اقتصاد

قراءة إسرائيلية حول سبب انهيار صديق نتنياهو

تشير هذه المقالة إلى أن ميلي كان يُنظر إليه كالأمل الأبيض الكبير للطبقة الاقتصادية المحافظين في الأرجنتين، وأن دعم بعض المحللين له ارتبط بمزاعم أنه قادر على إنعاش الاقتصاد رغم التحديات. كما تورد أن الصورة هذه انتشرت أيضاً خارج الأرجنتين، حتى في إسرائيل، حيث أكد بعض المسؤولين أن ميلي اقتصادياً جاد وأنه أنقذ بلاده في وقت صعب، وهو موقف لاقى بعض الدعوات المؤيدة لكن أيضاً انتقادات حادة.

وتذكر المقالة أن الولايات المتحدة أنقذت اقتصاد الأرجنتين فعلياً باستخدام أموال دافعي الضرائب الأميركيين عبر شراء سندات حكومية بقيمة مليار دولار، في وقت انهار فيه البيزو وتدهور الوضع الاقتصادي رغم محاولات البنك المركزي الأرجنتيني التدخل. وتضيف أن المستثمرين بدأوا بالفرار من الأرجنتين بسبب سياسات ميلي، في حين بدا أن إدارة ترامب التي تعتمد رؤية شعبوية-رأسمالية قد اتخذت خطوة إنقاذ سياسية لميلي على المستوى الدولي.

وتعرض المقالة أن ميلي بذل جهود إصلاحية كبيرة ظاهرياً، منها تبسيط قوانين الضرائب وخفض الإنفاق الحكومي لجذب المستثمرين، وهو ما لاقى ترحيباً من أسواق المال. لكن هناك فرقاً بين ما يحبه المستثمرون وما يحتاجه الشعب، حيث واجهت مساعيه لتمرير الميزانيات معارضة شديدة في الكونغرس وتظاهرات عارمة أمام البرلمان ضد سياساته، كما حاول تقليل ميزانيات الجامعات بنحو 40% بسبب اعتبارها يسارية، بينما فشلت محاولاته في تقليص ميزانية الصحة. انتهى الأمر بخسارته السياسية حين لم تُمرر الميزانيات في الداخل رغم الأغلبية التابعة له في البرلمان في عدة مناسبات. كما أشير إلى أنه فاز في مقاطعة بوينس آيرس عبر منافسة ضد حزب ميلي، وهو ما يجعل فرصه الرئاسية في 2027 موضع نقاش.

وتبرز المقالة أن Milei يحظى بتغطية إعلامية إيجابية خارج الأرجنتين، لكن وجود خصوم يصفون خططه بأنها لا تلبّي احتياجات الشعب يجعل الصورة أكثر تعقيداً. كما أشار الكاتب إلى أن Milei قد أطلق ما سماه اتفاقيات إسحاق مع إسرائيل ودول في أمريكا اللاتينية، في إطار تعزيز العلاقات مع هذه الدول، وهو جانب من سياسته الدولية في تلك الفترة.

وفي سياق القصة نفسها، يركّز المقال على مزاعم فساد مرتبطة بمشهد الحكم نفسه، حيث قالت التحليلات إنه بعد أن وعد Milei بمحاربة الفساد وتقليل الإنفاق وتطهير صناعة القرار من المصالح الأجنبية، تبين أن أخته كارينا، والتي كانت تشرف على حملته ومكتب حملته، متورطة في شبهات رشاوى مرتبطة بمؤسسة تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة. تُذكر تقارير بأن كارينا استفادت من عمولات تصل إلى نسبة 3% من كل اتفاق تعقده الدولة مع شركات أدوية لتوفير أدوية للمعاقين، فيما تنفي ميلى أي تورط مباشر، إلا أن التقديرات تشير إلى أرباح شهرية تصل إلى نصف مليون إلى ثمانمئة ألف دولار من هذه الرشوة. وبالتالي، ترى المقالة أن فساداً داخلياً بهذا الحجم أضر بمصداقية برنامج Milei القائم على مكافحة الفساد ويرسّخ تقوية النقد بأن المال السياسي والفساد ما يزالان يحكمان القرار في الأرجنتين، وهو ما يعرّي فكرة «إيقاف الطبقة الحاكمة» التي رفعها Milei.

تختتم المقالة بالتأكيد على أن الأرجنتين بحاجة إلى تطهير عميق من الفساد قبل أن تتمكن من إعادة البناء بشكل مستدام، وأن هذا التطهير لا يمكن أن يقوم به أشخاص مشهورون على منصات التواصل الاجتماعي فحسب، بل بحاجة إلى فريق من المحترفين الجادين والمبدئيين القادرين على فهم الأنظمة المعقدة والعمليات الكبيرة—وليس فقط من أشخاص يأتون من التيار الشعبوي أو الظاهرين إعلامياً. المصدر المذكور في النص هو صحيفة يديعوت أحرونوت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى