سباق مصري-إماراتي-إسباني للسيطرة على مشروع مصري ضخم

قدمت مجموعة حديد العشري عرضًا ماليًا جديدًا بقيمة 1.3 مليار جنيه للاستحواذ على 100% من أسهم شركة “صناعات مواد البناء”، متضمّنًا تحمل مديونياتها المقدرة بين 1.7 و4 مليارات جنيه، وفقًا لمصادر مطلعة.
تفوق عرض العشري العرض السابق المقدم من شركة “أي تي أي إنفرسيونيس إندوسترياليس إن سيمينتو إي ماترياليس” الإسبانية، التي حصلت في يوليو 2025 على موافقة جهاز حماية المنافسة للاستحواذ على 527.88 مليون سهم (85.98% من رأسمال الشركة) بقيمة إجمالية 584 مليون جنيه للحصة المملوكة لجنوب الوادي، بسعر 2 جنيه للسهم.
أوضحت المصادر أن عرض العشري يزيد بنحو 6% عن العرض الإسباني، وأن قيمة حصة جنوب الوادي البالغة 292.34 مليون سهم تقدر بنحو 618 مليون جنيه في عرض العشري، مع احتمال ارتفاع السعر في حالة دخول أطراف أخرى في مزايدة تنافسية.
ترددت أنباء سابقة عن عرض إماراتي يتضمن سداد مديونيات بقيمة 4 مليارات جنيه للبنك الأهلي المصري، لكن شركة جنوب الوادي نفت تلقيها أي عروض رسمية من جهات إماراتية، وأكدت تواصلها مع “صناعات مواد البناء” للتحقق من الأنباء.
أشارت المصادر إلى أن عرض العشري يتفوق على عروض محلية وأجنبية سابقة لشموله على قيمة نقدية وتحمل المديونيات، مما يعكس جدية المستثمر المصري في حسم الصفقة.
خلفية الشركات
تأسست شركة “صناعات مواد البناء” عام 2006 وتمتلك مصنعًا رئيسيًا في قنا بطاقة إنتاجية نحو 1.5 مليون طن سنويًا، ما يجعلها لاعبًا مهمًا في سوق الأسمنت المصري.
تسعى الشركة الإسبانية “أي تي أي” إلى تعزيز وجودها في شمال إفريقيا مستفيدة من خبرتها في قطاع الأسمنت والخرسانة في أوروبا وأمريكا اللاتينية.
تأسست مجموعة العشري للصلب عام 1983 وتعد من الشركات الرائدة في صناعة الحديد في الشرق الأوسط، وترى في هذه الصفقة فرصة لتوسيع محفظتها في قطاع مواد البناء.
يرتقب السوق قرار هيئة الرقابة المالية التي تتولى حماية مصالح مساهمي جنوب الوادي، وسط تساؤلات حول ما إذا كان قرار مجلس إدارة الشركة بالموافقة على العرض الإسباني سيحقق تنافسًا عادلًا ويخدم مصالح المساهمين، مع احتمال إجراء مزايدة علنية.
تُعد هذه الصفقة واحدة من أبرز صفقات الاستحواذ في مصر لعام 2025، ما يعكس جاذبية قطاع مواد البناء للمستثمرين المحليين والدوليين.
المصدر: بلومبرج ومصر تايمز