اخبار سياسية

قمة شنغهاي الأضخم في تيانجين: 20 زعيماً يصوغون ملامح العقد القادم

استضافت الصين في مدينة تيانجين الساحلية الشمالية أكبر قمة لمنظمة شنغهاي للتعاون على مدار يومي الأحد والاثنين بحضور أكثر من عشرين زعيماً وعشرة رؤساء منظمات دولية، سعياً لترسيخ دور المنظمة في مواجهة التحديات العالمية والتشرذم الجيوسياسي والنزاعات التجارية والتذبذب الاقتصادي.

قمة تيانجين والنتائج المتوقعة

أوضحت الصين أن قمة تيانجين هي الخامسة التي تستضيفها البلاد وتعكس جهود بكين الطموحة لبسط نفوذها عبر التعددية، ويشارك فيها قادة بارزون مثل فلاديمير بوتين وناريندرا مودي وشهباز شريف مما يعكس تطور المنظمة من إطار أمني إقليمي إلى منصة ذات أبعاد عالمية.

أشار ليو بين مساعد وزير الخارجية الصيني في مؤتمر صحافي إلى أن القمة ستكون الأكبر في تاريخ المنظمة وأن الرئيس شي جين بينغ سيترأس اجتماع مجلس رؤساء الدول واجتماع “شنغهاي للتعاون بلس” وسيُلقي خطابين رئيسيين، ومن المتوقع أن يعتمد القادة “إعلان تيانجين” واستراتيجية تنمية المنظمة للعقد المقبل بما في ذلك “استراتيجية تنمية منظمة شنغهاي للتعاون 2035” إضافة إلى بيان بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الحرب العالمية وتأسيس الأمم المتحدة.

قال نورلان يرميكباييف الأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون إن القمة ستشهد حوارات معمقة حول قضايا ملحة وأن اعتماد إعلان تيانجين واستراتيجية التنمية سيحددان أولويات المنظمة للعقد المقبل، مشدداً على ضرورة صياغة استراتيجية جديدة تتكيف مع الوضع الراهن بعد اعتماد النسخة السابقة في قمة أوفا عام 2015.

أوضح السفير الروسي لدى الصين إيجور مورجولوف أن أكثر من عشرين وثيقة وقراراً مرشح أن تُعتمد في القمة لتحديد أهداف التعاون على المديين القصير والطويل، وتجدر الإشارة إلى أن المنظمة تأسست عام 2001 بست دول وتضم حالياً عشرة أعضاء ودولتين مراقبتين وأربعة عشر شريك حوار موزعين على آسيا وأوروبا وأفريقيا، وقد أكّد الأمين العام أن أبواب المنظمة مفتوحة لانضمام مزيد من الدول بأشكال مختلفة.

طبيعة المنظمة والمواقف الدولية

رفض بعض القادة وصف المنظمة بأنها كتلة معادية للغرب، وقال جومارت أوتورباييف إن المنظمة لم تُنشأ ضد أحد بل لبناء الثقة والأمن والتعاون الاقتصادي والثقافي في أوراسيا، ورأى إيجور مورجولوف أن المنظمة ليست تحالفاً عسكرياً ولا تستهدف طرفاً ثالثاً، مشدداً على التزامها بعدم الانحياز وأن “روح شنغهاي” تقوم على حماية السلام بالحوار وتعزيز التنمية بالتعاون، مع تركيز التعاون الأمني على مكافحة الإرهاب والأمن السيبراني واستقرار الحدود بدلاً من الاتفاقيات العسكرية.

الاجتماعات الثنائية والحضور الاقتصادي

تتضمن القمة اجتماعات ثنائية مهمة من بينها زيارة ناريندرا مودي الأولى إلى الصين منذ سبع سنوات، والتي اعتبرها باحث صيني بارز خطوة نحو إعادة ضبط العلاقات لكنه نبه إلى أن انعدام الثقة الاستراتيجي لا يزال قائماً ويتطلب المزيد من المبادرات المتبادلة، كما حضر الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان وسط قلق أوسع من التطورات في الشرق الأوسط حيث دعت المنظمة إلى نظام علاقات دولية أكثر عدالة وشفافية.

أعلن المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية عن سلسلة من المنتديات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بينها منتدى صيني أوزبكي ولجنة رجال الأعمال الصينية الكازاخستانية وحوار رفيع المستوى بين الصين وماليزيا، فيما أكد دبلوماسيون أن قادة من كازاخستان وماليزيا وباكستان سيشاركون في أنشطة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين.

الاحتفالات والعرض العسكري

أعلن عدد من القادة أنهم سيبقون في الصين للمشاركة في احتفال سيُقام في بكين في 3 سبتمبر لإحياء الذكرى الثمانين لانتصار “حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني” والحرب العالمية ضد الفاشية، ويشمل الحضور فلاديمير بوتين وشهباز شريف وقاسم جومارت توكاييف بين آخرين.

قال وو تسه كه نائب مدير مكتب المجموعة القيادية للعرض العسكري خلال مؤتمر صحافي إن استعدادات العرض اكتملت بشكل أساسي وأن الفعالية ستضم مجموعة واسعة من الأسلحة والمعدات يُكشف عن العديد منها للمرة الأولى، مشيراً إلى أن العرض سيبرز تقدم الجيش الصيني في التحديث والجاهزية القتالية وأن البروفات الشاملة أُنجزت وأن المعنويات والمعدات في حالة جيدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى