اخبار سياسية

إندونيسيا: جماعات معارضة تلغي احتجاجات مخططة بسبب الإجراءات الأمنية

ألغت مجموعات طلابية وجماعات من المجتمع المدني احتجاجات مقررة في جاكرتا الاثنين، وذلك عقب أسبوع من تصاعد الغضب بسبب رواتب النواب وامتيازاتهم وتعامل الشرطة مع الاحتجاجات.

أرجع منظمو الاحتجاجات قرارهم إلى مخاوف تتعلق بالإجراءات الأمنية المشددة بعد أعمال شغب أسفرت عن سقوط ضحايا في أنحاء مختلفة من البلاد، في مطلع الأسبوع الماضي.

بدأت الاحتجاجات منذ أسبوع واتسعت في أنحاء البلاد، وازداد حجم المشاركة بعد أن صدمت سيارة شرطة سائق دراجة نارية أجرة فلقى حتفه مساء الخميس.

وقال وزير تنسيق الشؤون الاقتصادية الإندونيسي، إيرلانغا هارتارتو، الاثنين، إن 8 أشخاص لقوا حتفهم في الاحتجاجات.

وتسببت الاحتجاجات وأعمال العنف في اضطراب الأسواق المالية، وهوت الأسهم بنحو 3% في مستهل التعاملات.

وأشار إلى أن الاقتصاد قوي بشكل أساسي وسيحصل على دفعة من حزمة الحوافز المخطط لها.

خفض مزايا النواب

قال الرئيس برابو سوبيانتو، الأحد، إن الأحزاب السياسية وافقت على خفض مزايا النواب، في تنازل نادر استجابة للغضب الشعبي المتصاعد.

كما أمر الجيش والشرطة بالتحرك ضد “مثيري الشغب والمشاركين في أعمال نهب وإضرام حرائق” طالت منازل أعضاء بأحزاب سياسية، وبعض المباني الحكومية.

وتعهد الرئيس الإندونيسي بإلغاء امتيازات المشرعين، بما في ذلك بدل السكن المثير للجدل البالغ 3 آلاف دولار، في محاولة لتخفيف الغضب الشعبي بعد الاحتجاجات التي عمت البلاد.

أرجأت مجموعات طلابية احتجاجاً مقرراً، وقالت إحدىـها إن القرار جاء بسبب الظروف بالغة الصعوبة.

وقال “تحالف المرأة الإندونيسية”، وهو تحالف من جماعات المجتمع المدني التي تقودها النساء، إنه أرجأ الاحتجاجات المخطط لها في البرلمان لتجنب قمع من قبل السلطات ولتهدئة الأوضاع.

وأضافت المجموعة في منشور على إنستجرام: “التأجيل حدث لتجنب التصعيد العنيف من قبل السلطات.. التأجيل حتى تهدأ الأوضاع”.

وخططت مجموعات طلابية في بورواكارتا، في جاوة الغربية، ومدينة يوجياكارتا لتنظيم مظاهرات الاثنين، حسبما ذكرت على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وحذرت رسائل نشرتها بعض المجموعات على منصات التواصل من دعوات احتجاج مزيفة، وحضت الناس على توخي الحذر.

وأكدت وزيرة المالية، سري مولياني إندراواتي، في منشور على إنستجرام أنها كانت ضحية للنهب، ودعت الناس إلى عدم النهب واعتذرت عن تقصير الحكومة.

وذكرت وكالة الأنباء الإندونيسية “أنتارا” أن لصوصاً اقتحموا منزلاً للوزيرة على مشارف العاصمة، ولم تكن الوزيرة في المنزل وقتها، ولم يتضح ما إذا كانت ترتاده كثيراً.

اختبار لحكومة الرئيس

بدأت الاحتجاجات بسبب ما وصفه المتظاهرون بالرواتب وبدل السكن المرتفعين لنواب البرلمان، الاثنين الماضي، وتطوّرت إلى أعمال شغب الخميس، حيث تعرّضت منازل أعضاء أحزاب سياسية ومنشآت حكومية للنهب أو أُضرمت فيها النيران.

وتمثل الاحتجاجات أكبر اختبار حتى الآن لحكومة برابو سوبيانتو، التي مضى على تشكيلها قرابة العام، والتي لم تواجه معارضة سياسية تذكر منذ توليها السلطة في أكتوبر الماضي.

ومع تصاعد الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد في ثالث أكبر ديمقراطية في العالم من حيث السكان، الأسبوع الماضي، استدعى الرئيس سوبيانتو، الأحد، شخصيات بارزة في البلاد، وألغى رحلة رفيعة المستوى إلى الصين، بحسب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.

وقال شاهد إن العديد من الوزراء والقادة الذين وصلوا إلى القصر كانوا مستقلين سيارات عليها لوحات أرقام مدنية، كإجراء أمني واضح مع تصاعد الاضطرابات في بعض الأماكن.

بدأت الاحتجاجات في جاكرتا الأسبوع الماضي وأثارت غضباً على خلفية تقارير تفيد بأن جميع المشرعين البالغ عددهم 580 مشرعاً يحصلون على بدل سكن شهري قدره 50 مليون روبية (3075 دولاراً) إضافة إلى رواتبهم، وهو بدل تم تقديمه العام الماضي وتمثّل قيمته نحو عشرة أضعاف الحد الأدنى للأجور في جاكرتا.

نشر الجيش لحراسة القصر، إضافة إلى فرقة الخدمة السرية المعتادة، وأُنشئت حماية إضافية لمنشآت حكومية.

ولا يزال من غير الواضح من يقف وراء أعمال الشغب والنهب التي أعقبت الاحتجاجات، والتي ابتدأت بقيادات طلابية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى