اخبار سياسية

السودان.. جبل مرة يذوق مرارة انهيار مروع

تعرّضت قرية ترسين في جبل مرة لانزلاق أرضي ضخم عقب أمطار غزيرة ضربت المنطقة، فأدى إلى تدميرها بالكامل وفقدان غالبية السكان.

تقع ترسين في منطقة جبلية وسط سفوح جبل مرة الذي يمتد عبر ثلاث ولايات في دارفور، وتحيط بالقرى مناطق وعرة وشديدة الانحدار تزيد مخاطر الانزلاقات والانهيارات أثناء موسم الأمطار من يوليو إلى سبتمبر.

ترسين في جبل مرة: تفاصيل الكارثة وآثارها

قالت حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور إن منطقة ترسين المنهارة، المعروفة بإنتاج الموالح، سُويت بالأرض تماماً، داعية الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية إلى مساعدتهم في انتشال الجثامين من تحت الأنقاض.

أوضحت الحركة أن عدد الضحايا يتخطّى الألف شخص من الرجال والنساء والأطفال.

وفي مناشدة منفصلة، قال قائد الحركة عبد الواحد محمد النور إن هناك توقعات بوقوع كوارث مماثلة في مناطق قرى مجاورة، ما يستلزم وضع خطة عاجلة لإجلاء السكان وتوفير سكن مناسب لهم.

في إطار العمل الإنساني، قال منسق الأمم المتحدة المقيم في السودان لوكا رندا إن المنطقة شهدت كارثة الانهيار الأرضي، وإن التقديرات تشير إلى فقدان ما بين 300 و1000 شخص، وأن الأمم المتحدة وشركاءها يعملون على حشد الجهود العاجلة لدعم المتضررين.

من جهته أكد عبد الحفيظ علي، منسق مجلس غرف طوارئ جبل مرة، أن عدد الضحايا قد يتجاوز ألف شخص، وأنه تم انتشال 9 جثامين حتى الآن بسبب الأمطار ووعورة الطرق التي تعيق عمليات الإنقاذ، كما أن نحو 450 نازحاً لجأوا إلى ترسين بعد اندلاع الحرب، مع صعوبة التواصل مع الأهالي بسبب الاعتماد على الإنترنت عبر الأقمار الصناعية وقطع الطرق.

أوضح آدم رجال، المتحدث باسم تنسيقية النازحين واللاجئين في دارفور، أن ما حدث في ترسين ليس الأول من نوعه، لافتاً إلى وقوع حادثة مشابهة في 2018 لكنها لم تكن بهذه الفداحة، معبراً عن مخاوفه من تكرار المأساة في ظل استمرار الأمطار ومطالباً بإخلاء المدنيين فوراً ووقف إطلاق النار لتمكين فرق الإغاثة من العمل.

قال محمد أحمد صباح الخير، مدير التوقع ورئيس غرف الطوارئ في الهيئة العامة للأرصاد الجوية، إن المنطقة الآن في ذروة موسم الأمطار ما بين يوليو وسبتمبر، وهو ما يزيد احتمال الانهيارات، مع تحذير من مخاطر السيول والانزلاقات التي تهدد القرى الواقعة أسفل الجبال.

تحذيرات وتداعيات

تأتي كارثة ترسين في وقت يعاني فيه إقليم دارفور من صراع ونزوح واسع، ما يضاعف حجم الأزمة الإنسانية، وتبقى الحاجة ملحة إلى تدخل عاجل لإنقاذ المدنيين وانتشال الجثامين، مع وجود تضامن دولي ودعوات إلى وقف إطلاق النار وتوفير الدعم الإنساني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى