اقتصاد

قراءة إسرائيلية حول أسباب انهيار صديق نتنياهو

يتناول المقال تقييمات وتطورات سياسية واقتصادية مرتبطة بخافيير ميلي وفي سياق علاقاته مع الولايات المتحدة والاتجاه نحو نموذج اقتصادي تقشّفي، مع الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تدخلت لدعم الأرجنتين عبر شراء سندات حكومية بقيمة مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأميركيين في خطوة قال عنها كاتب التقرير إنها أنقذت ميلي سياسياً في ظل انهيار العملة المحلية.

يشير النص إلى أن ميلي كان يوصف بأنه الأمل الأبيض الكبير للطبقة البيضاء التي تهيمن على الحكم، وأنه في أغسطس الماضي حصد إشادات من محللين اقتصاديين يميلون إلى سياسات تقشف وتحرير الأسواق، وهو ما رُفع كنجاح له خارج الأرجنتين أيضاً كما كان الحال في إسرائيل وفقاً لآراء أشخاص من دائرة الإعلام في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق.

ويضيف المقال أن هذه التحولات جرت في عالم المال والسياسة معاً، حيث انهارت قيمة البيزو في الشهر السابق لا سيما مع جهود البنك المركزي الأرجنتيني لاحتواء الأزمة عبر ضخ مبالغ كبيرة، وأن خطوة الولايات المتحدة بقيادة ترامب في استخدام أموال الأميركيين لإنقاذ أرجنتين ميلي سياسياً شكلت دافعاً إضافياً في المشهد الاقتصادي والسياسي في الداخل، مع تزايد فرار المستثمرين من البلد.

ويرى الكاتب أن في ظاهر الأمور بدا ميلي كمنفّذ لإصلاحات كبرى وفترة تقشف طويلة، حيث عمل على تبسيط قوانين الضرائب وتقليص الإنفاق، ما أدى إلى تدفق المستثمرين المستبشرين بفكرته المالية، لكن هناك فرقاً واضحاً بين ما يحبه المستثمرون وما يحتاجه الشعب. وظهر صدود واضح من الكونغرس أمام تمرير موازنات تقشفية، كما فشل في إقرار بعض التخفيضات في ميزانيات الجامعات والصحة بسبب قوة المعارضة والاحتجاجات الكبيرة أمام البرلمان. وفي المقابل حققت الأغلبية قبولاً داخل البلاد لتمرير الميزانيات التي عارضها ميلي، وهو أمر اعتبره كاتب المقال خسارة سياسية كبيرة له.

فضيحة فساد تتعلق بشقيقة ميلي وتداعياتها السياسية

في جانب آخر، حققت نتائج انتخابات مقاطعة بوينس آيرس، التي يعيش فيها نحو أربعين في المئة من السكان، فوزاً كبيراً لأكسل كيسيلوف وهو سياسي يهودي يساري، مقابل منافس من تحالف ميلي، ما جعله مرشحاً رئيسياً للرئاسة في 2027 وفقاً للمراقبين.

ويتناول المقال أيضاً اتهامات تتعلق بشقيقة ميلي، كارينا، التي كانت مديرة حملة رئيسية ومديرة مكتبه، حيث وردت مزاعم بأنها شاركت في شبكة رشوة مرتبطة بمؤسسة تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، وأنها استفادت من هذه الرشوة عبر تمويل من شركات أدوية مرتبطة بتوفير الأدوية للمعاقين، حيث زُعم أنها جمعت مبلغا يقدر بثلاثة في المئة من قيمة كل اتفاق عقدته الدولة مع شركات الأدوية.

يوصف الكاتب الحالة بأنها مثال على فساد يعرقل مسعى ميلي لإدارة اقتصاد يتميز بمحاربة الفساد وتقليل الإنفاق وتطهير القرارات من المصالح الأجنبية واليسارية والبيرونية والكرشنرية، وهو ما أدى إلى اتهام بالفساد يطال أقرباءه أيضاً. نفى ميلي تورط شقيقته، لكن التقديرات تشير إلى أنها كسبت ما بين نصف مليون إلى ثمانمئة ألف دولار شهرياً نتيجة هذه الرشوة، وهو أمر يرمز إليه كأحد أقوى الأمثلة في نظر الكاتب على مدى تعقّد فساد النظام في الأرجنتين رغم الوعود السابقة بمكافحته.

يشير النص إلى أن المسألة لم تقتصر على هذه القضية وحدها، بل اعتبرها الكاتب دليلاً على أن علاج اقتصاد ميلي القائم على تقليل الإنفاق ومواجهة الفساد بحاجة إلى فريق مهني جاد وليس إلى نجوم من وسائل التواصل الاجتماعي، وأن تطهير النظام من الفساد يتطلب أشخاصاً يمتلكون فهم الأنظمة والعمليات الكبيرة بعيداً عن الخطاب الشعبوي، وإلا فإن الأرجنتين ستستمر في مواجهة تحديات فساد عميقة لا تضع حداً لها بسهولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى