اخبار سياسية

زيارة زعيم كوريا الشمالية إلى الصين: أولى تجربة دبلوماسية متعددة الأطراف

زيارة كيم إلى الصين وأبعادها الدولية

ظهر كيم جونغ أون بجانب شي جين بينغ وبوتين في العرض العسكري بميدان تيانانمن، وهو حدث يمثل احتفال الصين بنصرها على اليابان وفاشيتها قبل 80 عاماً.

برز حضورُه كإيحاء واضح بأن بيونغ يانغ تقف إلى جانب القوتين العظمتين في مشهد دولي يتجه نحو تعدد الأقطاب وتخفيف الهيمنة الأميركية.

عكست الجلسة إلى جانبهما ترتيباً رمزياً بأن كوريا الشمالية تصبح فاعلاً رئيسياً في لعبة التحالفات الدولية.

تشترك كوريا الشمالية مع الصين في الحدود الشمالية لكنها لم تزر بكين منذ ست سنوات قبل هذه الزيارة.

سافرت كيم إلى بكين في قطار مدرّع استغرقت رحلته نحو 20 ساعة، وكان معَه كبار مسئولي الدولة وابنته كيم جو-آي.

أثارت مشاركة جو-آي التكهنات حول ترتيب خلافة والدها في الحكم.

أوضح لي جونج-هو أن اعتراف بكين وموسكو بابنة الزعيم، حتى لو رمزياً، يمنح شرعية داخلية في الثقافة السياسية الكورية الشمالية.

وأشار إلى أن وجودها في الرحلة يعزز احتمالات تدريبها على الدبلوماسية الدولية.

رأت راشيل مينيونج لي أن الاستنتاجات حول الخلافة مبكرة جداً بسبب صغر سنها.

وقالت إن الهدف قد يكون توسيع آفاقها لا ترتيب خلافة.

جرى جلوس كيم بجوار شي وبوتين في العرض العسكري، وتعد هذه المرة الأولى منذ 66 عاماً التي يجتمع فيها هؤلاء القادة في مكان واحد.

أشار الباحثون إلى أن كوريا الشمالية ليست مجرد لاعب في كتلة معادية للولايات المتحدة، بل لاعب رئيسي إلى جانب الصين وروسيا.

وأوضح ديلان موتين أن وضعية جلوس كيم كانت ذات دلالة كبيرة، إذ اختار شي أن يجلسه بجانبه.

وتدهورت العلاقات مع الصين في الماضي ثم تقربت من موسكو حين زودتها بيونغ يانغ بالذخائر.

وعقد كيم اجتماعاً مع بوتين أثناء وجوده في بكين وناقشا سبل التعاون الطويل الأمد.

قال كيم عند لقاءه شي بأن المشاعر الودية بين كوريا الشمالية والصين ستبقى ثابتة، وأضاف أنه سيدعم موقف الصين في قضايا مثل تايوان وشينجيانغ والتبت.

قال شي إن زيارة كيم تمثل فرصة مهمة لتطوير العلاقات بين الحزبين.

رأى لي جونج-هو أن توازن القوى الدولي يميل نحو عالم متعدد الأقطاب مع ثقل صيني روسي.

وأضاف أن التحالف مع الصين وروسيا في مواجهة الولايات المتحدة يخدم مصالح كوريا الشمالية الأمنية الطويلة الأجل.

العلاقات بين بكين وبيونغ يانغ وتداعياتها

أشار موتين إلى أنه لا يتوقع تطوراً أمنياً كبيراً رغم وجود نقاشات محتملة حول شراكة اقتصادية جديدة.

وقالت لي إن قبول كوريا الشمالية الدعوة يظهر رغبة في تحسين العلاقات، لكن يجب مراقبة كيفية معالجة الإعلام الكوري الشمالي للأمر خلال الأسابيع المقبلة.

التقى كيم أيضاً برئيس الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية وو-ون شيك مما يمنحه قدرة على القول إن الكوريين الجنوبيين يأتون إليه راغبين في الحوار.

وصف موتين هذه الخطوة بأنها خطوة نحو فتح باب الحوار مع سول وربما واشنطن إذا امتلكت بيونغ يانغ موقعاً أقوى في ظل تقارب الصين وروسيا.

يرى لي جونج-هو أن كوريا الشمالية حصلت على رؤية دبلوماسية متجددة وإحساساً أقوى بالشرعية على الساحة الدولية.

تبقى الصورة كما هي: تتحرك كوريا الشمالية إلى موقع أقوى في عالم متعدد الأقطاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى