الولايات المتحدة تقرّب من التوصل إلى اتفاق مع الصين بشأن تيك توك خلال محادثات مدريد

تطورات ملف تيك توك والمحادثات مع الصين

أشار مسؤول الخزانة الأميركي، الوزير سكوت بيسنت، إلى أن الولايات المتحدة تقترب من التوصل إلى اتفاق مع الصين بشأن تطبيق تيك توك، مع استئناف المحادثات التجارية مع وفد بكين في مدريد.

وقبل دخوله قاعة المحادثات، أوضح أن عدم التوصل إلى اتفاق بشأن تيك توك لن يؤثر على علاقة الولايات المتحدة بشكل عام مع الصين، التي وصفها بأنها جيدة جداً على أعلى المستويات.

ولفت إلى أن الجانبين أحرزا تقدماً جيداً في التفاصيل الفنية، لكن التوصل إلى اتفاق في القضايا الأخرى سيكون صعباً، وأن نظراءه الصينيين قدموا مطالب قوية.

وأكد أن الولايات المتحدة ليست مستعدة للتضحية بالأمن القومي من أجل تطبيق للتواصل الاجتماعي، في إشارة إلى تيك توك.

وأشار إلى أن تمديد الموعد النهائي لسحب الاستثمارات من تيك توك سيعتمد إلى حد كبير على كيفية سير محادثات الإثنين.

وتحدث جاميسون جرير، الممثل التجاري الأميركي، فقال إنه في حال تسوية قضية تيك توك فقد يتوقف الأمر على التوصل إلى اتفاقات بشأن قضايا أخرى.

وذكرت بلومبرغ عن مسؤول كبير في وزارة الخزانة أن ممثلي الولايات المتحدة والصين ناقشوا ملفات تيك توك والتجارة والاقتصاد خلال أول أيام الجولة الرابعة من المحادثات في مدريد، وقال بيسنت عند مغادرته الاجتماع: سنبدأ مرة أخرى في الصباح.

وتستمر المحادثات الأميركية‑الصينية في مدريد لليوم الثاني لمناقشة التوترات التجارية واقتراب الموعد النهائي لخروج الصين من تطبيق تيك توك.

أطر المفاوضات وآفاقها

وتُعقد الجولة الأخيرة من المحادثات في قصر سانتا كروز بمقر وزارة الخارجية الإسبانية، بقيادة وزير الخزانة سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني هي لي فنج.

كانت سلسلة الاجتماعات بين الجانبين قد بدأت في مدن أوروبية عدة منذ مايو الماضي، في محاولة لتسوية الخلافات التي دفعت ترامب إلى فرض رسوم على الواردات الصينية، وما تبع ذلك من تدابير صينية ردّاً بالرسوم على السلع الأميركية ووقف تصدير المعادن النادرة.

وكان آخر اجتماع للوفدين في ستوكهولم في يوليو الماضي، حيث اتفقا على تمديد هدنة تجارية لمدة 90 يوماً تقلل الرسوم الانتقامية وتعيد تصدير المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة.

ولم تكن التوقعات تشير إلى إحراز تقدم كبير في محادثات مدريد، إذ ترجّح تقارير تمديد الموعد النهائي لسحب شركة ByteDance من السوق الأميركية حتى 17 سبتمبر، أو احتمال فرض حظر إذا لم يُحل الملف.

وأخطرت السفارة الصينية في مدريد الصحفيين بإمكانية عقد مؤتمر صحفي ختامي ظهر الاثنين، ما يشير إلى احتمال انتهاء المحادثات بسرعة.

وتطرقت المحادثات السابقة بشأن قضايا أكثر تعقيداً، مثل شحنات المعادن الأرضية النادرة، إلى يوم ثالث في بعض الأحيان.

وقبل المحادثات، كان من المقرر أن يلبي بيسنت لندن يوم الثلاثاء للقاء وزيرة المالية البريطانية، قبل الزيارة التي بدأها ترامب، وفق دعوة من الملك تشارلز.

وتوقعت بلومبرغ أن تكون هناك ترتيبات لعقد اجتماع محتمل بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في أقرب وقت ممكن بحلول أكتوبر المقبل على هامش قمة أبيك في كوريا الجنوبية.

في هذا الإطار، قال وليام رينش، كبير المستشارين التجاريين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: لا أتوقع أي تقدم جوهري ما لم يعقد اجتماع ثنائي بين ترامب وشي، فهذه هي الطريقة لاختبار المواقف وفهم خطوط الحمراء لكل طرف.

وصرّح ترامب للصحافيين في نيوجيرسي بأن المحادثات تسير على ما يرام، لكن مصير تيك توك سيتحدد من خلال تصرفات بكين، مضيفاً أن الأمر قد يتغير بناءً على عدة أمور، والقرار بيد الصين.

قبل انطلاق محادثات مدريد، قالت ويندي كاتر، نائبة الرئيس الأولى في معهد سياسة آسيا والمحيط الهادئ ومفاوضة التجارة الأميركية المخضرمة، إنه يجب على الولايات المتحدة والصين تكثيف الجهود قبل اجتماع محتمل بين ترامب وشي، محذّرة من أن إيجاد مخرجات سيتطلب تقديراً حذراً للخطوط الحمر وعوامل الثقة المتزايدة لدى الصين بأن لها اليد العليا، مما يجعل التوصل إلى نتيجة ملموسة ليس سهلاً.