خطة السلام في غزة: خيار التفاوض أم القطيعة؟ أكسيوس: ترمب يعتزم الضغط على نتنياهو

يعتزم ترامب الضغط على نتنياهو عندما يستقبله في البيت الأبيض الاثنين، في سياق تصاعد الغضب في واشنطن من توسيع دائرة الصراع في الشرق الأوسط وتدخل نتنياهو في السياسة الأميركية، وفقاً لما ذكره موقع أكسيوس.
وأشار أكسيوس، الذي حاور ترامب قبل يوم من اللقاء، إلى أن هذه المرة تبدو النيات الأميركية أقوى للابتعاد عن نتنياهو بشأن غزة وممارسة ضغط مباشر عليه للتوصل إلى اتفاق للسلام.
ويرى الموقع أن ترامب قد يطرح خيارين أمام نتنياهو: إما قبول خطته لإنهاء الحرب على غزة، أو مواجهة قطيعة علنية مع الولايات المتحدة وتزايد العزلة الدولية.
وقال ترامب لأكسيوس الأحد إن خطته بشأن غزة في مراحلها النهائية، مع إشارة إلى أن نتنياهو موافق عليها، إلا أن تصريحات رئيس الوزراء العلنية ما زالت غامضة إلى الحد البعيد.
وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز مساء الأحد، قال نتنياهو: “نحن نعمل على ذلك، لم ننتهِ من العمل عليه لكننا نعمل مع فريق الرئيس ترامب حاليًا، وآمل أن ننجح”.
وذكر أحد مستشاري ترامب المشاركين في إعداد الخطة لـ أكسيوس أن العرب وافقوا عليها بنسبة مئة في المئة، والآن ينتظرون سحر ترامب لإقناع نتنياهو.
وأضاف المستشار أن القرار في البيت الأبيض هو أن نتنياهو إذا لم يقبل الاتفاق سيتحمل مسؤولية استمرار الحرب، بما يعني استمرار هجمات Hamas ومعاناة الفلسطينيين الذين يعيشون أزمة إنسانية كبيرة.
ولم يسبق أن لوم ترامب نتنياهو علناً على إطالة الحرب أو فشل في الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، لكن بعض مستشاري ترامب يرى أنه إذا قال نتنياهو “لا” هذه المرة فقد يفقد ترامب دعمه، خصوصاً وأن الدعم لإسرائيل وحربها تراجع في الولايات المتحدة بما في ذلك داخل البيت الأبيض وعبر أنصار حركة MAGA.
التقى مبعوثا ترامب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر بنتنياهو في نيويورك لساعات، في محاولة لتجاوز الخلافات بين واشنطن وتل أبيب بشأن خطة السلام الأميركية المكونة من 21 نقطة.
وقال أحد مستشاري ترامب: ويتكوف وكوشنر “بلغا حدّهما الأقصى مع نتنياهو”، إذ تولّى ويتكوف ملف إسرائيل بينما أدار جاريد ملف الدول العربية، لكن كلاهما وصل إلى نهاية صبرهما مع إسرائيل.
وتأتي مبادرة ترامب الأخيرة للسلام عقب محاولة اغتيال فاشلة لوفد حماس التفاوضي في غارة إسرائيلية على قطر، وهو الحدث الذي أثار تنديداً عربياً ودولياً واسعاً.
وقال المستشار إن “عندما أرسل بيبي تلك الصواريخ إلى قطر، وحد الدول الخليج هناك، صاروا على قلب واحد، يتحدثون بصوت واحد”، في إشارة إلى التأثير الذي صاحب التصعيد الإسرائيلي على التحالف الخليجي، وأضاف أن هذه الخطوة كانت حاسمة وأن العالم العربي بدأ يتحرك بشكل موحد.
ويتزايد الإحباط والغضب والارتباك تجاه نتنياهو في أروقة ترامب منذ شهور.
وقال أحد مستشاري ترامب: بعضهم أخبر الرئيس بأن نتنياهو يتلاعب به، بينما يرى آخرون أن نتنياهو اتخذ قرارات مزعزعة للاستقرار بشكل هائل، مثل الهجوم على قطر، بهدف حماية بقائه السياسي.
وذكر مسؤول كبير في البيت الأبيض: “من الواضح أنه قلق جداً بشأن محاكمته، وربما لهذا السبب يتصرف بهذه العدوانية”، مضيفاً: “إنه يغزو ويقصف كل بلد على الخريطة”.
ويرى مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أن نتنياهو سيضطر الآن للاختيار بين رغبة ترامب في إنهاء الحرب وبين شركائه في الائتلاف اليميني المتشددين الذين يضغطون لمواصلة الحرب على غزة، وقد انحاز إليهم مراراً حتى الآن.
ويعد أحد أسباب الاستياء في واشنطن من نتنياهو ميله للتدخل في السياسة الداخلية الأميركية.
وعلى هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، التقى نتنياهو عدداً من المؤثرين الأميركيين على وسائل التواصل الاجتماعي، معظمهم من المحافظين الموالين لترمب، وطلب منهم المساعدة في “القتال” عبر الإنترنت من أجل إسرائيل.
وقال نتنياهو: “علينا أن نقاتل بأسلحة توازى ساحة المعركة، وأهمها على وسائل التواصل الاجتماعي،” مخصصاً بالذكر منصتي X وتيك توك.
وفي الاجتماع نفسه هاجم نتنياهو ما سماه “اليمين المستيقظ” أو “الرايخ المستيقظ”، قائلاً: “إنهم مجانين، إنهم مختلّون”، وتحداه مذيع أميركي بين المعارضين له، وخصوصاً تاكر كارلسون.
وعبّر مستشارو ترامب عن حيرتهم من “هوس نتنياهو بالخطاب السياسي على الإنترنت في الولايات المتحدة”.
وقال مسؤول في البيت الأبيض: “لا يمكننا فهم ما يريد، عليه التركيز على إسرائيل وعلى غزة”، مضيفاً: “توقف عن التدخل في السياسة الأميركية الداخلية، توقف عن الحديث عن تاكر كارلسون، توقف عن جلب المؤثرين ليكونوا أبواقك الدعائية، هذا لا يساعدك، ولا يساعد إسرائيل، ولا يساعدنا في التوصل إلى اتفاق سلام”.