حماس تناقش المقترح الأميركي: خشية من الألغام وقلق من الرفض

طالبت حماس بالحصول على إيضاحات وتعديل عدد من البنود الجوهرية في الخطة الأميركية لإنهاء الحرب، بما في ذلك الوقف التام للحرب مع ضمانات عدم عودة الهجمات، وجدول زمني واضح لانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، وضمانات بعدم تكرار الهجمات كما يجري في لبنان.
مبادئ الخطة وبنود تحتاج توضيحاً وتعديلاً
فصّلت المصادر أن الحركة تريد وضوحاً بشأن وقف الحرب كلياً، مع ضمانات بأن لا يتم استئناف الهجمات مستقبلاً، وأن يكون هناك مسار زمني محدد لانسحاب إسرائيل من قطاع غزة.
كررت التمييز بين نوعين من السلاح، الهجومي والدفاعي، واعتبرت أن السلاح الدفاعي مسألة وجودية لا يجوز التفاوض فيها.
أشارت الاجتماعات الداخلية إلى وجود ما تعتبره “ألغاماً” في الخطة، مثل حصر مهام اللجنة الإدارية الفلسطينية في الخدمات البلدية، ومنح صلاحيات سياسية ووطنية موسعة لـ”مجلس السلام” الذي وصفتته بـ”مجلس الوصاية الأجنبية”.
وحذرت من أن المجلس قد يصدر قرارات تهدف إلى تهجير سكان القطاع وفتح المجال أمام استثمارات عقارية وسياحية على حساب الوجود الفلسطيني وحقوقه، وعلى تخصيص مدن ذكية لأغراض سياسية منها تغيير أساليب العيش والتفكير.
وترى الحركة أن الإدارة الفلسطينية هي الجهة المؤهلة لإعادة بناء غزة وليس المجلس الدولي وحده، وأن السياسات ينبغي أن تقررها اللجنة الفلسطينية وليست جهة دولية خارجية.
وتشير إلى ضرورة عودة السلطة الفلسطينية لتولي إدارة غزة والتفاوض مع الأطراف الدولية بصفتها جزءاً من الأرض الفلسطينية ودولة فلسطين المعترف بها على نطاق واسع.
وتتوقع أن تطرح الحركة في ردها على الخطة مطلباً بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وفق جدول الانسحاب من غزة، مع الشكوك في احتمال تراجع إسرائيل عن الانسحاب بعد الحصول على المحتجزين في الأيام الأولى من تطبيق الخطة.
سأل مسؤولون: ما الذي يمنع إسرائيل من إيقاف الانسحاب وربما إعادة انتشار قواتها في قلب التجمعات؟ فالتجربة اللبنانية والفلسطينية تقر بأن إسرائيل قد تقلب تفاهمات في أية لحظة.
وأكّدوا أن الخطة الأميركية التي اطلعت عليها الحركة تختلف جوهرياً عن الخطة الأصلية التي عُرضت في لقاء ترامب مع قادة الدول الإسلامية والعربية الثمانية، مع إشارات إلى تقارير بأن نتنياهو وفريقه أدخلوا تعديلات جوهرية عليها.
ونقلت تقارير إعلامية إسرائيلية عن نتنياهو قوله إنه عمل على إبعاد أي تمثيل للسلطة الفلسطينية في ما يسمى “مجلس السلام”، مؤكداً أن إسرائيل ستكون ممثلة في هذا المجلس.
وتلقى قُادة حماس نصائح من دول صديقة مثل تركيا وقطر ومصر لقبول الخطة، مع تسجيل ملاحظات حول النقاط التي تثير شكوكها، وتوقعت المصادر أن تتعامل الحركة بإيجابية مع هذه النصائح.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد حذر حين إعلان الخطة من أن إسرائيل ستمتلك “دعماً كاملاً” من الولايات المتحدة لاتخاذ أي إجراءات ضرورية إذا رفضت حماس الخطة، بينما هدد نتنياهو بأن إسرائيل ستنهي المهمة بنفسها “بالطريقة السهلة أو الصعبة” إذا رفضت حماس الخطة أو انتهكتها.