اخبار سياسية

وسط تبادل الاتهامات.. هل شوشت روسيا على طائرة فون دير لاين؟

الحادثة وتداعياتها

تبين أن الرحلة التي رافقت فيها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى بلغاريا شهدت مزاعم بتشويش GPS أثناء اقترابها من مطار بلوفديف، لكنها هبطت بسلام باستخدام نظام الهبوط بالأجهزة وفق تقارير لاحقة.

ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن الطائرة دارت في الجو لمدة ساعة قبل أن يهبط قائدها باستخدام الخرائط الورقية، في حين أظهرت بيانات Flightradar24 أن الإشارة لم تفقد وأن الهبوط تأخر تسع دقائق فقط.

ألقَت بروكسل وصوفيا باللوم على روسيا ووصفتا الحادث بأنه تدخل صريح في شؤون الرحلة.

كشفت بيانات تتبع الرحلات أن نفس الطائرة تعرضت لتشويش GPS سابقاً فوق دول البلطيق، لكن لم يرد ذكر تشويش في بلغاريا.

رفضت روسيا الاتهامات ووصفتها بأنها كاذبة وتعكس حالة من جنون الارتياب، وقالت المتحدثة ماريا زاخاروفا إن بيانات Flightradar24 تبين جودة إشارة GPS من الإقلاع حتى الهبوط.

قلل رئيس الوزراء البلغاري روزن جيليازكوف من احتمال التدخل الروسي المباشر وصف الحادث بأنه «خلل روتيني» مرتبط بتداعيات الحرب في أوكرانيا، مع أن قنوات الاتصال أشارت إلى أن هذه الاضطرابات الراديوية كانت شائعة في الصراع.

كشفت السلطات البلغارية أيضاً أن الطائرة كانت لديها نظام احتياطي إلكتروني يمكّنها من الهبوط دون الاعتماد على GPS، وأكدت أن النظام ساعد الطائرة في الهبوط.

قالت الحكومة البلغارية إن خدمات الحركة الجوية اقترحت مسار هبوط بديل يعتمد على الملاحة الأرضية المستقلة عن GPS، بينما أشار مختصون من شركة SkAI Data Services إلى وجود تشويش محلي على ارتفاعات عالية لكنه لم يمنع GPS في هذه الرحلة.

أظهر طول الرحلة أنها استغرقت 1 ساعة و57 دقيقة بدلاً من 1 ساعة و48 دقيقة، مما يعني تأخيراً بسيطاً. وذكرت متحدثة المفوضية أن «كان هناك تشويش على GPS»، لكن الطائرة هبطت بأمان، مع الإشارة إلى زيادة الحوادث المشابهة منذ بداية الحرب.

أعلنت Eurocontrol وEASA أنهما تتابعان الحدث وتستندان إلى تقارير السلطات البلغارية المختصة.

أكد خبراء الملاحة أن تشويش GPS يثير القلق، لكنه لا يؤدي عادةً إلى فقدان كامل للتحكم، مع وجود أنظمة أخرى على متن الطائرة وعلى الأرض يمكن الاعتماد عليها لاستكمال الرحلة بأمان.

وأشار رئيس JACDEC إلى أن طائرة نفاثة بها 20 مقعداً على الأقل لا تسقط بسبب تشويش GPS وحده، وأن إشارات ILS المزيفة لعبت أدوار بارزة في حالات—مع ذكر حادث ILS في أوسلو عام 1972 الذي أدى إلى سقوط جزئي.

وأوضح المسؤولون أن ILS يمثل خطة احتياطية ويستخدم لتوجيه الطائرات نحو المدرج في حال تعطل GPS، وأن مسؤولي بلغاريا أكدوا أن هذا النظام ساعد فون دير لاين في الهبوط.

أشار مفوض الفضاء أندريوس كوبليوس إلى أن الاتحاد الأوروبي سيطلق أقماراً اصطناعية إضافية في المدار المنخفض لزيادة القوة والاعتمادية، كما سيعزز قدرات كشف التدخل.

كما طرحت المفوضية الأوروبية تشريعا جديداً في يونيو يشجع مشغلي الأقمار الاصطناعية على مشاركة معلومات أكثر عن التهديدات السيبرانية بما في ذلك التشويش، وتؤكد حكومات الاتحاد أن حالات التدخل والتزوير لإشارات أنظمة الملاحة الفضائية للطائرات في ارتفاع مستمر، مع إشارات من بولندا بأن العدد ارتفع في بداية 2025 ليصل إلى 2,732 حالة في يناير مقارنة بـ1,908 في أكتوبر السابق.

وتؤكد بعثة مكونة من ثمانية دول أن هذه الحالات ليست حوادث عشوائية بل عمل مقصود ومنهجي من روسيا وبيلاروس، ويمكن استخدامها كـ«هجوم هجين» على الطيف الراديوي الاستراتيجي، وهو أمر يهم السلامة والأمن الإقليمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى