رغم خطط الاتحاد الأوروبي… ألمانيا تؤجل حسم موقفها من فرض عقوبات على إسرائيل

تدرس الحكومة الألمانية في الأيام المقبلة قراراً حاسماً بشأن مقترح الاتحاد الأوروبي تعليق امتيازات التجارة التفضيلية لإسرائيل رداً على مسؤوليتها عن تدهور الوضع الإنساني في غزة، إذ تقترح المفوضية الأوروبية تعليق ترتيب تجاري يشمل صادرات إسرائيل بنحو 5.8 مليار يورو بسبب الحرب على غزة.
وقال ميرتس إنه سيعاد طرح هذه القضايا للنقاش الأسبوع المقبل في اجتماع مجلس الوزراء الاتحادي، وأنه من المتوقع أن يتخذوا موقفاً في اجتماع المجلس غير الرسمي في كوبنهاغن الأول من أكتوبر، وهو موقف ستدعمه الحكومة الألمانية بشكل كامل.
أولويات الاتحاد الأوروبي وخطوطه الحمراء
أدارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خطاب حالة الاتحاد ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية غير المقيد، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يظل أكبر مانح للمساعدات وداعماً لحل الدولتين.
وبموجب المقترح، قد تُفرض رسوم جمركية مشابهة لتلك المفروضة على الدول غير المرتبطة باتفاق تجاري مع الاتحاد، وهو ما يعزز الضغوط الاقتصادية على إسرائيل في حال تنفيذ التعليق.
ويُعد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لإسرائيل، حيث بلغت التجارة في السلع بينهما 42.6 مليار يورو العام الماضي، والوقف التجاري المحتمل قد يترتب عليه نحو 227 مليون يورو من الرسوم الجمركية سنوياً.
مواقف وأبعاد سياسية
وتأتي هذه التطورات في سياق احتجاج عالمي على معاناة المدنيين الفلسطينيين، خاصة مع تقدم هجوم إسرائيل البري على غزة الذي أدى إلى نزوح آلاف العائلات.
وفي مدريد خلال زيارة مقتضبة، أشار ميرتس إلى أن الزعيمين يشتركان في مخاوف عميقة من الوضع الإنساني في غزة والهجوم على مدينة غزة، مع التأكيد على أن ألمانيا لديها مخاوف من خطوات ضم محتملة في الضفة الغربية قد تعقد الحل النهائي للدولتين، كما جدّد موقفه الرافض للاعتراف بدولة فلسطينية.
وأوضح ميرتس أنه لا يزال يقف إلى جانب إسرائيل، وهو موقف يعكس التوازن الألماني بين الدعم لإسرائيل والتشكيك في بعض السياسات التي تؤثر في فرص الحل السياسي.
التطورات الأوروبية وردود الدول الأعضاء
ومن جهة أخرى، يعد سانشيز من أقوى المؤيدين لإجراءات صارمة ضد إسرائيل داخل قادة الاتحاد الأوروبي، وأكد أن إسبانيا تدعم مقترح الاتحاد الأوروبي، مع توضيح أنه لم يناقش مع ميرتس استخدام مصطلح الإبادة الجماعية لوصف العمليات العسكرية في غزة.
وتشمل التحركات الأوروبية المقترحة حزمة عقوبات تستهدف وزيرين إسرائيليين ومستوطنين مارسوا العنف ضد الفلسطينيين، إضافة إلى عشرات من قيادات حركة حماس، مع إشارات إلى فرض تعليق على الاتفاق التجاري مع إسرائيل.
وترافق ذلك مع حملة تحرك ميدانية؛ فدعا تحالف من مناصري غزة إلى مقاطعة إسرائيل عبر حملة في منصات رياضية كبرى وتحث اتحادات كرة القدم الأوروبية على مقاطعة المنتخب الإسرائيلي قبل انطلاق البطولات، كما دعت بعض الدول إلى إجراءات اقتصادية وثقافية تضامناً مع الفلسطينيين.
وفي إيطاليا، كان ميناء رافينا قد رفض دخول شاحنتين يقال إنهما تحملان أسلحة إلى إسرائيل، حيث أعلـن عمدة المدينة أن الميناء استقبل طلباً بمنع الشاحنتين من الدخول إلى مرفأ حيفا، في ظل تصاعد الاحتجاجات على الحرب في غزة.
كما أقر مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية بالانسحاب من مسابقة اليوروفيجن المقبلة إذا شاركت إسرائيل، لتصبح إسبانيا خامس دولة تنسحب من المسابقة بعد هولندا وسلوفينيا وآيسلندا وأيرلندا، وتكون بذلك الأولى من بين الدول الخمس الكبرى المعنية بالتأهل تلقائياً للنهائي. وتواجه يوروفيجن جدلاً واسعاً حول حياديتها السياسية في ظل الحرب على غزة.