اقتصاد

رؤية إسرائيلية حول أسباب انهيار صديق نتنياهو

تشير التقارير إلى أن الأرجنتين تفاوض الولايات المتحدة على وجود قاعدة عسكرية مقابل دعم مالي، وهو موضوع ورد في مقال الصحفي أورييل داسكال، حيث أشار إلى أن ميلي كان „الأمل الأبيض الكبير“ للرجال البيض الذين يسيطرون على كل شيء، وأن أغسطس الماضي شهد احتفال المحللين بنجاحه.

وذكر المقال أن العالم شهد تطورات مشابهة في إسرائيل، حيث أوضح ران باراثس، الرئيس السابق الفعلي لقسم الإعلام في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن ميلي اقتصادي عميق وجاد أنقذ بلاده من أزمة خطيرة، بينما سخر العديد من الخبراء الذين حذروا منه.

ونشر ذلك في 25 أغسطس، ولكن في 25 سبتمبر، ورد أن الولايات المتحدة أنقذت اقتصاد الأرجنتين واشترت سندات حكومية عائدة للبلاد من أموال دافعي الضرائب الأميركيين بقيمة مليار دولار، ما يعني أن الولايات المتحدة أنقذت ميلي سياسيا.

فوق ذلك، انهار البيزو الشهر الماضي، ورغم أن البنك المركزي الأرجنتيني أنفق مليار دولار من أموال الدولة في محاولة لإنقاذ الوضع، كان الرد الطارئ الوحيد من إدارة ترامب، الشريك في الرؤية الشعبوية-الرأسمالية لميلي، باستخدام أموال دافعي الضرائب الأميركيين، وهو ما أنقذ ميلي سياسيا.

باختصار، المستثمرون يفرون من الأرجنتين بسبب ميلي، والولايات المتحدة بقيادة ترامب —الرئيس الذي قال إنه لن يهدر الأموال الأمريكية على دول أخرى— أصبحت منقذ ميلي، وفق المقال.

وعن التطورات، رأى المقال أن ميلي بدا كـ«محارب» من أجل الكفاءة الاقتصادية، لكنه واجه معارضة سياسية قوية، ففتح الكونغرس أمامه معارك وخسائر في تمرير الميزانيات وخطط التقشف، وحاول خفض ميزانيات الجامعات بنسبة 40% لأنها „تطلعاتها يسارية-اشتراكية“، وأيضا لأن أبناء الجامعات من عائلات ثرية يؤيدون قوى بيرونية وكرشنرية، وهي جميعها مسؤولة عن الوضع الحالي.

وفي الداخل، فاز في مقاطعة بوينس آيرس الأكزسلتكي اليهودي اليساري أكسل كيسيلوف في الانتخابات ضد حزب ميلي بواقع أغلبية ساحقة، وهو اليوم يعتبر مرشحا رئيسيا لرئاسة الأرجنتين في 2027. وعلى الرغم من أن ميلي يحظى بتغطية إعلامية إيجابية خارج الأرجنتين، كان من الصعب إخفاء كراهيته الكبيرة لكل من ليس معه، وأن خططه لم تكن جدية بل تعكس مصالح المستثمرين الآتية من أمريكا، وليس ما يحتاجه الشعب.

وحسب المقال، ما أدى إلى انهيار قضية ميلي كـ«محارب» من أجل الكفاءة الاقتصادية هو الفساد نفسه. فعند توليه المنصب في 2023 طرد مئات الموظفين من الحكومة وألغى وزارات وقلص من لحم الدولة الحي، وبدا أنه يحارب الفساد، ثم تبين أن أخته كارينا، مديرة حملته ومكتبِه، استغلت رشوة في وكالة تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة في البلاد، ووفقا للتسجيلات، فقدت 3% من كل اتفاق وقعته الدولة مع شركات الأدوية لتوفير أدوية للمعاقين.

ووصف داسكال الحالة بأنها فساد يفسد قضية إدارة „الرأسمالية الفوضوية“، فبينما نفى ميلي تورط أخته، تشير التقديرات إلى أنها ربحت بين 500 ألف و800 ألف دولار شهريا بفضل هذه الرشوة. واعتبر المقال أن الفساد هو أصعب مرض لم تستطع الأرجنتين التغلّب عليه منذ عقود، ولهذا السبب اختير ميلي، فقد وعد بمحاربة الفساد وتقليل الإنفاق وتطهير عملية اتخاذ القرار من المصالح الأجنبية-اليسارية-العالمية-البيرونية-الكرشنرية، ولكنه عين أخته التي كانت تقيم في إنستغرام وتقرأ أوراق التاروت في منصب رفيع. ثم قال إن أخته صنعت في النهاية صدمة كبيرة لخططه في تقليل الإنفاق الحيوي للدولة، ما يعزز الشكوك حول جدية حملته.

وحول السؤال: „ماذا سيحدث في الأرجنتين؟“ يرى المقال أن لا أحد يعلم، لكن ما هو واضح أن الأرجنتين، كما في سائر العالم، تحتاج إلى تطهير نفسها من الفساد قبل أن تعيد البناء من دون فساد، ولتطهير الفساد تحتاج إلى مجموعة من الأشخاص الجادين والمبدئيين، وليس إلى نجوم „إنستغرام“ و„تيك توك“، بل إلى مهنيين يفهمون الأنظمة المعقدة والعمليات الكبرى، ومثل هؤلاء الأشخاص لا يتواجدون غالباً في الجانب الشعبوي من الخريطة السياسية.

المصدر: يديعوت أحرونوت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى