تأشيرة K: رهان صيني لمزاحمة الولايات المتحدة في سباق الابتكار

تسعى الصين لإطلاق برنامج تأشيرة جديد باسم K visa يجذب المواهب الأجنبية في خطوة تعزز موقع بكين في التنافس الجيوسياسي مع واشنطن وتُرى كخيار بديل مع تصاعد القيود الأميركية على التأشيرات.
ماذا تعني تأشيرة K ولمَن تستهدف؟
تركز تأشيرة K على خريجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات الأجانب الشباب، وتتيح الدخول والإقامة والعمل دون الحاجة إلى عرض عمل، مما يجعلها خياراً جذاباً للمتخصصين الذين يبحثون عن فرص خارج الولايات المتحدة.
التوقيت والتأثير الدولي
تُطرح هذه الفئة في سياق تشديد أميركي على التأشيرات وتزايد الحديث عن خيارات بديلة، ويرى محللون أن وجودها يأتي مع وجود استعداد دول أخرى مثل كوريا الجنوبية وألمانيا ونيوزيلندا لتسهيل قوانين التأشيرات لجذب العاملين المهرة. وتُبرز المزايا الصينية أن التأشيرة لا تحتاج إلى كفالة صاحب عمل كأحد أهم العوائق التي تواجه تأشيرة H-1B الأميركية.
المقارنة مع H-1B والآفاق
تُعد تأشيرة H-1B كفالة من جهة صاحب العمل وتخضع لقرعة بنحو 85 ألف مقعد سنوياً، وقد تشمل الرسوم الجديدة تأثيراً على عدد المتقدمين لأول مرة. وتبذل الصين جهداً لتقديم خيار بديل لا يتطلب كفالة عمل، بينما يتردد في التفاصيل أن الصين لم تُعلن حتى الآن عن حزم حوافز مالية أو تسهيلات توظيف أو إقامة دائمة أو كفالة أسرة، كما أنها لا تمنح الجنسية بسهولة كما في الولايات المتحدة.
التحديات والاعتبارات اللغوية والسياسية
تواجه “تأشيرة K” تحديات منها وضوح الإرشادات الحكومية حول العمر والخلفية التعليمية والخبرة العملية، وعدم وجود تفاصيل كافية حول الحوافز المالية وتسهيلات التوظيف والإقامة الدائمة أو كفالة الأسرة. كما تشكل اللغة عائقاً إضافياً، فمعظم شركات التقنية في الصين تعمل باللغة المندرينية، ما يحد من فرص غير المتحدثين بها. وتضيف توترات سياسية بين نيودلهي وبكين عنصراً قد يؤثر في عدد المتقدمين الهنود، ما يجعل توفير بيئة عمل مُهيأة دون الاعتماد على اللغة المحلية أمراً ذا أهمية. ويؤكد خبراء أن على الصين ضمان شعور المواطنين الهنود بالترحيب وتمكينهم من أداء عمل ذو معنى دون الحاجة إلى إجادة الماندرين.
المواهب الصينية في أميركا
تركز الصين تقليدياً على العلماء الصينيين المولودين خارج الصين والأجانب من أصل صيني، وتُعزز جهودها بمساعدات لشراء المنازل ومكافآت توقيع قد تصل إلى 5 ملايين يوان (حوالي 702 ألف دولار)، بهدف جذب عودة المواهب الصينية العاملة في الولايات المتحدة خاصةً في ظل التدقيق الأميركي. ويشير خبراء إلى أن الجهود في جذب المواهب التقنية الهندية إلى الصين تتزايد لكنها تبقى محدودة مقارنة بمبادرات إعادة الصينيين العاملين في مجالات التكنولوجيا والرياضيات إلى وطنهم. ويعبر خريج صيني عن تشكيكه في فرص تأشيرة K، مشيراً إلى أن آسيا عموماً لا تعتمد على الهجرة وأن الحكومات المحلية تمتلك وسائل متعددة لجلب المواهب المحلية. وتقدر الولايات المتحدة بأن لديها أكثر من 51 مليون مهاجر، مقابل مليون أجنبي في الصين. وعلى الرغم من احتمال عدم تغيير سياسات الصين جذرياً للسماح بدخول ملايين العمال، يرى المحللون أن تأشيرة K قد تعزز موقع بكين في التنافس الجيوسياسي مع واشنطن.