اخبار سياسية

وزير خارجية كوبا: أجندة روبيو في أميركا اللاتينية تشكل تهديداً لمهمة ترمب للسلام

أشار برونو رودريغيز بارييا، وزير الخارجية الكوبي، إلى أن التصعيدات الأميركية الأخيرة في منطقة الكاريبي جاءت نتيجة لأجندة شخصية ينتهجها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ضد المنطقة، مضيفاً أن روبيو يدفع بسياسات لا تتماشى مع نهج الرئيس دونالد ترمب، وهو نهج يوصف بأنه “مهمة من أجل تحقيق السلام”.

وأضاف بارييا أنه رأى في عودة ترمب إلى السلطة في يناير الماضي فرصة لتغيير المواقف العدائية القديمة بين الولايات المتحدة والجزيرة، موضحاً أن روبيو جعل حملة “الضغط الأقصى” ضد هافانا هدفاً له وللدفع بهذا النهج.

وتابع أن روبيو لم يولد في كوبا، ولم يزرها قط، ولا يعرف شيئاً عن تلك الجزيرة، وأن هناك أجندة شخصية وفاسدة للغاية ينفذها، ويبدو أنه يضحي بمصالح الولايات المتحدة الوطنية من أجل دفع هذا النهج المتطرف.

وألقى بارييا باللوم على النهج “الثنائي التوجه” الذي تتبعه وزارة الخارجية الأميركية في التصعيدات ضد كوبا، وكذلك في الإجراءات الأخيرة ضد فنزويلا، معتبراً أن البيت الأبيض ليس المحرّك الرئيسي لها.

وأضاف أن ترمب يقدم نفسه كمدافع عن السلام، في حين أن روبيو يروّج لاستخدام القوة أو التهديد بها كأداة يومية معتادة.

وذكرت أسوشيتد برس أن وزير الخارجية الكوبي ومسؤولين آخرين يتّبعون مساراً دبلوماسياً حذراً في تعاملهم مع إدارة ترمب ساعين لإنهاء الحظر الاقتصادي الأميركي المفروض منذ ستة عقود، والذي فشل في إسقاط الحكومة ولكنه تسبب في انقطاعات للكهرباء ونقص المواد الغذائية وارتفاع الأسعار.

وأكد بارييا أن كوبا تصرفت بتضامنها الكامل مع فنزويلا، محذّراً من الحشد البحري غير المعتاد قبالة سواحل أميركا الجنوبية والتكهنات بأن قد يسعى ترمب للإطاحة بالرئيس مادورو، مما قد يفضي إلى عواقب غير متوقعة وكارثية.

وتقول إدارة ترمب إنها تحاول إجبار كوبا على وقف دعمها لمادورو، وتؤكد أن كوبا تتلقى مساعدات عسكرية واستخباراتية من هافانا، وعندما سُئل عما إذا كانت كوبا ستدعم فنزويلا عسكرياً حال وقوع غزو، امتنع بارييا عن الإجابة بشكل مباشر، قائلاً: “لا نعرف ما الذي قد يحمله المستقبل”.

وفي الوقت نفسه، أعرب الوزير الكوبي عن تفاؤله بإمكانية إقامة علاقة أقل عداءً مع الجار الشمالي، مشيراً إلى أن المسؤولين يواصلون التعاون في عدد من الاتفاقيات الثنائية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والهجرة، مضيفاً: “مستعدون تماماً، كما كنا دائماً، لبدء حوار جاد ومسؤول مع الإدارة الأميركية الحالية، اليوم قبل الغد”.

وفي التصريحات العلنية والخطب الرسمية، يتجنب المسؤولون الكوبيون توجيه انتقادات مباشرة لترمب بسبب سلسلة الإجراءات العدائية التي اتخذتها إدارته خلال الثمانية أشهر الأولى من ولايته الثانية.

التدخل الأميركي في أميركا اللاتينية

وشملت هذه الإجراءات إعادة العمل بمجموعة من العقوبات الاقتصادية المشددة التي خففها الرئيسان الديمقراطيان أوباما وبايدن، الذي اتخذ خطوات لرفع اسم كوبا من قائمة الدول الراعية للإرهاب قبل مغادرته منصبه. لكن ترمب أعاد إدراج كوبا على هذه القائمة في اليوم التالي لتنصيبه، كما وضعت الولايات المتحدة كوبا ضمن قائمة من سبع دول تواجه قيوداً مشدّدة على دخول الزوار، وألغت الحماية القانونية المؤقتة التي كانت تتيح لنحو 300 ألف كوبي تجنّب الترحيل.

وأعلنت الإدارة الأميركية أيضاً فرض قيود على منح التأشيرات لمسؤولين كوبيين وأجانب مشاركين في البعثات الطبية الكوبية، التي وصفها روبيو بأنها “عمالة قسرية”.

وقبل تعيينه وزيراً للخارجية ومستشاراً للأمن القومي، كان روبيو قد لعب دوراً مؤثراً في صياغة السياسة الأميركية تجاه أميركا اللاتينية خلال الولاية الأولى لترمب.

واعترف السيناتور السابق بأن اهتمامه بمواجهة الزعماء اليساريين في أميركا اللاتينية “شخصي”، إذ أن والدَيه مهاجران كوبيان وصلا إلى ميامي عام 1956 قبل الثورة الشيوعية التي قادها فيدل كاسترو عام 1959، ونشأ روبيو في ميامي حيث لجأ كثير من الكوبيين بعد صعود كاسترو إلى السلطة.

وساعدت انتقاداتُه للشيوعية في كسب تأييد آلاف المنتمين إلى الجالية الفنزويلية الذين اتخذوا من فلوريدا موطناً لهم هرباً من الجريمة والانهيار الاقتصادي والاضطرابات التي شهدتها بلادهم في عهد الرئيس مادورو وسلفه الراحل هوغو تشافيز، الذي أطلق ما وصفه بـ“ثورته الاشتراكية”.

وبرزت دعوات روبيو لتوسيع التدخل الأميركي في أميركا اللاتينية، وهو محور رئيس لمسيرته السياسية الممتدة على مدى ربع قرن، خصوصاً في الآونة الأخيرة عندما أرسلت الولايات المتحدة أسطولاً من سفنها الحربية إلى المياه المقابلة لفنزويلا، عقب ضربات متتالية أودت بحياة أشخاص على متن قوارب يشتبه في تورطها في تهريب المخدرات.

ودافع روبيو ومسؤولون أميركيون عن موقفهم المتشدد تجاه كوبا، متهمين قيادتها بـ“إدارة نظام ديكتاتوري”، فقال روبيو في يوليو الماضي: “الولايات المتحدة ستواصل الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية للشعب الكوبي، وستوضح أنه لا مكان لأي أنظمة ديكتاتورية غير شرعية في نصف الكرة الغربي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى