إيران تتهم الترويكا الأوروبية بتفعيل آلية الزناد تلبيةً لرغبة الولايات المتحدة وإسرائيل

عقد أعضاء مجلس الشورى جلسة غير علنية، لمناقشة قضية تفعيل “آلية الزناد”، وذلك بعد استماعهم لتقرير وزير الطاقة بشأن اختلالات توازن الطاقة في البلاد.
واتهم الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الترويكا الأوروبية بأنها بادرت إلى تفعيل العقوبات بناء على رغبة إسرائيل وأميركا.
وقال بقائي في تصريحات صحفية إن الحديث الرابع عن الاتفاق النووي من قبل ثلاث دول أوروبية يثير التساؤل عن أي اتفاق نووي تقصدونه، فإيران تُتهم دائماً بعدم الالتزام رغم أن الأطراف الأخرى لم تُنفّذ تعهداتها كاملة، وهو ما يُظهر سوء النية لديهم، كما يعتبر أن الأطراف المقصّرة في تنفيذ التزاماتها ليست في موقع اتهام إيران، وأن الإجراءات التي اتخذتها إيران كانت قانونية تماماً ووفقاً للاتفاق النووي، لكنهم قاموا بها دون صلاحية قانونية.
تفعيل آلية الزناد
أعلنت دول الترويكا الأوروبية أنها قامت بإعادة تفعيل آلية فرض العقوبات على إيران لعدم امتثالها للاتفاق النووي وتجاوزها الحدود المقررة بشأن تخصيب اليورانيوم منذ سنوات.
وآلية الزناد، أو Snapback Mechanism، هي إجراء يسمح بإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران دون الحاجة إلى تصويت في مجلس الأمن، إذا اعتُبرت طهران في حالة “عدم امتثال جوهري” للاتفاق النووي، واستُخدمت من جانب الولايات المتحدة منفردة عام 2020 دون إجماع دولي، وهو ما أثار خلافاً قانونياً واسعاً حول صلاحية الإجراء، خاصة بعد انسحابها من الاتفاق.
وشدد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو على أن باريس لا تزال منفتحة على محادثات مع إيران لتجنب إعادة فرض عقوبات واسعة، مع الإشارة إلى وجود فترة 30 يوماً قد تُطبق بعدها العقوبات، ثم قد تُطبق العقوبات الأوروبية أيضاً إذا لم تتخذ إيران خطوات ملموسة خلال هذه الفترة.
وأكد بقائي أن الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الثلاث قلصت دورها كوسيط في دفع إيران للمفاوضات مع أميركا، واعتبر أن بيان وزير الخارجية الأميركي روبرت روبيو كان فضيحة، إذ وُصف فيه أن الأوروبيين يعملون بتنفيذ توجيهات الولايات المتحدة، وتشير التقارير إلى أن الدول الثلاث بدأت تفعيل العقوبات بناءً على رغبة الكيان الصهيوني وأميركا.
وفي سياق الاستعداد الأميركي للتفاوض مع إيران مع زيادة الضغوط، قال بقائي: “طرح هذه الشروط أساساً دليل على عدم حسن النية تجاه النهج الدبلوماسي”، وأضاف أن الواقع الذي واجهناه يشير إلى اعتداء خلال المفاوضات، وأن الولايات المتحدة منذ عشر سنوات عرقلت العملية الدبلوماسية بانسحابها من الاتفاق النووي ودعمها للإجراءات الإسرائيلية في ذلك المسار.
وتابع: “دعم أميركا لإجراءات الدول الأوروبية الثلاث يظهر أن الخطة الأميركية منذ بداية الحكومة الجديدة كانت قلب الاتفاق النووي وفرض ضغوط غير قانونية على إيران”، مشيراً إلى أن روسيا والصين عبّرتا عن رفضهما لإجراء الدول الأوروبية الثلاث، وأن هناك رسالة مشتركة إيران-روسيا-الصين حول تمديد آلية الزناد، مع الإشارة إلى أن الأوروبيين ليس لديهم الصلاحية القانونية للجوء إلى آلية حل النزاعات، وبالتالي يجب النظر إلى مسألة التمديد في سياق هذا الموضوع.
وخلال الحديث نفسه، أشار إلى أن مسألة تمديد القرار 2231 يجب أن تتم في مجلس الأمن، وأن إيران تعمل بالتنسيق مع الصين وروسيا لضمان أن يتم ذلك بما يخدم مصالح إيران.