من ذهب الحقول إلى الطاقة النووية: أبرز الشركاء العرب لروسيا

تشهد المنطقة العربية أحد أكبر المناطق الاقتصادية في العالم، بفضل مواردها وصناعاتها وقطاعاتها الزراعية، مما يجعلها وجهة جذابة وتشهد العلاقات الروسية – العربية حالياً مرحلة نمو سريع في مختلف القطاعات، وتساهم الشراكات الممتدة عبر التاريخ في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي.
منصات التعاون المشترك
يتعزز التعاون بين روسيا والعالم العربي عبر لقاءات ثنائية ومنصات اقتصادية متعددة، تسهم في تعزيز الروابط التجارية وتحفيز النمو الاقتصادي. وتتعاون موسكو مع الدول العربية عبر إطارين رئيسيين: جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب مشاركتها في منصات دولية مثل منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس والاتحاد الاقتصادي الأوراسي. كذلك تلعب المنتديات الاقتصادية دوراً محورياً في تعزيز الحوار، حيث أصبحت الدول العربية ضيفاً دائماً في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، الذي يشهد سنوياً عرض إمكاناتها في مختلف القطاعات. وستكون السعودية ضيف شرف في نسخة 2026 من المنتدى. كما يبرز منتدى “روسيا والعالم الإسلامي” في قازان كمنصة ناجحة للتفاعل الاقتصادي والتجاري، حيث أثبت كفاءته في تطوير الشراكات بين الأطراف المشاركة، وهو ما تؤكده الأعداد المتزايدة للوفود المشاركة سنوياً. وبشكل عام، يتميز التعاون بين روسيا والعالم العربي عبر المنصات المختلفة بمستوى متقدم ويعكس رغبة الجانبين في تعزيز التواصل وبناء جسور التعاون، وهو ما سيعززه انعقاد القمة الروسية – العربية الأولى في موسكو في منتصف شهر أكتوبر 2025 كمحطة جديدة في مسيرة الشراكة الإستراتيجية بين الطرفين.
شركاء تجاريون استراتيجيون
تتصدر مصر والإمارات والسعودية والجزائر قائمة الشركاء التجاريين الرئيسيين لروسيا في العالم العربي، بينما تشهد العلاقات مع قطر وعمان والبحرين تطوراً ملحوظاً.
طفرة في التجارة الزراعية والغذائية
يشهد قطاع المنتجات الزراعية والغذائية نمواً سريعاً في التجارة بين الطرفين، وتتصدر المملكة العربية السعودية التبادل التجاري معها وتضاعف التبادل ثلاث مرات بين 2019 و2023 متجاوزاً مليار دولار، مع متوسط نمو سنوي للصادرات يقارب 30%. وتشير التوقعات إلى إمكانية وصول حجم التصدير إلى المملكة إلى 1.4 مليار دولار بحلول 2030، مع تركيز على الحبوب والزيوت النباتية والمنتجات اللحمية والألبان والحلويات. في المقابل، تستورد روسيا الملابس والعطور والمنتجات الغذائية مثل المشروبات والحلويات والأسماك والتمر.
شراقة استثنائية مع الإمارات
تعد الإمارات الشريك التجاري الأبرز لروسيا في العالم العربي ومنطقة الخليج، وهو ما أكده الرئيس الروسي في لقاءه مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وسجل التبادل التجاري بين البلدين رقماً قياسياً في 2023 بلغ 11.2 مليار دولار، وحافظت التجارة البينية بين البلدين على مستوى فوق 10 مليارات دولار في 2024 بنمو نسبته 154% خلال خمس سنوات.
شراكات تاريخية
تحظى مصر، الشريك التقليدي لروسيا منذ العهد السوفيتي، بمكانة خاصة في العلاقات الاقتصادية، حيث قفز التبادل التجاري بأكثر من الثلث العام الماضي وبنسبة 50% خلال خمس سنوات، متجاوزاً 9 مليارات دولار. ويحتل قطاع الطاقة حيزاً واسعاً في العلاقات بين موسكو والقاهرة، حيث تعمل شركة روساتوم ببناء أول محطة نووية لتوليد الكهرباء في مصر. كما تعد مصر أكبر سوق للقمح الروسي، حيث زودت روسيا مصر بما يقارب 11 مليون طن من القمح في 2024. كما تبرز الجزائر كأحد أبرز شركاء روسيا في إفريقيا والعالم العربي، بحجم تبادل تجاري يتجاوز 3 مليارات دولار. وتستورد مصر والجزائر المنتجات الزراعية من روسيا، بينما تركز روسيا على استيراد أصناف من الفواكه والخضروات منهما.
آفاق واعدة
ورغم أن دولاً مثل سلطنة عمان والكويت والبحرين لا تزال متأخرة عن جيرانها في حجم التبادل التجاري مع روسيا، إلا أن الأرقام تشهد نمواً ملحوظاً مقارنة بما قبل الجائحة.