اقتصاد

ما الذي يحدث لأسطورة لابوبو؟

انخفض سعر سلسلة مفاتيح لابوبو بلون حلوى القطن بنسبة 30% إلى 160 يواناً خلال الشهرين الماضيين، وفق بيانات منصة Dewu.

انخفضت أيضًا أسعار دمى لابوبو بوضعيات اليوغا بنسبة 37% منذ إطلاقها في منتصف مارس.

تُباع مجموعة أخرى من دمى لابوبو التي تُطرح بسعر 99 يواناً في السوق الرسمية، بسعر يتراوح بين 140 و160 يواناً هذا الشهر، بعد أن كانت تباع بين 200 و300 يوان في يوليو.

أثار هذا الانخفاض قلق المستثمرين، ودفع البعض إلى تفسيره كعلامة على أن لابوبو قد بلغت ذروة الطلب، في حين خفض بنك جيه.بي. مورغان تصنيفه لسهم بوبمارت إلى “محايد” وخفض السعر المستهدف بنسبة 25% إلى 300 دولار هونغ كونغي.

تداول السهم حالياً عند نحو 259 دولاراً هونغ كونغياً، منخفضاً عن ذروة 336 دولاراً التي بلغها الشهر الماضي، لكن الأسهم أنهت الجلسة منخفضة بنسبة 6.4%، مع تراجع أسبوعي يقارب 10% رغم ارتفاعها بأكثر من 180% منذ بداية العام.

أشار المحللون إلى أن سبب انخفاض أسعار إعادة البيع يعود إلى زيادة الإنتاج، مؤكدين أن المنتج أصبح في متناول عدد أكبر من المستهلكين، وأن ذلك على المدى الطويل سيكون لصالح الأداء العام للشركة.

أثارت شعبية لابوبو التي كانت وراء القفزة الهائلة في قيمة الشركة مخاوف من فقدان جاذبيتها، ما يضع “بوبمارت” أمام تحدٍ في الحفاظ على زخم النمو دون الاعتماد على اتجاه واحد.

اعتمدت بوبمارت صيغة “الصناديق العمياء” التي تحفز المشترين على شراء متكرر، إذ لا يعرف الزبون أي دمية سيحصل عليها حتى يفتح العبوة، وهو ما أدى إلى نشوء سوق ثانوية نشطة، خصوصاً بين جامعي الدمى الذين يسعون لإكمال المجموعات.

أظهرت مراقبة السوق أن هذه الديناميكية بدأت تظهر مؤشرات تشبع، مما يعزز المخاوف من فقدان اللعبة لجاذبيتها.

شهدت بوبمارت، التي تأسست عام 2010 على يد وانغ نينغ، نمواً مذهلاً بفضل دمى لابوبو، وهي الشخصية التي صممها الفنان الهولندي كاسينغ لونغ، وتتميز بملامح تجمع بين القبح والجاذبية.

ارتفعت القيمة السوقية للشركة إلى أكثر من 435 مليار دولار هونغ كونغي في أغسطس، متجاوزةً بذلك مجتمعتَي شركتي “هاسبرو” و”ماتيل” معاً.

وساهمت لابوبو بشكل كبير في زيادة ثروة وانغ نينغ، مؤسس بوبمارت، التي تجاوزت في أواخر أغسطس 27.5 مليار دولار، متفوقة حينها على جاك ما، مؤسس “علي بابا”.

ومع ذلك، انخفضت ثروته لاحقاً إلى 21.6 مليار دولار، ما يعكس الارتباط المباشر بين حظوظ لابوبو وأداء الشركة المالي.

وانتشرت شهرة لابوبو عالمياً بعد أن ظهرت في صور مع المغنية ليزا من فرقة بلاكبينك، التي يتابعها أكثر من 100 مليون شخص على إنستغرام.

تبعتها نجمات أخرى مثل دوا ليبا وريهانا، حيث استخدمن الدمية كإكسسوار فاخر، ما عزز انتشارها، وظهرت طوابير طويلة أمام متاجر بوبمارت، ونشبت مشادات بين الراغبين في اقتنائها، ما أدّى إلى تعليق المبيعات مؤقتاً لأسباب تتعلق بالسلامة.

وطرحت الشركة النسخة الرابعة من لابوبو في أغسطس، متضمنة 28 تصميماً صغيراً بسعر 79 يواناً للقطعة أو 1,106 يواناً للمجموعة، ونفدت هذه النسخ خلال دقائق من طرحها.

بيعت بعض النسخ في السوق الثانوية بأسعار مرتفعة، لكنها بدأت تتراجع لاحقاً، وأظهرت بيانات من منصتي Dewu وQiandao انخفاض أسعار الدمى الجديدة بنسبة تتراوح بين 14% و24% في غضون أسابيع، مما زاد من قلق المستثمرين بشأن استدامة الطلب.

ارتفعت إيرادات بوبمارت من 4.6 مليار يوان في النصف الأول من 2024 إلى 13.9 مليار يوان في النصف الأول من 2025، وحقق صافي الربح العائد للمساهمين قفزة بنسبة 397% إلى 4.6 مليار يوان.

وتجاوزت أربع سلاسل ألعاب خارج سلسلة “مونسترز” التي تضم لابوبو مبيعات تجاوزت مليار يوان، مما ساعد في تنويع مصادر الدخل جزئياً.

أشار محللو بنك “مورنينغ ستار” إلى أن الاعتماد على دمية واحدة قد يكون خطراً استراتيجياً، داعين الشركة إلى إطلاق شخصيات جديدة بسرعة.

ذكرت Financial Times في تقريرها أن لابوبو ساهمت بشكل كبير في نمو بوبمارت وتغيرات في الثروة الشخصية للمؤسس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى