اقتصاد

مع استمرار الإغلاق الحكومي.. إدارة ترامب تستهدف شريان الحياة في شيكاغو

أزمة الإغلاق الحكومي وتداعياته التمويلية

أعلن مدير مكتب الإدارة والميزانية في إدارة ترامب أن الأموال المخصصة لخطوط القطارات المرتفعة أُجمدت للتحقق من أنها لا تتدفق عبر التعاقد على أساس عرقي، كما جُمِّد ما لا يقل عن 28 مليار دولار من التمويل المخصص للمدن والولايات الديمقراطية، ما أدى إلى تصعيد حملة ترامب لاستخدام السلطة غير العادية لمعاقبة المنافسين السياسيين.

هدد ترامب بطرد آلاف العاملين الفيدراليين، مع وجود تقارير تفيد بأن نحو 300 ألف شخص أُجبروا على الخروج هذا العام.

وأكد مصدر في البيت الأبيض تحدث شرط عدم الكشف عن هويته أن العشرات من الوكالات قدمت خططاً لتقليص القوى العاملة.

ونيابة عن ذلك، ذكرت رويترز أن ترامب جعل شيكاغو موضوعاً للضغط السياسي وهدد بإرسال قوات الحرس الوطني إليها.

أوضح جيه بي بريتزكر، حاكم إلينوي ومعارض لترامب ويرى أنه مرشح محتمل للديمقراطيين في 2028، أن التجميد “أخذ رهائن” وأنه يضر الاقتصاد والناس الذين يعتمدون على النقل العام، قائلاً إن السياسة لا تخدم أحداً بل تعقد الأمور.

ويأتي التجميد في إلينوي عقب حركة مشابهة في نيويورك لتعليق مشاريع النقل، إضافة إلى إجراءات في كاليفورنيا وكولورادو تقودها ولايات ذات ميول ديمقراطية.

وفي خطوة منفصلة تراجعت الإدارة عن خطتها لخفض 187 مليون دولار من أموال الأمن في نيويورك، وفقاً لما أشارت إليه الحاكمة الديمقراطية كاثي هوشول.

في واشنطن لم يُبدِ أي مؤشِّرٍ على قرب انتهاء الإغلاق، إذ سيصوت مجلس الشيوخ يوم الجمعة على خطط متنافسة بين الديمقراطيين والجمهوريين لإنهاء الإغلاق، لكن من غير المتوقع أن ينجح أي منهما في تمريرها.

وإذا استمر الإغلاق لليوم الرابع، سيصبح خامس أطول إغلاق في تاريخ الولايات المتحدة.

يُذكر أن الديمقراطيين والجمهوريين تبادلوا الاتهامات في الأيام الأخيرة بسبب فشلهم في توفير تمويل حكومي منذ الأول من أكتوبر، ولم يتوصلوا إلى اتفاق يسمح بتدفق الأموال مجدداً.

تجمدت جراء ذلك أموال عمليات بقيمة نحو 1.7 تريليون دولار من الإنفاق الحكومي، وهو ما يمثل نحو ربع الإنفاق الفيدرالي السنوي، فيما يخصص جزء كبير من المتبقي لبرامج الرعاية الصحية والتقاعد، إضافة إلى فوائد الدين البالغة 37.5 تريليون دولار.

ويرى الديمقراطيون أن أي حزمة تمويل يجب أن توسع إعانات الرعاية الصحية المرتبطة بعصر الوباء والتي ستنتهي في نهاية ديسمبر، بينما يرى الجمهوريون أن الموضوع يجب أن يُعالج بشكل منفصل.

قال مايك جونسون، رئيس مجلس النواب وهو جمهوري، إنه لا يشعر بالقلق من حملة الضغط التي يمارسها ترامب لفرض إغلاق الحكومة، مؤكداً أن ترامب حريص مثلهم على فتحها مجدداً، وربما يفعل ذلك عبر الضغط.

أدى الإغلاق إلى تعطيل البحث العلمي وتنظيم الأسواق والعديد من الأنشطة الأخرى، كما توقفت رواتب نحو مليوني موظف فيدرالي، مع استمرار حضور بعض العاملين الأساسيين في المطارات ودوائر الأمن.

ولم تنشر الحكومة يوم الجمعة تقريرها الشهري عن البطالة، ما ترك وول ستريت وحالة الاقتصاد الأكبر في العالم في حالة ترقب.

قد يؤدي الإغلاق المطول إلى تعطيل السفر الجوي وربما تعطيل المساعدات الغذائية لآلاف الأميركيين، إضافة إلى احتمال إغلاق المحاكم الفيدرالية.

سيحرم العاملون الفيدراليون من رواتبهم الأولية في منتصف أكتوبر إذا لم يحل الوضع قبل ذلك التاريخ، وهو ما يعزز مخاطر تأثير الإغلاق على الخدمات الأساسية.

يُشار إلى أن أطول إغلاق حكومي كان في 2018-2019 وبلغ 35 يوماً، وهو حدث وقع خلال فترة ولاية ترامب الأولى.

هذا، وتواصل الحكومة الأمريكية إغلاقها في ظل استمرار الجدل حول تمويل العمليات وعدم وجود اتفاق يحظى بتأييد كافٍ من الطرفين.

تسعى تقارير إعلامية إلى رصد كيف يجهز ترامب ومعه كبار مساعديه حملة مكثفة لتجنيد مجموعات ضغط من رجال الأعمال والنقابات للضغط على الديمقراطيين لإغلاق سياسي أقوى، مع تهديدات بتسريح أعداد كبيرة من العاملين إذا استمر الإغلاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى