اخبار سياسية

من إسرائيل إلى واشنطن.. أداة تجسس على الهواتف أصبحت في حوزة وكالة الهجرة الأميركية

سمحت الإدارة الأميركية بإمكانية وصول عملاء ICE إلى أداة اختراق مطورة تعرف باسم Graphite، وفقاً لتقرير صحيفة الغارديان البريطانية.

تأسست شركة Paragon Solutions في إسرائيل ثم أصبحت مملوكة لشركة أميركية في أواخر العام الماضي بموجب عقد قيمته مليوني دولار أُبرم خلال ولاية إدارة بايدن، قبل أن يتم تعليقه لإجراء مراجعة امتثال وفق أمر تنفيذي يقيّد استخدام حكومات الولايات المتحدة لبرامج التجسس، وهو الإجراء الذي أعلنت لاحقاً الإدارة التي تلت ذلك أنه تم رفعه.

وتشير الصحيفة إلى أن Graphite تمثل أحد أقوى أسلحة الاختراق التي أُنشئت خارج الولايات المتحدة، وأنها أصبحت الآن في أيدي جهة تُتهم باستغلالها ضد أشخاص في إجراءات قانونية وحقوقية معيبة في الديمقراطيات التي تتبنى حماية الحقوق الفردية.

ولم ترد كل من Paragon و ICE فوراً على طلب تعليق أو تعليق رسمي على هذا الاتفاق.

قدرات Graphite وما يمكن أن تفعله

يمكن للبرنامج في حال نجاحه الدخول إلى أي هاتف، وتتبّع مكان صاحبه، وقراءة رسائله، والاطلاع على صوره، والاطلاع على البيانات في التطبيقات المشفرة مثل واتساب وسيغنال، كما يمكن استخدامه كجهاز تنصت عبر تشغيل ميكروفون الهاتف.

وأشار الباحث البارز جون سكوت-رايلتون من Citizen Lab بجامعة تورنتو إلى أن هذه الأدوات مصممة في الأصل للدكتاتوريات وليست للديمقراطيات التي تحترم الحريات وتضمن حقوق الفرد، مع التنبيه إلى أن قوة الاختراق السرية يمكن أن تتحول إلى باب للفساد والتجاوزات عندما تنتقل إلى أيدي عدة حكومات، وهو ما يثير جدلاً في الديمقراطيات بما في ذلك الحملة المحيطة ب graphite من Paragon، إضافة إلى جدل سابق عندما أُثيرت تقارير عن استخدامها خارج الولايات المتحدة.

أشارت الصحيفة أيضاً إلى أن Paragon علّقت علاقاتها مع إيطاليا بعد الكشف عن استهداف نحو 90 شخصاً من بينهم صحافيون ونشطاء حقوقيون في 20 دولة باستخدام برامج التجسس، بينما كان من غير الواضح حتى الآن من أمر تنفيذ تلك الهجمات أو الغرض منها.

خطر أمني محتمل وآثار حقوقية

ذكر سكوت-رايلتون أنه طالما بقيت تقنيات spyware ذاتها مملوكة وتُباع إلى عدة حكومات، فهناك خطر استخباري متأصل، لأن جميع الجهات تعرف الآن طبيعة تقنية المراقبة وتملك رؤى حول كيفية اكتشافها وتتبع استخدامها من قبل الولايات المتحدة، وهو ما يجعل الإفراط في الاعتماد على هذه الأدوات أمراً محتملاً لمخاطر كبيرة ما لم تُلغِ Paragon جميع العقود الأجنبية وتخلي مسؤوليته عن هذه التقنية.

وقالت نا دين فريد جونسون، مديرة السياسات في معهد التعديل الأول بجامعة كولومبيا، إن التعاقد على Graphite يعزز المخاوف المتعلقة بالحقوق المدنية والحرية في التعبير والخصوصية، إذ وُجِّهت هذه البرامج إلى صحافيين ومدافعين عن حقوق الإنسان ومعارضين سياسيين حول العالم، كما أن رفع أمر وقف العمل يثير القلق من أن أجزاء من السلطة التنفيذية تتحرك خارج إطار التدقيق والمراجعة الحكومية اللازمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى