمي”، لكن التظاهرات في إيطاليا كانت الأبرز وفقاً لوكالة أسوشيتد برس.

وانتقدت ميلوني الإضراب بشدة واعتبرته سيسبب اضطرابات واسعة النطاق وقال إنه ذو دوافع سياسية ويستهدف حكومتها اليمينية.

وبحسب CGIL، بلغت نسبة المشاركة الوطنية في الإضراب نحو ستين في المئة، ما أدى إلى توقف الخدمات الأساسية في قطاعات حيوية، بينها النقل والمدارس.

شارك نحو 300 ألف في روما، ونحو 100 ألف في ميلانو، حيث شهدت الأخيرة اشتباكات قصيرة حين ألقى محتجون الزجاجات على الشرطة التي ردت بقنابل دخانية، فيما وقعت مناوشات محدودة في تورينو وبولونيا ونابولي، لكن الغالبية كانت سلمية.

وفي فلورنسا، اقترب المتظاهرون من بوابات مركز تدريب المنتخب الوطني الإيطالي لكرة القدم، مطالبين بعدم إقامة مباراة التصفيات المقبلة ضد إسرائيل.

ومن المقرر أن تستضيف إيطاليا المنتخب الإسرائيلي في أوديني يوم 14 أكتوبر، لكن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يبحث في إمكانية تعليق مشاركة إسرائيل بسبب حربها على غزة.

وخلال الأسابيع الماضية شهدت إيطاليا مظاهرات ضخمة وإضرابات وعمليات إغلاق نفذها عمال الموانئ تعبيراً عن التعاطف مع غزة ومعارضة الحرب الإسرائيلية.

وفيما اتجهت دول غربية وأوروبية للاعتراف بدولة فلسطين، أصرت ميلوني على أن إيطاليا لن تقدم على ذلك إلا إذا أُفرج عن المحتجزين الإسرائيليين وإخراج حركة “حماس” من حكم غزة.

ولكن الضغوط الداخلية المتزايدة قد تجبرها على تعديل موقفها، وهو ما قد يترك أثراً على المستوى الأوروبي، وفق مجلة بوليتيكو.

ويستعد قادة الاتحاد الأوروبي، خلال أكتوبر الجاري، لمناقشة مقترح من المفوضية الأوروبية لفرض رسوم تجارية على إسرائيل بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في غزة. ويتطلب إقرار هذه الإجراءات موافقة أغلبية مؤهلة من العواصم الأوروبية، وهو ما لم يتحقق بعد بسبب معارضة دول بارزة في التكتل، بينها ألمانيا وإيطاليا.

وقال مسؤول أوروبي رفيع لـ”بوليتيكو” إن الضغوط الداخلية على ميلوني قد تدفعها إلى الموافقة رسمياً على هذه التدابير خلال قمة القادة في أكتوبر.

وتسبب اعتقال إسرائيل لـ40 إيطالياً، بينهم 4 نواب من البرلمان، خلال اعتراض “أسطول الصمود” ثم ترحيلهم لاحقاً إلى روما، في زيادة الضغوط على ميلوني، خاصة مع اقتراب الانتخابات المحلية في ست مناطق إيطالية خلال الشهرين المقبلين، حيث تعهد مرشحون يساريون بجعل قضية فلسطين جزءاً من برامجهم.

هاجم قادة المعارضة الحكومة لعدم دفاعها عن إيطاليا ضد ما وصفوه بـ”اعتداء غير قانوني” من إسرائيل.

وتساءلت إيلي شلاين، زعيمة الحزب الديمقراطي اليساري: لماذا لم تصف ميلوني ما جرى بأنه عمل قرصنة في المياه الدولية؟ وأضافت أن موقفها من الاعتراف بدولة فلسطين “يسخر من الإيطاليين” مؤكدة أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يكون بلا شروط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى