اخبار سياسية

تقرير: تراجع النفوذ الروسي في إفريقيا ومساعٍ غربية لملء الفراغ

تواجه روسيا تراجعًا في طموحاتها العسكرية في إفريقيا وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، حيث فشلت القوة الجديدة التي أنشأها الكرملين باسم “فيلق إفريقيا” في تكرار النجاحات المالية والسياسية التي حققتها سابقاً مجموعة فاجنر.

تفككت أعمال فاجنر بعد تمرد مؤسسها يفغيني بريجوجين على بوتين ثم وفاته في انفجار أسقط جناح طائرته.

يشير مسؤول عسكري أميركي رفيع إلى أن المجالس العسكرية الحاكمة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو التي طردت القوات الأميركية والفرنسية لجأت إلى موسكو لمساعدتها في مواجهة القاعدة وداعش، مع توقع أن الدعم سيكون غالباً قناة تدريب.

ويأمل خبراء البنتاجون في تهميش الروس واستعادة موطئ قدم في الأمن بغرب إفريقيا.

يجري إريك برنس محادثات لتقديم خدمات أمنية لحكومات إفريقية، وفق مصادر مطلعة.

تقول وول ستريت جورنال إن هذا التحول يعكس تراجع النفوذ الروسي في منطقة الساحل، بعدما كان بريجوجين أحد أقوى الفاعلين فيها.

يقول خبراء أمنيون ومسؤولون دفاعيون غربيون إن التدخل الروسي ربما ساهم في تفاقم الوضع الأمني في المنطقة، حتى أن الساحل بات ساحة قتال أشد اشتعالاً بين المتشددين من جهة والغرب وحلفائه من جهة أخرى.

أظهر تحقيق فريق ذا سنتري أن مهمة فاجنر تحولت إلى “فشل ذريع” بحلول وصول تعزيزات “فيلق إفريقيا”.

أوضح التقرير أن مداهمات وحشية وغير منسقة شنها مرتزقة فاجنر على تجمعات مدنية أثارت الفوضى والرعب داخل التسلسل القيادي للجيش المالي، ما أثنى مخبرين عن التعاون وفتح المجال أمام الجماعات المتشددة لتجنيد عناصر جديدة.

كان مرتزقة فاجنر يأملون في جني أرباح كبيرة من نشاطهم في إفريقيا، لكنهم وجدوا أنفسهم عاجزين حتى عن الوصول إلى أحد أكبر مناجم الذهب في مالي بسبب انعدام الأمن في المنطقة.

وفي يونيو الماضي، غادر مرتزقة فاجنر مالي بعدما تضررت سمعتهم نتيجة فشلهم في وقف تقدم المتمردين وسجلهم الدموي في قتل المدنيين تحت شعار “توفير الأمن”.

جرس الإنذار من ذا سنتري جاء عندما قالت جوستينا جودزوفسكا، المديرة التنفيذية لـ”ذا سنتري”: “يجب أن تشكل إخفاقات فاجنر في مالي جرس إنذار لبقية الأنظمة في إفريقيا بأن روسيا ليست شريكاً موثوقاً ولا حلاً سريعاً لمشكلاتكم”.

أرسل الكرملين “فيلق إفريقيا” التابع مباشرة لوزارة الدفاع إلى باماكو لإعادة ترميم العلاقات، وذكر الفيلق في منشور على وسائل التواصل أن روسيا لا تفقد موقعها وتواصل دعم باماكو على مستوى أعمق.

غير أن ذلك لم يدم طويلاً إذ انطلقت قافلة مشتركة من فيلق إفريقيا ومقاتلين ماليين في كمين شمال البلاد تسبب في تدمير نحو نصف العربات وقتل العشرات من المقاتلين على أيدي الطوارق الذين يقاتلون أحياناً إلى جانب المتشددين.

تواجه روسيا عراقيل جديدة في مناطق أخرى من القارة، ففي جمهورية إفريقيا الوسطى تتشارك فاجنر في أنشطة تجارية إلى جانب حراسة الرئيس وتوفير الأمن، وتضغط موسكو لاستبدال الاتفاق القائم بعقد مالي مباشر مع فيلق إفريقيا، لكن المتعاقدين الجدد يظلّون في الثكنات ويركّزون على التدريب ما يقلل فاعليتهم.

أما في السودان، ففشلت محاولات روسيا لترسيخ موطئ قدمها؛ فبريجوجين كان يسيطر على استخراج الذهب، وبعد رحيله أرسلت موسكو عناصر جديدة لحراسة المناجم وتشغيل الأسلحة المضادة للطائرات، لكنها لم تنجح إذ اندلعت عمليات سطو وقطعت إمدادات وتراجعت الحراسة في مايو.

وفي بوركينا فاسو، وصلت قوة Bear في مايو 2024 لكنها أُعيدت إلى أوكرانيا بعد ثلاثة أشهر، فيما توجد لدى فيلق إفريقيا قوة تدريب محدودة للجيش وتوفير حماية لرئيس المجلس العسكري إبراهيم تراوري، لكن المجلس يريد وجوداً روسياً محدوداً.

فرصة جديدة للغرب

تفتح التحديات التي تواجه موسكو فرصة جديدة أمام الغرب لاستعادة نفوذه والوصول إلى منطقة الساحل، بعد الانقلابات وتراجع الوجود الغربي في أعقابها.

في النيجر، الذي أُطيح فيه رئيس موال للغرب عام 2023، تركز المدربون الروس في قاعدة جوية بعدما اضطرت القوات الفرنسية والأميركية إلى مغادرة البلاد.

زار برنس العاصمة نيامي، وعرض خدمات في مكافحة الإرهاب، كما زار في يوليو قادة أميركيون مالي لبحث دعم أميركي محتمل، وزار قائد القيادة العسكرية الفرنسية في إفريقيا جمهورية إفريقيا الوسطى لبحث استئناف برامج التدريب، وأُعيد إرسال عدد من عناصر الأمن إلى فرنسا لتلقي التدريب منذ ذلك الحين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى