بعد قصف الدوحة.. هكذا أضرت نيران إسرائيل ‘مصداقية ترمب’

برز النهج العشوائي الذي اتبعه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الحرب على غزة في ضوء الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قيادة حماس في قطر، وهو ما أشارت إليه تقارير أميركية باعتباره دلالة على سياسات تتسم بفوضى وتسرّع في التعامل مع الصراعات الإقليمية.
قال ترامب إنه تلقّى إخطاراً بالهجوم من الجيش الأميركي وليس من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإنه وجّه مبعوثه ستيف ويتكوف لتحذير الدوحة، لكن الأوان كان قد فات لوقف الضربة، وفق قوله.
نفت الدوحة ذلك، قائلةً إن الحديث عن تحذيرها مسبقاً عارٍ من الصحة، وإن الاتصال الأميركي جرى بينما كانت أصوات الانفجارات تقوّض سماء المدينة كما سمعت الدوحة.
اعتبرت نيويورك تايمز في تقرير لها أن الهجوم كان ‘مفاجأة مألوفة’، مستشهدة بسياق حرب إسرائيلية على إيران استمرت 12 يوماً في يونيو ثم بدا أن واشنطن اعترضت ثم تقبلت الأمر، وذكرت أن نتنياهو استغل علاقته بترمب لشن هجمات جريئة غالباً من دون إشعار واشنطن أو بإخطار محدود، وعلم بأن ترمب وإدارته سيتذمرون من ذلك لكنه يختارون التغاضي في النهاية.
وفي سياق التحليل نفسه، نقلت الصحيفة عن خالد الجندي، باحث زائر في مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون، قوله: “لا توجد استراتيجية يمكنني استشفافها سوى أن كل ما تريده إسرائيل ونتنياهو”، مشيراً إلى أن بايدن كان لديه خطوط حمراء تختلف في حدّها غالباً عن خطاب ترمب، بينما ترامب بلا خطوط حمراء حقيقية.
كما أعربت CNN عن شكوكها في أن الولايات المتحدة كانت لديها تحذير مسبق، مشيرة إلى احتمال وجود تنسيق أقوى مما يعرضه البيت الأبيض حالياً، وأن الإسرائيليين قد يفضلون الاعتذار على طلب الإذن، وهو ما يضع مصالح واشنطن عموماً في موضع الاختبار.
وقالت الشبكة في تقرير منفصل إن افتراض ترامب بأنه لم يتمكن من وقف الضربة يمثل “ضربة مدمرة” لمصداقيته الدولية، إذ يفترض وجود تنسيق أقوى مع إسرائيل قد يفسر تقاعس واشنطن عن الاعتراض، كما أشارت إلى أن الضربة قد تضر بمصداقية ترامب كصانع سلام عالمي وتفتح باباً لسلسلة أسئلة حادة حول ثقة الحلفاء في ضماناته الأمنية.
وأوضحت CNN أن الضربة ربما تثير جدلاً داخلياً وخارجياً بشأن مدى قدرة ترامب على التأثير في نتنياهو، وتثير أسئلة عن سلامة الاتفاقات الإقليمية كاتفاقات أبراهام، كما أشارت إلى أن الهجوم في وضح النهار في الدوحة قد يعزز الانطباع بأن وعود ترامب بالسلام تبقى محل شك، ويدفع حلفاء أميركا إلى إعادة تقييم ثقتهم في ضماناته.