على الرغم من مخاطر الإغلاق الحكومي، ترامب يلغي اجتماعاً مع قادة الديمقراطيين

ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاجتماع المقرر هذا الأسبوع مع قادة الديمقراطيين في الكونغرس، رافضاً التفاوض بشأن مطالبهم المتعلقة بزيادة تمويل الرعاية الصحية كجزء من صفقة لتفادي إغلاق محتمل للحكومة.
قال ترامب عبر منصة Truth Social إنه لن يجلس مع تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، ومع حكيم جيفريز، رئيس الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، في أول لقاء منذ عودته إلى البيت الأبيض، ووصف أي اجتماع مع قادة الديمقراطيين في الكونجرس بأنه لن يكون مثمراً.
واتهم ترامب الديمقراطيين بأنهم يهددون بإغلاق حكومة الولايات المتحدة ما لم توافق الجمهوريون على زيادة التمويل للرعاية الصحية لفئات انتقدها سابقاً، ولكنه لم يغلق الباب أمام اجتماع مستقبلي، محذراً من معركة طويلة إذا استمر الموقف كما هو.
وفي وقت سابق، أصدر شومر وجيفريز بياناً مشتركاً أكدا فيه أن ترامب وافق أخيراً على عقد اللقاء بعد أسابيع من المماطلة.
لكن إلغاء الاجتماع دفع الزعيمين إلى اتهامه بالتهرب والانفعال، فكتب جيفريز عبر منصة إكس: “ترمب يفر دائماً”، وأضاف أن ترامب ألغى اجتماعاً مصيرياً في المكتب البيضاوي معه ومع شومر. وتابع شومر عبر الإكس قائلاً: “سنجلس لنتحدث عن الرعاية الصحية عندما تنتهي من نوباتك الانفعال”، مضيفاً أن ترمب يهرب من طاولة التفاوض قبل أن يصل إليها.
ومع استمرار الجمود في الكونغرس، تقترب الحكومة من الإغلاق في الأول من أكتوبر إذا فشل مجلسا النواب والشيوخ في تمرير تشريعات التمويل اللازمة لبداية السنة المالية الجديدة.
وغادر المشرعون واشنطن وسط التعثر، على أن يعودوا في 29 سبتمبر.
ولم يبد ترمب خوفاً من الإغلاق، فقد سبق أن قاد أطول إغلاق في تاريخ البلاد خلال عطلة 2018-2019، بسبب إصراره على تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك.
وأكد الرئيس الأميركي خلال عطلة نهاية الأسبوع أن الخدمات الأساسية، بما فيها خدمات قدامى المحاربين، ستبقى مفتوحة.
ويحاول الجمهوريون، الذين يسيطرون على مجلسي النواب والشيوخ، تفادي الإغلاق، فقد مرر رئيس مجلس النواب مايك جونسون مشروع تمويل مؤقت كان من شأنه إبقاء المؤسسات الحكومية مفتوحة حتى نوفمبر، لإتاحة وقت للمفاوضات، لكنه سقط في مجلس الشيوخ بعد رفض الديمقراطيين دعمه لغياب أولوياتهم الصحية.
ويقترح الديمقراطيون صفقة تشمل تمديد دعم التأمين الصحي المعزز المقرر أن ينتهي بنهاية العام، بالإضافة إلى إلغاء تخفيضات برنامج “ميديكيد” التي أقرها الجمهوريون ضمن حزمة تخفيضات ضريبية وتقشفية سابقة.
لكن الجمهوريين وصفوا هذه المطالب بأنها مرفوضة تماماً، معتبرين أن موضوع دعم التأمين الصحي يمكن معالجته لاحقاً خلال الأشهر المقبلة.
وكان الاجتماع المقرر الخميس سيشكل مواجهة مباشرة في البيت الأبيض، على غرار ما حدث عام 2018 حين دخل ترمب في جلسة علنية مع شومر ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي بشأن تمويل الحكومة.