تقرير المراقب المالي في إسرائيل يحذر من أن الزراعة بلا حماية وأنّ إيلات على شفا الانهيار

التأجيل السياسي للمحاكمة وتداعيات الحرب على القرار السياسي

أشار تقرير إلى أن محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تُؤجَّل كلما ضربت إسرائيل جيرانها، وهو نمط يراه البعض مرتبطًا بتأثير الحرب على السياسة والقضاء. وأوضح التقرير أن متانياهو إنغلمان قدم تشخيصًا يبرز أوجه قصور في استعداد وزارة الزراعة والجهات المعنية بالطوارئ في المجال الزراعي، وكذلك في تنفيذ الاستجابة عند اندلاع الحرب.

وقال إنغلمان في تقريره اللاذع: “في زمن الحرب، وقف المزارعون الإسرائيليون في الخط الأمامي، تشبثوا بالأرض مع تعرضهم لخطر مباشر وفوري على حياتهم، وعادوا لتشغيل مزارعهم حتى تحت النيران، بمساعدة المتطوعين”.

التأثيرات على الزراعة والاستعدادات خلال الحرب

وتبين من المراجعة أن القيمة التقديرية للإنتاج الزراعي المحلي في النصف الأول من الحرب بلغت نحو 670 مليون شيكل (حوالي 180 دولاراً تقريباً)، ما يمثل نحو 13% من إجمالي قيمة القطاع، كما أُشير إلى تضرر 25 مزرعة أبقار في الحرب.

نتيجة الأضرار التي لحقت بقطاع الزراعة، بلغ الفارق بين متوسط ارتفاع مؤشر أسعار الخضروات والفواكه ومعدل ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك في الأشهر العشرة الأولى من الحرب 7.8%، وفي الأشهر الأولى من الحرب حدث انخفاض حاد بنسبة 58% (أي نحو 21 ألف عامل) في عدد العمال الفلسطينيين والأجانب في قطاع الزراعة.

ولفت التقرير أيضاً إلى أن 56 مزارعاً و52 عاملاً أجنبياً في القطاع قُتلوا واختُطفوا في هجوم 7 أكتوبر والحرب التي حلت به.

وذكر التقرير أن الفترة من أكتوبر 2023 حتى أغسطس 2024 شهدت ارتفاعاً في أسعار الخضروات والفواكه مقارنة بنفس الأشهر من العام السابق بلغ 10.8% في المتوسط، بينما ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بمتوسط 3% ومؤشر الغذاء بلا فواكه وخضروات بنحو 3.7%، وأشار المؤلفون إلى أن الفترة بين أكتوبر 2023 ويناير 2025 شهدت أشد ارتفاع في أسعار الخضروات والفواكه الطازجة في السنوات الخمس الأخيرة (2020-2025).

وتابع: استمرار ارتفاع أسعار الفواكه والخضروات في الربع الثالث من عام 2024 قد يشير إلى صعوبات تواجهها الحكومة في التعامل مع آثار الحرب على أسعار الفواكه والخضروات حتى بعد ما يقرب من عام على اندلاع الحرب.

وأكد التقرير أن عند اندلاع حرب غزة، لم تكن وزارة الزراعة مستعدة بشكل كافٍ للاستجابة للتهديدات والمخاطر المتجددة، وأن السيناريو المرجعي لا يعكس التغيرات في قطاع الزراعة وحجم الإنتاج والاستهلاك. فخلال عام 2023، عملت الوزارة على صياغة سيناريو مرجعي مُحدَّث، لكن العمل على تحديثه توقف بسبب اندلاع الحرب، وحتى تاريخ انتهاء المراجعة لم يكن مكتملًا بعد. وقامت هيئة الطوارئ الوطنية بتحديث الجزء الخاص بالحرب من السيناريو المرجعي الشامل مرتين: في أواخر عام 2023 وفي أبريل 2025.

وورد في التقرير أن وزارة الزراعة لم تقم بتحديث خطة الاستجابة للطوارئ منذ عام 2015، وبالتالي عند اندلاع الحرب استخدمت خطة غير محدثة اعتمدت على أهداف إمداد بالمنتجات لم تكن كذلك محدثة.

وعلى سبيل المثال، استند هدف الإمداد الأسبوعي للبيض إلى استهلاك سنوي مقداره 1.768 مليار بيضة، في حين أن بيانات عام 2023 تشير إلى استهلاك 2.74 مليار بيضة، بزيادة قدرها 55%.

أبانت المراجعة أن وزارة الدفاع لم تستخدم أنظمة حاسوبية للتحكم والسيطرة، لا في الروتين ولا في حالات الطوارئ. كما أنه قبل اندلاع الحرب، لم تقم وزارة الزراعة بإعداد خطة لتخصيص أراضٍ بديلة للزراعة، رغم أن 33.8% من الخضروات، و31.8% من المحاصيل الحقلية، و31.4% من البساتين تقع في مناطق المواجهة في الشمال والجنوب، إضافة إلى 67% من صناعة البيض.

وفقط بعد اندلاع الحرب، عملت الوزارة على إيجاد مناطق بديلة. ووجد أيضاً أن عددًا قليلاً من مزارع الأبقار (من أصل حوالي 800) لديها خزانات مياه للطوارئ، توفر مياه الشرب للمواشي لمدة 72 ساعة. بالإضافة إلى ذلك، مع اندلاع الحرب، تم الكشف عن فجوات خطيرة في التحصين في المزارع – الحاجة إلى ما لا يقل عن 1000 وحدة تحصين.

إيلات: انعكاس الحرب على المدينة الاقتصادية والسياحية

استقبلت إيلات أكبر عدد من النازحين من بين المدن السياحية، وهو ما ضاعف عدد السكان تقريباً في فترة قصيرة. ومع الإقامة الطويلة للنازحين في الفنادق وتوقّف السياحة الوافدة وتراجع السياحة الداخلية، تفاقمت الأزمة الاقتصادية في المدينة.

75% من أصل نحو 7000 شركة في المدينة تعتمد على السياحة، وواصلت الإيرادات في المراكز التجارية تراجعها بين 29% و59%، وانخفض استخدام بطاقات الائتمان لمدة 17 أسبوعاً متتالياً بنسبة 25% إلى 45%. كما أبلغت نصف الشركات عن انخفاض في الإيرادات يصل إلى 75%، ويعزى ذلك جزئياً إلى إلغاء المؤتمرات والفعاليات الرياضية والاجتماعات الدولية، وتراكمت الخسائر في الإيرادات وتكاليف النفقات لصندوق البلدية بنحو 4 ملايين شيكل.

من جهة أخرى، أُشير إلى نقص في الكوادر الطبية في مستشفى يوسيفالت في إيلات لتشغيل الخدمات بشكل مستمر، واعتماد تقديم الخدمات الطبية على نقل الأطباء والمرضى من وإلى المدينة، وهو أمر يتأثر بصعوبة الوصول عبر وسائل النقل، خاصة مع تأخر مشروع تحديث طريق 90 لسنوات.

حتى مايو 2025، جُزئت تخصيص 985 مليون شيكل، لكن تم معالجة جزء فقط من المقاطع في جنوب الطريق، إذ منذ 2020 حتى 2025 لقي 20 شخصاً مصرعهم وأصيب نحو 270 في حوادث على الطريق.

وخلصت المعطيات إلى أن إيلات استقبلت العدد الأكبر من النازحين بين المدن السياحية، وهو ما ضاعف عدد السكان خلال فترة وجيزة، وأدى الإقامات الطويلة للنازحين في الفنادق وتوقف السياحة إلى أزمة اقتصادية عميقة: قفز عدد طالبي العمل بمقدار 3.5 مرة مقارنة بالعام السابق، وانخفضت الإيرادات في المراكز التجارية بين 29% و59%، وانخفض استخدام بطاقات الائتمان لمدة 17 أسبوعاً متتالياً بنسبة 25% إلى 45%، وأبلغت نصف الشركات عن انخفاض في الإيرادات يصل إلى 75%، إضافة إلى أن خسائر الإيرادات وتكاليف النفقات لم تتحملها البلدية بنحو 4 ملايين شيكل.

تصريحات أردوغان وربط نتنياهو بهتلر

أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسلسلة من التصريحات بعد عودته من قطر حول قضايا عدة، وتوقع أن يلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مصير الزعيم النازي أدولف هتلر.

عائلات رهائن حماس أمام مقر نتنياهو

قضت عائلات الرهائن في غزة ليلتها أمام مقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، وطالبت بإنهاء الحرب وتبادل الأسرى.

وقائع محلية حول المحاكمة ووقفها حتى حسم غزة

قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن وقت الحسم في غزة قد حان، وأن استمرار محاكمة نتنياهو في ظل العمليات العسكرية الجارية أمر “لا يطاق” ويفرض ضرورة وقفه لحين حسم الوضع في غزة.

الأمم المتحدة واعتماد تقرير عن إبادة جماعية في غزة

أصدرت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة المعنية بمجلس حقوق الإنسان تقريراً عاجلاً اعترفت فيه بارتكاب إسرائيل “إبادة جماعية” في قطاع غزة.

تأثير التصريحات الدولية وعزلة إسرائيل

أكدت تقارير إخبارية أن عبارة “العزلة السياسية” التي وصفها نتنياهو تحوّلت إلى واقع ملموس، لكن هذه العزلة لا تقتصر على المجال السياسي بل تشمل مجالات أخرى، وتوحي بخطر على صورة إسرائيل وعلى اتفاقيات السلام في العالم.

خلاصة العزلة السياسية لنتنياهو

أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن تصريحات نتنياهو عن العزلة السياسية تحولت إلى واقع، وأن هذه العزلة لم تعد محصورة في المجال السياسي بل تشمل مجالات عديدة، وهو واقع يؤثر في صورة إسرائيل وعلاقاتها الدولية.