جامعة كورنيل توقف أستاذاً مناصراً للفلسطينيين إثر شكوى من طالب إسرائيلي

أوقفت جامعة كورنيل الدكتور إريك تشايفيتس، وهو محاضر يهودي مؤيد للفلسطينيين ومعروف بمواقفه المناهضة لإسرائيل، بعدما حاول منع طالب إسرائيلي من التسجيل في مادة كان يدرّسها عن غزة.
وذكرت محامية تشايفيتس، لونا دروبي، أن ما يجري هو أحدث تطور في سلسلة تحقيقات استمرت أشهراً حول ما إذا كان تشايفيتس قد طرد فعلاً طالب دراسات عليا من المادة بسبب كونه إسرائيلياً.
وينفي تشايفيتس هذه المزاعم، وهو يهودي ولديه ابنة وأحفاد يعيشون في إسرائيل، بحسب ما قالت صحيفة The Nation.
المادة كانت بعنوان “غزة، الأصالة والمقاومة” واثارت انتقادات من سياسيين وناشطين وخريجين، وحتى من رئيسة جامعة كورنيل نفسها التي وصفت توصيف المقرر في رسالة مسربة بأنه “راديكالي” و”منحاز”.
أشار تشايفيتس إلى أنه من أبرز المدافعين عن الفلسطينيين ويدرّس في كورنيل منذ أكثر من عقدين، وقال إن الجامعة تحاول إسكات صوته في إطار حملة أوسع ضد النشاط المؤيد للفلسطينيين.
كتبت ريبيكا فالي، المتحدثة باسم الجامعة، أن خطورة الأفعال التي اعترف بها الأستاذ أثناء قيامه بمسؤولياته التدريسية استوجبت إعادة تعيينه مؤقتاً إلى أن تستكمل كورنيل الإجراء التأديبي.
وأفادت محامية تشايفيتس بأنه خلال الفصل الماضي بدأ بعض الطلاب يشتكون له من أن طالب دراسات عليا في مادة “غزة، الأصالة والمقاومة” بدا وكأنه يسجلهم، ربما بغرض جمع أسمائهم وتعليقاتهم لترهيبهم.
وأضافت أن ذلك تبين حين تقدم عدة طلاب وأعربوا عن قلقهم للأستاذ، وقال تشايفيتس إن طالبة فلسطينية انسحبت من المادة لأنها شعرت بالانزعاج والخوف.
وبحسب تشايفيتس، كان الطالب كثيراً ما يحرف النقاش عن المواضيع المقررة، التي ركّزت حينها على تعريفات الإبادة الجماعية والقانون الدولي المتعلق بحقوق الشعوب الأصلية، ليدافع عن سلوك إسرائيل في حرب غزة ويجادل مع بقية الطلبة.
وزاد: “من الواضح أنه لم يقرأ النصوص، وكان يسبب تشويشاً”.
وأوضح تشايفيتس أنه اجتمع بالطالب في أواخر يناير لمناقشة مخاوف زملائه، وخلال اللقاء طلب منه الانسحاب من المادة، وهو ما حدث في الحصة التالية.
الطالب الإسرائيلي والفتح/التسجيل والتسجيل الصوتي
طالب من وحدة 8200 الإسرائيلية، وفقاً لما تقوله The Nation، وهو أورين رينار، مرشح دكتوراه في علوم الحاسوب، وقد أكد طلاب آخرون هويته، ووفقاً لحسابه على لينكدإن فقد خدم سابقاً في وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية النخبوية “8200”.
وذكرت المجلة أن رينار سجّل المحادثة مع الأستاذ واستخدمها لاحقاً كدليل في شكوى تمييز ضده. ويقول تشايفيتس إنه لم يكن يعلم أنه يتم تسجيل حديثه.
ورد رينار على طلب مقابلة المجلة قائلاً: “لأسباب تتعلق بالسلامة الشخصية، أقدّر كثيراً عدم نشر أي شيء عن الحادثة. وبعيداً عن الواقعة نفسها، فأنا قلق جداً من مخاطر كشف هويتي على الإنترنت”.
وتقول محامية تشايفيتس إن أي إشارة إلى إسرائيل خلال الحوار كانت في سياق الآراء السياسية لا الهوية.
وراجع مكتب الحقوق المدنية التابع للكلية القضية في أبريل الماضي، وادعى تشايفيتس أنه لم يوصِ بعقوبات، لكنه وجده “مسؤولاً” عن تهمة التمييز.
وأحال المكتب القضية إلى عميد كلية الآداب والعلوم، بيتر جون لوين، الذي أوصى بتعليق الأستاذ لفصلين دراسيين من دون راتب.
وقدّم تشايفيتس استئنافاً إلى لجنة مجلس الشيوخ الأكاديمية المعنية بحرية التدريس ووضعية أعضاء هيئة التدريس.
وفي يونيو الماضي، خلصت اللجنة المكونة من 6 أعضاء بالإجماع إلى أنه لا توجد أدلة كافية تدعم مزاعم رينار بشأن التمييز، وفقاً لتقرير حصلت عليه صحيفة The Nation.
وبعد مقابلة تشايفيتس ورينار ومراجعة الأدلة، بما في ذلك نص التسجيل و3 رسائل من طلاب أبدوا قلقهم بشأن رينار، كتبت اللجنة في تقريرها أن العقوبات الموصى بها من عميد الكلية “لم تعد مبررة”.
أحد أعضاء اللجنة، الذي راجع نص الحوار وتحدث بشرط عدم كشف هويته لأن الإجراءات سرية، قال إن تشايفيتس تناول آراء رينار بطريقة “غامضة” و”غير مترابطة بشكل خاص”.
وأضاف: “لم تكن هناك أدلة واضحة” على التمييز، لأنه لم يتضح ما إذا كان تشايفيتس يقصد التعليق على آراء رينار المؤيدة لإسرائيل أم على هويته كإسرائيلي.