اخبار سياسية

بعد التوغلات الروسية.. أوروبا تسعى لاقتناء تكنولوجيا أوكرانية لإسقاط المسيرات

تخطط دول الاتحاد الأوروبي لإنفاق مليارات الدولارات لإنشاء جدار دفاعي ضد الطائرات المسيرة باستخدام تكنولوجيا مُجرّبة في أوكرانيا، وذلك بعد رصد روسيات توغلات في المجال الجوي لدول حلف الناتو حسب تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز.

وأظهر رد فعل دول الناتو الأسبوع الماضي على التوغلات الروسية اعتماداً على تكنولوجيا باهظة الثمن لاعتراض المسيرات الرخيصة نسبياً، وهو ثغرة أمنية يمكن أن تستغلها موسكو، ولسد هذه الثغرة شجعت بروكسل العواصم الأوروبية على استخدام أموال الاتحاد الأوروبي لشراء أنظمة مشتركة أثبتت فعاليتها في أوكرانيا.

وقال أحد مسؤولي الاتحاد الأوروبي: الوضع الدفاعي في أوروبا مجزأ، لكن هذا المجال يحتاج تنسيقاً أقوى، فلا يمكن أن تقود دولة على الحدود مهمة بينما تقود جارة لها مهمة مختلفة، فستتكيّف روسيا مع نقاط ضعفنا.

ومن المقرر أن تتلقى الدول الأعضاء في الجناح الشرقي لحلف الناتو نحو 100 مليار يورو كقروض دفاعية من إجمالي 150 مليار يورو جُمعت من الميزانية المشتركة للاتحاد الأوروبي.

وبعد أسابيع من إسقاط طائرات حلف الناتو عدد 19 مسيّرة دخلت المجال الجوي البولندي، صرّحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بأن أوروبا عليها بناء جدار دفاعي ضد الطائرات المسيرة على حدودها الشرقية.

وقالت إن ذلك سيكون قدرة أوروبية تُطوّر وتُنشر وتُحافظ عليها معاً كي تستجيب فوراً، وأعلنت أيضاً عن إنشاء تحالف للطائرات المسيرة مع كييف بدعم تمويل قدره 6 مليارات يورو لتحويل الإبداع الأوكراني إلى ميزة ميدانية وتصنيع مشترك.

قال الناطق باسم المفوضية الأوروبية توماس رينيه إن قروض العمل الأمني لأوروبا ستُساعِد في مبادرة جدار الطائرات بدون طيار إذا رغبت الدول الأعضاء في اتباع نهج مشترك لحماية الاتحاد الأوروبي.

أعلنت بولندا ودول البلطيق وفنلندا، وهم جيران روسيا في الاتحاد الأوروبي، عن خطط لتعزيز حدودها، لكن المسؤولين حذروا من أن هذا النهج لن يكون فعالاً إلا إذا كان موحداً ومبنياً على تقنيات مشتركة ومتكاملة تماماً.

التجربة الأوكرانية

ولسد الفجوة حتى الحصول على أنظمة دفاع جديدة أطلق الناتو مهمة دفاع الحارس الشرقي الجوية، التي تشمل طائرات مقاتلة وسفن وأنظمة استطلاع منتشرة على طول الجناح الشرقي من فنلندا إلى بلغاريا.

بدأت أوكرانيا استخدام ابتكاراتها في الدفاع الجوي منذ بداية الحرب في 2022، وبينما تعتمد كييف على شركائها الغربيين في أنظمة الدفاع الجوي لإسقاط الصواريخ، فقد كانت رائدة في ابتكار طرق فعالة من حيث التكلفة للتعامل مع طائرات الهجوم الروسية المسيرة.

ومع عجز الرادار القياسي عن اكتشاف الطائرات المسيرة الصغيرة منخفضة الارتفاع من طراز شاهد، طورت شركات التكنولوجيا الأوكرانية نظاماً وطنياً لأجهزة استشعار صوتية يمكنها تمييز المسيرات من خلال صوتها، ثم تزود هذه المعلومات فرقاً متنقلة مجهزة بمدافع مضادة للطائرات وبرشاشات ثقيلة، وهو حل أرخص من الاعتراض بالصواريخ.

وعرض الرئيس فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي على بولندا تدريباً على كيفية مكافحة الطائرات المسيرة الروسية، وخاصة طائرات الشاهد الإيرانية الصنع.

وقالت وزارة الدفاع في وارسو إن مناقشات متقدمة جارية مع الخبراء من كلا البلدين لتعميق التعاون في مجال الطائرات المسيرة وأنظمة مكافحة الطائرات المسيرة.

أما كارولس أليكسا نائب وزير الدفاع الليتواني فقال لصحيفة فاينانشيال تايمز إن الدولة البلطيقية تقلد الممارسة الأوكرانية باستخدام فرق قتالية متنقلة لإسقاط المسيرات التي يكتشفها نظام الكشف الصوتي.

يُطبق حالياً نظام صوتي مماثل في لاتفيا، وتستكشف رومانيا الاستفادة من الخبرة الأوكرانية في إنفاقها الآمن.

وقالت دانييلا هيلدنبراند رئيسة حلول مكافحة الطائرات بدون طيار في شركة هينسولد الألمانية للبناء إن المنطقة أصبحت أكثر ابتكاراً في الترتيبات التعاقدية لضمان وجود درع وقائي شامل لأوروبا وحلف الناتو، وهو ما يعني استكشاف أطر عمل متعددة الجنسيات أو دعم الدول ببعضها البعض بالقدرات.

وقال ماكس إندرز، رئيس تطوير الأعمال في شركة تيـتان الناشئة في ميونيخ والمتخصصة في تصنيع طائرات اعترض مُسيرة على خط المواجهة في أوكرانيا، إنه ليس هناك استعداد كافٍ فهناك فئة كاملة من التهديدات التي تكافح أوروبا للدفاع عنها حالياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى