اجتماع المصالحة: ميرتس يواجه صعوبات في تمرير إصلاحاته وسط توتر داخل الائتلاف الحاكم

أزمة الائتلاف ومأزق ميرتس في تقليل النفوذ الأوروبي
يواجه ميرتس صعوبات في إحراز توافق داخل الائتلاف حول قضايا محورية، ما يعطل خطواته الرامية لتقليل اللوائح وتقييد نفوذ الاتحاد الأوروبي.
ذكرت وكالة بلومبرغ أنه عُقد اجتماع للمصارحة مع شركاء الائتلاف يوم الثلاثاء، في أجواء مشحونة إلى حد أن أحد الوزراء انهار ونُقل إلى المستشفى، وهو ما أُعلن لاحقاً أنه بخير وعبّر عن ذلك كإرهاق شديد أدى إليه ارتفاع الحرارة، لكنها كانت رسالة رمزية للمأزق الذي يواجهه المستشار.
في حين يؤيّد قادته المسيحيون الديمقراطيون وشقيقهم المسيحي الاجتماعي خططه، يرفض شريكه الأصغر في الائتلاف، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، تقديم تنازلات.
وللخروج من هذا الخلاف، عقد ميرتس اجتماعاً حكومياً مغلقاً في فيلا بورسيغ بضواحي برلين استمر يومين، لكنه فشل في التوصل إلى اتفاق بشأن سياسات المناخ والعقوبات على إسرائيل وتقليص نفقات الرعاية الاجتماعية، وهو ما تركه بلا قائمة مطالب ملموسة كان قد وعد بتقديمها في قمة الاتحاد الأوروبي في كوبنهاجن.
وحاول ميرتس التخفيف من حدة الفشل قائلاً إن دينامية الائتلاف جيدة وودودة، مؤكداً للصحافيين ثقته بأن المهام المطروحة قابلة للحل، رغم أن الاقتصاد الألماني لا يزال يواجه تباطؤاً في النمو، وأظهرت بعض استطلاعات الرأي تفوق حزب البديل من أجل ألمانيا بثلاث نقاط على تحالف ميرتس، وبفارق يصل إلى 14 نقطة عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في بعض التقديرات.
وأشارت بلومبرغ إلى أن الاجتماع المغلق جذب تغطية صحفية محرجة، بعدما استغلت صحيفة بيلد حادثة انهيار شنايدر لتضخيم أجواء الأزمة في الائتلاف.
وصف أحد المشاركين العرض الذي قدمه اقتصاديون من جامعة برينستون بأنه صادم للحضور، وفقاً لمعلومات بشرط عدم الكشف عن الهوية.
احتدم الجدل بين الوزراء حيث يرى وزير الدفاع بوريس بيستريوس أن الألمان يميلون إلى مقاومة التغيير، بينما حذر وزير آخر من أن خطط الإصلاح يجب أن تُعرض بشكل أكثر جاذبية للناخبين، مؤكدين أن الناس ينجذبون إلى فكرة المغامرة أكثر من المخاطرة.
حتى مأدبة العشاء يوم الثلاثاء عكست الأجواء المتوترة، فاستُبدلت حفلة شواء غير رسمية بعشاء جلوسي رسمي، وانتهى الاجتماع نحو الساعة التاسعة والنصف مساءً، ثم عاد الوزراء إلى المدينة بدلاً من المبيت كما جرت العادة في مثل هذه الاجتماعات المغلقة.
بحلول الساعة 7:30 صباح الأربعاء كانوا يعودون لمتابعة النقاش، لكن الاجتماع انتهى بلا نتائج حاسمة في القضايا الرئيسية، وبعض المواضيع لم تُطرح أصلاً بسبب غياب أفق للتوافق.
ظل الخلاف قائماً بشأن الحظر الأوروبي المزمع على بيع سيارات الاحتراق الداخلي الجديدة بحلول 2035، فميرتس يريد إيقاف الخطة، بينما يدعمها وزير المالية ونائبه في المستشارية من الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
كما تجنّب الوزراء اتخاذ موقف نهائي من المقترح الأوروبي لحرمان إسرائيل من مزايا تجارية بسبب الأزمة الإنسانية في غزة، وكان ميرتس قد تعهد بحسم المسألة قبل قمة كوبنهاجن، لكن المسؤولين أرجأوا البت فيها تبعاً لتطورات التطورات الأخيرة، بما فيها إعلان الولايات المتحدة وإسرائيل عن خطة سلام.
أما القرار المبدئي الوحيد فكان بشأن ما سُمي ببرنامج التحديث، الذي قال المسؤولون إنه قد يوفر حتى 16 مليار يورو من تكاليف الإدارة.
أصر ميرتس على أن طموحاته لم تتغير، بل يحتاج إلى وقت إضافي، ولا يزال يخطط لاستغلال قمة الأربعاء لدفع قادة الاتحاد الأوروبي إلى كبح “آلة بروكسل” التي يتهمها بتضخيم القوانين وتوسيع سلطاتها إلى مجالات غير مرغوبة.