قادة أوروبا يجتمعون في كوبنهاجن وسط تدابير أمنية مشددة لمناقشة الحرب الهجينة الروسية

يستعد قادة أوروبا للاجتماع غير الرسمي في كوبنهاجن الأربعاء وسط إجراءات أمنية مشددة لمناقشة سبل تعزيز دفاعات الاتحاد الأوروبي ومصادر التمويل، في ظل ضغط فتور الدعم العسكري الأميركي للقارة وتزايد التوتر مع موسكو بسبب اتهامات أوروبية بانتهاك الأجواء الأوروبية.
ورست فرقاطة ألمانية في ميناء كوبنهاجن كإشارة إلى أجواء أمنية مشددة واستعراض للقوة الأمنية في العاصمة الدنماركية.
وقبل بدء المناقشات، حذرت رئيسة الوزراء الدنماركية مته فريدريكسن من أن أوروبا تواجه حرباً روسية هجينة، معتبرة أن انتهاك الأجواء الأوروبية ما هو إلا بداية، وحثت الناتو على تكثيف رده على حرب روسيا الهجينة.
تبدأ المحادثات حوالي الساعة 1 ظهراً بالتوقيت المحلي وتستمر حتى 5:30 مساءً، وتتصدّر قضايا الدفاع وأوكرانيا جدول الأعمال وفق ما ذكرت مجلة بوليتيكو.
ويترك هذا نحو أربع ساعات أمام القادة للتوصل إلى نوع من التوافق يمكن المصادقة عليه في قمة أوروبية أخرى بعد ثلاثة أسابيع.
خمس قضايا شائكة مطروحة على الطاولة
تطرح الدول الأعضاء تحدي الدفاع حول ما إذا كانت المفوضية ستتولى قيادة المشاريع الدفاعية الكبرى، مثل جدار الطائرات المسيّرة على الجبهة الشرقية، أم أن تقودها الدول الأعضاء بشكل فردي، ويفضل كبار الدول مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا زيادة الاستقلالية الوطنية في هذا الشأن.
تطرح مسألة تمويل هذه المشاريع، فبعض الدول تفضل اللجوء إلى الدين المشترك، بينما تفضل دول أخرى، منها ألمانيا، تمويل الإنفاق الدفاعي عبر أداة SAFE التي تبلغ قيمتها 150 مليار يورو لشراء الأسلحة.
ويريد التكتل وضع إجابات لهذه المسائل بهدف إتمام خارطة طريق للتسلح بحلول عام 2030.
ترى المفوضية الأوروبية أنها وجدت ثغرة لحرية إطلاق الأصول الروسية المجمدة من العقوبات لتمويل قرض تعويضات لأوكرانيا بقيمة 140 مليار يورو، على أن تسدد أوكرانيا المبلغ عند انتهاء الحرب ودفع موسكو التعويضات.
وعادة ما يتطلب مثل هذا التحرك موافقة بالإجماع من جميع الدول الأعضاء، لكن من المحتمل أن لا توافق المجر وسلوفاكيا القريبتان من الكرملين، كما أن بلجيكا قد ترفض لأن الأصول المجمدة محتجزة في حساب مقره في بروكسل.
ولا تزال المفوضية تعتقد أنها قد تتمكن من تنفيذ خطتها بدعم أغلبية مؤهلة، وتؤكد أن الخطة ستعزز صناعة الأسلحة الأوروبية نفسها.
وقال مسؤول حكومي ألماني رفيع المستوى لبوليتيكو: أظن أن موسكو ستراقب اجتماع المجلس الأوروبي غير الرسمي هذا عن كثب.
تطرح إمكانية فتح الطريق أمام عضوية أوكرانيا، فحتى تتقدم أوكرانيا في مسارها نحو الانضمام يجب أن توافق جميع الدول الأعضاء الـ27، وهذه عقبة في ظل تعهد المجر بعرقلة الانضمام.
وتطرح إمكانية تعديل إطار التفاوض الخاص بالدول المرشحة لإتاحة فتح فصول الانضمام بأغلبية مؤهلة من دول الاتحاد بدلاً من الإجماع، متجاوزاً حق النقض الذي تلوّحه المجر.
وتلقى هذا المقترح موافقة المفوضية في وقت سابق، ولكنه يتطلب أيضاً موافقة بودابست، وهو أمر من غير المرجّح قبوله، كما يعارضه دول أخرى مثل فرنسا وهولندا واليونان، ولا يبدو أنه سيجد قبولاً واسعاً في الدنمارك بحسب مصادر دبلوماسية ومسؤول رئاسة فرنسية.
تطرح حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، إذ لم توافق الدول الأعضاء بعد على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات التي أعلنها الاتحاد الشهر الماضي، والتي تستهدف بنوك وشركات طاقة روسية وأجنبية.
ويمتلك رئيس الوزراء المجري تاريخاً طويلاً في عرقلة العقوبات وهو ما يعقد تمرير الحزمة الجديدة، فيما يواصل بعض الدول دعم موقف حازم من مسألة الطاقة الروسية.
تصل ألمانيا إلى كوبنهاجن مع قائمة طويلة من الشكاوى، إذ يعتزم المستشار الألماني تقديم مطالب دقيقة للحد من القوة التنظيمية للاتحاد الأوروبي ووضع عوائق أمام هذه الآلة في بروكسل.
وتتركّز المطالب على إلغاء أو تقليل حظر محركات الاحتراق الداخلي داخل التكتل، بينما تعارض السويد التخلي عن الموعد النهائي 2035 للتحول من السيارات العاملة بالبنزين والديزل.
ويتجنب القادة مناقشة موقف ألمانيا من فرض عقوبات على إسرائيل، إذ كان ميرتس من المتوقع أن يوضح موقف برلين ولكنه أجل القرار حتى اجتماع لاحق.