قراءة إسرائيلية حول سبب انهيار صديق نتنياهو

تشير مقالة الصحفي أورييل داسكال إلى أن ميلي كان “الأمل الأبيض الكبير” للرجال البيض الذين يتحكمون في كل شيء، وأن أغسطس شهد احتفال المحللين بنجاحه كقائد اقتصادي، بينما أقدمت الولايات المتحدة بقيادة ترامب على شراء سندات حكومية بقيمة مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأميركيين لإنقاذ اقتصاد الأرجنتين وفق التقرير.
خلفية اقتصادية وسياسية وتداعياتها
وذكر التقرير أن البيزو انهار، وأن البنك المركزي الأرجنتيني صرف مليار دولار من أموال الدولة في محاولة لإنقاذ الوضع، فكان الرد الطارئ من الإدارة الأميركية استخدام أموال دافعي الضرائب الأميركيين مما اعتبره التقرير إنقاذًا سياسيًا لميلي.
يخلص المقال إلى أن المستثمرين يفرون من الأرجنتين بسبب سياسات ميلي، بينما يبدو ترامب الذي قال إنه لن يهدر أموال الأميركيين على دول أخرى منقذًا سياسيًا لميلي.
التطورات الداخلية والانتخابات المقبلة
وفي الداخل، فاز في مقاطعة بوينس آيرس، حيث يعيش نحو 40% من سكان الأرجنتين، السياسي اليهودي اليساري أكسل كيسيلوف في الانتخابات بأغلبية كاسحة خلال مواجهته المباشرة مع حزب ميلي، وهو مرشح رئيسي للرئاسة عام 2027.
ويُذكر أن ميلي أطلق «اتفاقيات إسحاق» لتعزيز العلاقات بين إسرائيل ودول في أمريكا اللاتينية.
فساد العائلة وتأثيره على الصورة العامة
وحسب ما أوردته المقالة، أدى انهيار قضية ميلي كـ«محارب من أجل الكفاءة الاقتصادية» إلى ظهور فساد داخل الدائرة المحيطة به؛ إذ ادعت التسريبات وجود أخته كارينا، مديرة حملته ومكتبها، مستفيدة من رشوة في وكالة معنية بذوي الاحتياجات الخاصة في البلاد، حيث قالت التسجيلات إنها تحصل على 3% من كل عقد تُبرم الدولة مع شركات الأدوية لتوفير الأدوية للمعاقين.
وصف داسكال الحالة بأنها فساد يفسد قضية ميلي في مكافحة الفساد وتخفيض الإنفاق، إذ تشير التقديرات إلى أن كارينا ربحت ما بين 500 ألف إلى 800 ألف دولار شهريًا من هذه الرشوة، مع نفي ميلي التورط، لكن الفساد ظل أصعب مرض تعانيه الأرجنتين منذ عقود، وهو ما كان جزءًا من سبب انتخاب ميلي ثم فجأته ذكر أخته في هذا السياق رغم نفيه.
حول السؤال عما سيحدث في الأرجنتين، يرى المقال أن لا أحد يعلم المستقبل، لكن الأرجنتين تحتاج إلى تطهير من الفساد عبر مجموعة من الجادين والمبدئيين، وليس إلى نجوم إنستغرام وتيك توك، بل إلى مهنيين يفهمون الأنظمة المعقدة والعمليات الكبيرة، وهذا النوع من الشخصيات لا يظهر عادة في الجانب الشعبوي من الخريطة السياسية.