اخبار سياسية

شركات التكنولوجيا الأميركية تحذر حاملي تأشيرة H-1B من السفر خارج الولايات المتحدة

أرسلت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت وألفابت وأمازون وغيرها من الشركات رسائل إلى موظفيها المتأثرين تطلب منهم العودة إلى الولايات المتحدة السبت المقبل، وإلغاء أي خطط لمغادرة البلاد مع إعلان البيت الأبيض أن القواعد الجديدة ستدخل حيز التنفيذ الأحد.

تأثير القرار على سفر حاملي تأشيرات H-1B

أوضح مسؤول في البيت الأبيض أن الرسم سيُطبق فقط على التأشيرات الجديدة، وليس على التجديدات أو حاملي التأشيرات الحاليين، وسيُفرض في دورة القرعة القادمة.

وفي وقت لاحق من بعد ظهر السبت، نشر حساب البيت الأبيض الرسمي على منصة إكس رسالة قالت إن إعلان ترمب لا ينطبق على حاملي التأشيرات الحاليين، وأضافت أن الإعلان لن يؤثر على قدرة أي حامل تأشيرة حالي على السفر من وإلى الولايات المتحدة.

ومع ذلك، تسببت الضبابية بشأن التطبيق والتنفيذ في ارتباك وقلق داخل أوساط الشركات الأميركية، ما دفع الشركات والمحامين إلى حث حاملي التأشيرات الحاليين على توخّي الحذر.

ردود الشركات والمختصين وتوقعات المحاكم

حدّثت مايكروسوفت توجيهاتها قائلة إن توضيحات البيت الأبيض يجب أن تضمن قدرة زملائنا الذين يسافرون حالياً دولياً لحضور مناسبات مهمة على العودة، وكذلك لأولئك الذين يخططون للسفر قريباً، لكنها حذرت من احتمال وجود لبس عند منافذ الدخول في الأيام المقبلة.

وصف بعض حاملي التأشيرات التغييرات بأنها مربكة ومزعجة، وفي قصة أحدهم كان يوشك الانتقال من بريطانيا إلى منطقة الخليج في سان فرانسيسكو ليبدأ عمله في الهندسة، وبعد توقيع الأمر التنفيذي جهّز كل شيء وباع سيارته وأجر منزله وودّع أحباءه.

ونصح محامو الهجرة في الشركة التي يعمل بها بالبقاء في بريطانيا حتى تتضح الصورة أكثر.

وقال موظف في جوجل، طلب عدم الكشف عن هويته، إنه ألغى رحلة إلى طوكيو بسبب إعلان البيت الأبيض، كما حذرت أمازون حاملي تأشيرة H-4 الخاصة بالزوجات والأبناء من مغادرة الولايات المتحدة.

ويُستخدم برنامج تأشيرات H-1B بشكل واسع في قطاع التكنولوجيا لاستقدام العمالة المؤهلة من الخارج، كما يستخدمه قطاع المال وخدمات الاستشارات، وتُعد أمازون وتاتا كونسالتنسي سيرفيسز ومايكروسوفت وميتا وأبل من أكثر الشركات اعتماداً على هذه التأشيرات، بحسب بيانات حكومية، بينما جاء جيه بي مورجان تشيس ووول مارت في المركزين الثامن والتاسع.

وفي مارس من كل عام يقدم أصحاب العمل طلباتهم للدخول في القرعة التي تجرى في أبريل، وتُمنح 65 ألف تأشيرة إضافة إلى 20 ألفاً لحاملي درجـة الماجستير من جامعات أميركية. وفي عام 2025 أُعلن تقديم أكثر من 470 ألف طلب، ويمكن للعمال المقبولين بدء العمل في الأول من أكتوبر.

وقالت شركة إرنست آند يونغ لحاملي التأشيرات العودة إلى الولايات المتحدة السبت القادم، وأرسلت رسالة إلكترونية تقول فيها: توصيـتنا المستمرة هي الحد من السفر الدولي قدر الإمكان بغض النظر عن نوع التأشيرة، مع إمكانية إجراء تغييرات إضافية وفرض قيود على السفر. ولم تُدلِ الشركات بتعليقات إضافية عند الطلب.

وأصدرت ووول مارت توجيهات مماثلة في مذكرة داخلية قالت فيها إنها تواصل تفسير التغييرات الأخيرة في سياسة تأشيرات H-1B وتشارك التوجيهات بدافع الحذر الشديد، وأضافت أنها حتى تتضح الوضع ونوايا الأمر التنفيذي، ينصح الموظفون الحاصلون على التأشيرات بعدم مغادرة الولايات المتحدة.

وقالت المحامية المتخصصة في الهجرة راشيل ميلستين، مؤسسة Milstein Law Group، إنها تتوقع فوضى كاملة وتوقعت أن يتم الطعن في السياسة الجديدة أمام المحاكم فوراً، مشيرة إلى عملاء حصلوا على ختم التأشيرة في القنصليات بالهند وقد يواجهون مشكلة في العودة.

وأبدى حاملو التأشيرات الحاليون قلقاً عميقاً من التغييرات، وقالت إحدى العاملات في قطاع المال في نيويورك إنها تشعر بأن الوضع ضاع عليها وليست متأكدة من كيفية تطبيق السياسة على من حصلوا فعلياً على التأشيرة.

وتصف إدارة ترمب التغييرات بأنها جزء من خطة أوسع لتعزيز الطلبات الشرعية والتصدي لحالات إساءة الاستخدام، لكن الشركات تخشى أن يشكل رسم الـ100 ألف دولار عبئاً غير محتمل على خطط التوظيف.

وعندما سُئل ترمب عما إذا كان مسؤولو شركات التكنولوجيا قلقين من القرار، أجاب بأنهم سيكونون سعداء للغاية وأنهم سيبقون في بلادنا منتجين، مضيفاً أن هذه الشركات ستدفع مبالغ كبيرة في كثير من الحالات، وهو أمر ترحيبي بالنسبة لها.

وتتوقع المصادر القانونية أن تشهد الإجراءات القضائية ارتفاعاً في السرعة، مع احتمال صدور قرار قضائي عاجل بوقف التنفيذ في وقت قصير، بما يعكس حالة عدم اليقين التي تسيطر على المشهد حالياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى