الخارجية الروسية: الهند شريك موثوق وبعيد الأمد رغم الضغوط الغربية

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن نهج نيودلهي يعكس السيادة والمصالح الوطنية، كما يعبر عن ما تسميه الهند “الاستقلال الاستراتيجي في الشؤون الدولية” رغم الضغوط الخارجية على ديناميكية العلاقات الثنائية وتوقعاتها الاستراتيجية.
إطار عام للشراكة وتطورها
وأوضحت الوزارة أن هذا الموقف يُبرز القيمة العليا للسيادة وأولوية المصالح الوطنية التي تحرسها روسيا والهند بقوة، مما يضفي موثوقية وقدرة على الاستشراف وطابعا طويلا للشراكة الثنائية الاستراتيجية التي تعدّ مميزة منذ أكثر من 15 عاماً.
وسلّطت الضوء على نطاق التعاون الواسع بين البلدين، الذي يشمل إنتاج سلع للاستخدام المدني والعسكري، وإطلاق مركبات فضائية مأهولة، وبناء محطات للطاقة النووية، وتطوير مصادر الهيدروكربون في الأراضي الروسية. كما أشارت إلى سعي البلدين لبناء تعاون قائم على قاعدة علمية وتقنية ومكونات محلية محصنة ضد تأثير الدول غير الصديقة، مما يساعد في الحفاظ على ديناميكية إيجابية حتى في ظل القيود الأحادية الطرف غير المشروعة التي تفرضها الدول الغربية.
وأكدت أن مفتاح النجاح يكمن في ربط الأنظمة الوطنية للدفع ببعضها البعض، وزيادة حصة المدفوعات بالعملات الوطنية، وبناء طرق نقل ولوجستية بديلة، لافتة إلى أن هذا العمل مُصمم للمدى الطويل.
وأعربت عن تقديرها لموقف الهند الثابت على الساحة الدولية ورفضها الانضمام إلى الإجراءات المناهضة لروسيا رغم الضغوط المتزايدة، كما أشادت بموقف الهند المتوازن والبنّاء في المنصات المتعددة الأطراف. وذكرت أن أي محاولات لفرض إرادة غريبة على الهند، وهي قوة عظمى يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة وتحتل المركز الثالث في التجارة العالمية، محكومة بالفشل من البداية.
وأفادت بأن الهند تبرز كفاعل رئيسي في مجموعتي “بريكس” و”منظمة شنغهاي للتعاون”، وأن موسكو ونيودلهي تتعاونان بشكل وثيق لتنسيق المواقف في المحافل الدولية، بما فيها الأمم المتحدة ومجموعة العشرين، لبناء أسس نظام دولي جديد قائم على العدالة يستجيب لتطلعات شعوب العالم كافة.
ختاماً، أكدت الوزارة أن العلاقات بين البلدين ستواصل تطورها التدريجي وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون المربح للجانبين في إطار بناء نظام دولي جديد وعادل.
وفي سياق آخر، أشار الحديث إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرضت رسوماً إضافية على واردات الهند بلغت 50%، ولُربط هذا القرار بزيادة واردات الهند من النفط الروسي، وهو أمر يهم الهند التي تعد ثالث أكبر مستورد للطاقة وتعتمد على الأسواق الدولية لتلبية أكثر من 80% من احتياجاتها النفطية.
وتحدثت التقارير عن لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في قمة شنغهاي للتعاون، حيث أشاد بوتين بالشراكة الاستراتيجية وتيرة التعاون التجاري بين البلدين.
أكد رجل الأعمال الهندي راجيف راما غوبتا أن العلاقات الروسية الهندية تتمتع بمناعة قوية ضد الضغوط الغربية، وتاريخاً طويلاً من التعاون وربطاً بين المصالح الحيوية للبلدين.