مصر تستقبل 48 شحنة من الغاز المسال بقيمة 2.7 مليار دولار في الربع الأخير من عام 2025

تستقبل مصر 48 شحنة من الغاز المسال خلال الربع الأخير من 2025 بتكلفة تقارب 2.7 مليار دولار، ضمن صفقة أُبرمت في مطلع العام، ما يمثل انخفاضاً فصلياً في عدد الشحنات وتراجعاً في احتياجات البلاد من الغاز فائقة التبريد.
توزيع الشحنات والجهات المستقبلة
أوضح مسؤول حكومي طلب عدم نشر اسمه أن الشحنات الموردة موزعة بواقع 18 شحنة في أكتوبر و15 شحنة في نوفمبر ومثلها في ديسمبر، على أن تُوجه الشحنات إلى سفن التغويز الراسية في مينائي العين السخنة والعقبة الأردني.
وتعمل حالياً ثلاث سفن تغويز في العين السخنة بطاقة نحو 2.25 مليار قدم مكعب يومياً، إضافةً إلى سفينة أخرى في العقبة ضمن اتفاق تعاون بين القاهرة والأردن بطاقة 300 مليون قدم مكعب يومياً، ومن المتوقع دخول وحدة التغويز الخامسة التي تعاقدت عليها مصر العمل هذا الشهر.
إجمال الاستيراد والطلب وتأثيره الاقتصادي
المسؤول الذي تحدث مع “الشرق” أشار إلى أن مصر استقبلت 66 شحنة في الربع الثالث من العام الجاري بتكلفة تُقدر بنحو 3.7 مليار دولار، مرجعاً انخفاض عدد الشحنات في الربع الرابع إلى تراجع احتياجات البلاد من الغاز بعد انتهاء الصيف، حيث يزداد استهلاك محطات الكهرباء من الغاز خلال أشهر الصيف الحارة بسبب التبريد.
بحسب بيانات بلومبرغ، ارتفعت فاتورة واردات الغاز المسال والمنتجات البترولية لمصر بنحو 60% في 2025 لتصل إلى 20 مليار دولار، مقارنة بـ12.5 مليار دولار في 2024، ما يعكس حجم الضغوط التي تواجهها البلاد المثقلة بالديون.
أطر الاستيراد والبدائل وتوسع الشبكات
بعدما كانت مصر مُصدّرة للغاز، تحولت بشكل مفاجئ إلى مستورد صافٍ، مع نمو الطلب المحلي وضعف الاستثمارات في الحقول بسبب مستحقات الشركات الأجنبية العاملة في القطاع، لتتحول إلى لاعب رئيسي في سوق استيراد الغاز الطبيعي المسال، حيث تستورد عشرات الشحنات.
استوردت القاهرة نحو 2.9 مليون طن (4.1 مليار متر مكعب) من الغاز المسال في 2024، مع معظمها من الولايات المتحدة، فيما قفزت الواردات في النصف الأول من 2025 إلى 8.65 مليار متر مكعب (1.13 مليون طن)، وفق بيانات Natural Gas Intelligence ومبادرة البيانات المشتركة الجودي.
إلى جانب الواردات الفورية، تعمل مصر على تعزيز إمداداتها عبر خطوط الأنابيب؛ إذ تستورد حالياً نحو 1.1 مليار قدم مكعب يومياً من إسرائيل، سترتفع إلى 1.2 مليار قدم مكعب يومياً اعتباراً من يناير 2026 بموجب اتفاق معدل يستمر حتى 2040. كما تخطط القاهرة لربط حقول “كرونوس” و”أفروديت” القبرصية بمرافقها بطاقة 1.3 مليار قدم مكعب يومياً بحلول 2028.
التزام الاستيراد حتى العقود المقبلة
في الوقت نفسه، تعتزم البلاد مواصلة استيراد الغاز الطبيعي المسال حتى العام المالي 2029-2030 لا سيما لتأمين تشغيل محطات الكهرباء، في ظل انخفاض الإنتاج المحلي إلى نحو 4 مليارات قدم مكعب يومياً مقابل احتياجات تصل إلى 6 مليارات قدم مكعب. وأبرمت الحكومة اتفاقات مع شركات عالمية من بينها أرامكو السعودية وترافيغورا وفيتول لاستيراد نحو 290 شحنة من الغاز بين يوليو 2024 وعام 2028، وتجري مفاوضات مماثلة مع قطر لإبرام عقود طويلة الأجل.