تشارلي كيرك: من هو الناشط الذي ترددت أنباء عن خفض أعلام الولايات المتحدة بعد اغتياله؟
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، تنكيس أعلام الولايات المتحدة حداداً على اغتيال الناشط اليميني تشارلي كيرك، الذي قُتل بإطلاق نار خلال فعالية داخل حرم إحدى الجامعات في ولاية يوتا.
كيرك، البالغ من العمر 31 عاماً، كان رئيساً لمنظمة Turning Point USA (TPUSA)، وهي منظمة يمينية غير ربحية وتعدّ الأوسع نفوذاً بين الشباب المحافظين، وله دور رئيسي في زيادة شعبية ترمب بين الناخبين الشباب وتيقّنوه كقريب من الرئيس.
كيرك.. ورقة ترمب الرابحة في الانتخابات
في تصريحات أُطلقت في نهاية مايو، نسب ترمب فوزه إلى أصوات الناخبين الشباب إلى تشارلي كيرك، الناشط في تيار MAGA، مؤكداً أن كيرك كان أول من نصح بتوسيع الحملة إلى منصة تيك توك، وهو ما اعتبره الرئيس بمثابة العامل الأكبر في جلب قطاع واسع من الناخبين الأصغر سناً.
ويعكس دعم ترمب لنصيحة كيرك ثقته في نجاحات الناشط الشاب، الذي أسس وهو في الثامنة عشرة منظمة Turning Point USA بهدف «تثقيف الطلاب على مبادئ الوطنية واحترام الحياة والحرية والأسرة والمسؤولية المالية».
وفق تقرير بلومبرغ، كان كيرك حينها خريجاً من المدرسة الثانوية يواجه حضوراً قوياً في مؤتمرٍ وطني للحزب الجمهوري حين التقى بالمليونير فوستر فريس، فقدم إليه فكرة إنشاء «منظمة متشعبة» لمواجهة المجموعات الليبرالية في الجامعات، فتمول الفكرة وتولد Turning Point وتنتشر سريعاً.
بحسب تصريحات كيرك في 2015، فقد توسعت Turning Point خلال ثلاثة أعوام إلى أكثر من 800 موقع في الجامعات والمدارس الثانوية على مستوى الولايات المتحدة، وتنوعت أنشطتها بين تنظيم الفعاليات والحملات ضد الأيديولوجيات الليبرالية ومساعدة الطلبة المحافظين في التسجيل والتصويت.
وفي عام 2016، خلال المؤتمر الجمهوري، صرّح كيرك بأنه ليس من أشد المعجبين بترمب لكنه تعهد بأن يستخدم منظمته لدعم مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية آنذاك.
وبعد فوز ترمب في الرئاسة، ساعدت جهود TPUSA كيرك إلى جانب شهرتـه كإعلامي ومقدم بودكاست «ذا تشارلي كيرك شو» في دخول دائرة مقربة من الرئيس، مع تقارب صداقة بين كيرك ونجل الرئيس، وفقاً لـنيويورك تايمز.
وبحسب الصحيفة، زادت عوائد منظمتين غير دوّبيتَين يقودهما كيرك، TPUSA وTurning Point Action، من 4.3 ملايين دولار في 2016 إلى 92.4 مليون دولار في 2023.
«أوقفوا السرقة».. انتخابات 2020
خلال إدارة ترمب الأولى، وفي 2019، صار كيرك رئيساً لرابطة تعرف باسم «طلاب من أجل ترمب» التي اندوت لاحقاً تحت مظلة TPAction، وهدفت بحسب شبكة FOX News إلى تسجيل «مليون طالب مؤيد لترمب» في سجلات الناخبين استعداداً لانتخابات 2020.
بميزانية قدرها 15 مليون دولار، جند كيرك 150 عضواً في الرابطة، وحدد لكل منهم هدفاً بتحديد وتسجيل 1400 طالب داعم لدونالد ترمب في قوائم الناخبين على مستوى البلاد.
ولكن نتائج انتخابات 2020 التي انتهت بفوز جو بايدن لم ترض فريق MAGA، وكان كيرك من المنتقدين للمسار الرسمي للنتائج، ورُفع شعار «أوقفوا السرقة» الذي تبناه ترمب وأنصاره.
ولم تقف جهود الناشط عند التصريحات، فقد ذكرت واشنطن بوست أن TPUSA مولّت حافلات لنقل مؤيدي ترمب للاحتجاج أمام مقر الكونجرس في السادس من يناير 2021، وهو أمر وصفه كيرك بأنه «تمرد» ورفضه علناً.
لاحقاً شارك كيرك في مؤتمرات سياسية شهدت حضوراً من مسؤولي إدارة ترمب؛ وفي حملة إعادة انتخاب ترمب نظّم جولة لزيارة عشرات الجامعات دعم فيها ما يسميه حركة ماجا، مقابل ما قال إنه غسيل دماغ تعرّض له الطلبة.
اختبارات الولاء.. ولاية ترمب الثانية
أفادت تقارير بأن الخلافات داخل الإدارة السابقة دفعت ترمب إلى تشديد معايير اختيار مرشحيه لتولي مناصب في إدارته الثانية، حيث انضم كيرك إلى فريق مقرب عهد إليه بمهمة فحص ولاء المرشحين المحتملين، وهو حاضر في اجتماعات من سيتولى المناصب الوزارية في الإدارة الجديدة.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن كيرك كان ضمن مجموعة من المقربين الذين بدأوا الاختبارات القاسية للولاء في مرحلة لاحقة من عملية اختيار فريق البيت الأبيض، بما في ذلك لقاءات مع مرشحين لمناصب في وزارة الدفاع ووظائف استخباراتية، مع أسئلة تتعلق برؤيتهم لإصلاح وزارة الدفاع وموقفهم من نتائج الانتخابات الأخيرة ونظرتهم لأحداث 6 يناير 2021.
المناظرة الأخيرة.. حق حمل السلاح
على مدار سنوات نشاطه، كان كيرك يعتاد تنظيم فعاليات جامعية تتضمن مناظرات حول قضايا مثل حقوق المثليين والتحول الجنسي والإجهاض وغيرها، وتحت شعار «اثبت لي أنني مخطئ» استضافته جامعة فالي في يوتا.
نقلت CBS News عن شهود عيان أن كيرك كان يناظر معارضاً لإطلاق النار الجماعي حينها، وأنه تحدث بنبرة ساخرة عن مدى انتشار الأسلحة وتشبّثه بحق حملها وفقاً للمادة الثانية من الدستور، قبل أن تنطلق الرصاصة وتنهي حياته عند الرقبة.
