ستارمر يكتب لصحيفة الشرق الأوسط: الاعتراف بدولة فلسطين.. أصداء التاريخ والتزامات أجدادنا

تعلن المملكة المتحدة أنها تعترف بدولة فلسطين في إطار السعي لإحياء آمال حل الدولتين.
يؤكد الاعتراف أصداء التاريخ والتزامات أجدادنا، فهو يعبر عن حق الفلسطينيين غير القابل للتصرف في تقرير مصيرهم، وكذلك عن حاجة إسرائيل إلى الأمن والاستقرار. كما يتضمن وعداً بالعمل من أجل مستقبل أفضل، إلا أن الاعتراف في حد ذاته لا يغيّر الوضع على الأرض ويستدعي جهود مستمرة لبناء الحاضر والمستقبل.
نُفاجَأ بوحشية الهجمات في 7 أكتوبر وبالمحنة المستمرة للرهائن وبالقتل والدمار والجوع في غزة، وهو وضع يفوق التصور ويجب أن ينتهي.
نطالب بوقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن فوراً ودون شروط من جانب حماس، كما يجب أن تتوقف الحكومة الإسرائيلية عن عملياتها العسكرية في غزة وتقلع عن التصعيد والتوسع الاستيطاني غير القانوني وضم الأراضي في الضفة الغربية، وأن يتوقف العنف الذي يمارسه المستوطنون.
وتواصل المملكة المتحدة زيادة المساعدات إلى غزة، وإن كانت كميات الغذاء والدواء لا تكفي، لذلك نحث إسرائيل على إنهاء التكتيكات الوحشية وتسهيل تدفق المساعدات إلى المدنيين المحتاجين.
يرى الشعب البريطاني المعاناة في غزة، وخاصة الأطفال، ونقوم بفَكِّ رُقْدَ الإعاقات من خلال نقل أطفال مرضى ومصابين إلى المستشفيات البريطانية لتلقي العلاج، مع استمرار الجهود للمساعدة وإعادة البناء.
نعمل من أجل إعادة بناء أسس حل الدولتين، ونتفق مع القادة في المنطقة وخارجها على إطار سيساعد في إحراز تقدم نحو السلام، مع إشادة بالجهود التي تبذلها قطر ومصر والولايات المتحدة للدفع نحو وقف إطلاق النار.
إطارنا ليس بديلًا لخريطة عمل، بل مخطط أوسع يجمع الأطراف المختلفة—إسرائيل والدول العربية والولايات المتحدة وغيرها—لدعم رؤية مشتركة وخطوات يمكن أن تقود من وقف النار إلى مفاوضات وضع نهاية دائمة للحرب وتحقيق التطبيع في المنطقة.
ويجب أن يتضمن هذا الإطار التزامات جوهرية من الجانب الفلسطيني يراها الفلسطينيون والإسرائيليون معاً، بما في ذلك العمل المشترك لدعم ديمقراطية سلمية وتحديث الإصلاحات وبناء الدولة. وتعهّد الرئيس عباس بأن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، مع ضرورة أن لا يكون لحماس دور في الحكم أو الأمن على الإطلاق، إذ لا يجوز أن تكون مكافأة على أفعالها العنيفة.
نريد جميعاً أن نرى مستقبلاً يعيش فيه المواطنون في سلام، وتُقيم إسرائيل والدول العربية علاقات تطبيع، ويتحقق للفلسطينيين حقوق الإنسان وتقرير المصير في دولة فلسطينية قابلة للبقاء، تتعافى وتزدهر وتُعاد إعمارها، وتكون إسرائيل وفلسطين وكل أطفال المنطقة في أمان وأمن.
هذا هو المستقبل الذي نعمل من أجل تحقيقه، وتعدّ هذه الخطوة بالاعتراف بدولة فلسطين خطوة حيوية في هذا المسار.