اخبار سياسية

أحزاب اليمين المتطرف تتصدر استطلاعات الرأي في كبرى اقتصاديات أوروبا

تتصدر أحزاب اليمين المتطرف استطلاعات الرأي في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، كأحدث مؤشر على تنامي الاستياء بين الناخبين في القارة العجوز بعد سنوات من ارتفاع الهجرة وتزايد التضخم، وفق ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال.

وقد دخلت أحزاب اليمين المناهض للهجرة إلى الحكم في دول مثل إيطاليا وفنلندا وهولندا، لكن هذا العام يمثل المرة الأولى التي تتصدر فيها هذه الأحزاب أكبر اقتصادات أوروبا الثلاثة في الوقت نفسه، وهو ما قد يفتح باباً لفترة من الاضطرابات السياسية في الدول الثلاث.

وحذر مجتبى رحمن، رئيس قسم أوروبا في شركة أوراسيا للمخاطر، من أن الوضع بالغ الأهمية وخطير، فالقادة في الدول الثلاث يواجهون يميناً متطرفاً يقترب من السلطة إن لم يعالجوا ما يغذيه الصعود، وهو الهجرة وتكاليف المعيشة.

الهجرة والتضخم

ومثل الولايات المتحدة، شهدت أجزاء كبيرة من أوروبا منذ جائحة كورونا ظاهرتين متلازمتين: مستويات قياسية من الهجرة وتضخماً لا يزال مرتفعاً، ما أدى إلى رفع أسعار العديد من السلع وشعور قسم من الناخبين بأن أوضاعهم تتدهور، كما لعبت منصات التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في استقطاب الآراء.

وعلى عكس الولايات المتحدة، تعاني معظم أوروبا من ضعف في النمو الاقتصادي، وهو ما يغذي شعوراً عاماً بأن القارة ستقضي سنوات من التراجع السياسي والجمود الاقتصادي.

ويرى جيريمي جالون، الدبلوماسي الفرنسي السابق ورئيس قسم أوروبا في شركة ماكلارتي أسوشيتس، أن التدهور الاقتصادي إلى جانب الهجرة السريعة يشكلان مزيجاً ساماً يحولان الناخبين ضد الأحزاب القائمة، مع توجيه الانتباه من المدن الإنجليزية الصغيرة إلى الريف الفرنسي والبلدات الألمانية حيث يشعر كثيرون بأن النخب تتجاهل مخاوفهم.

المشهد البريطاني

وفي بريطانيا، حقق حزب Reform UK المناهض للهجرة بقيادة نايجل فاراج تقدماً ملحوظاً في الأشهر الستة الأخيرة، وهو يتقدم في استطلاعات الرأي على حزب العمال الحاكم وحزب المحافظين المعارضين، وهو وضع يعزز المخاطر السياسية التي قد تواجه النظام السياسي البريطاني السائد.

المشهد الألماني

أما في ألمانيا، فيتقارب حزب البديل من أجل ألمانيا مع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم في الاستطلاعات منذ بداية العام، مع تسجيل تقدم طفيف في الأسابيع الأخيرة لأول مرة منذ أبريل، وهو تعبير عن تزايد القلق من القضايا الاقتصادية والهجرة.

وصف رئيس مؤسسة فورسا الألمانية مانفريد جولنر صعود AfD بأنه انعكاس لثقة الناخبين في التحركات السياسية الكبرى، مع وجود فاصلة بين الوعود والنتائج، حيث يطالب الحزب بإجراءات أكثر حدة مثل الترحيل والتقليل من الاعتماد على اليورو وإعادة نظر في قضايا الذاكرة والبيئة، كما يدعم زيادة المعاشات وتقييد الإعانات الاجتماعية للمغتربين.

وقد ركز AfD في حملته على قضايا الاقتصاد والبطالة، مع تبني مقترحات تشبه سياسات الاتحاد المسيحي الديمقراطي لكنها تشدد على رفع بعض المعاشات وتقييد الرعاية الاجتماعية للمقيمين غير المواطنين، ما يعزز جاذبيته بين فئة من الناخبين المحبطين.

المشهد الفرنسي

في فرنسا، يستمر التقدم الملحوظ لحزب التجمع الوطني المناهض للهجرة بقيادة جوردان بارديلا، حيث أظهرت استطلاعات إيلاب أن بارديلا يحظى بدعم يصل إلى نحو 36% وهو الأكثر شعبية في الوقت الحالي، وهو ما يجعل احتمال أن يتصدر هو أو لين لوبان الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة المقررة في 2027 أمراً وارداً.

استغل الحزب القلق من وجود أقلية مسلمة كبيرة في فرنسا وتدهور مستويات المعيشة لدى الطبقة العاملة والمتوسطة، حيث تحول التجمع الوطني من حركة احتجاجية إلى أقوى حزب في الجمعية الوطنية، رغم أنه لم يصل إلى الحكم حتى الآن. وتواجه الحكومة الفرنسية أزمة داخلية متواصلة، حيث تعهد بارديلا بالتصويت ضدها مجدداً في جلسة الثقة المقررة، وذلك في إطار صراعات سياسية قد تعيق التفاوض بشأن ميزانية جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى