اقتصاد

إلغاء صفرين من الليرة السورية: خطوة اقتصادية أم انفصال رمزي عن إرث الأسد؟

يرى الخبير الاقتصادي مجد حميدي أن حذف صفرين من العملة وطباعتها في روسيا خطوة محفوفة بالمخاطر لكنها ضرورية اقتصادياً ونفسياً لتعزيز الثقة بالنظام المالي بعد التغيير السياسي.

أوضح حميدي أن هذه الخطوة ستسهل العمليات المالية وتساعد في إعادة بناء ثقة المواطنين والمستثمرين بالنظام المالي، مشدداً على أهمية منح المصرف المركزي استقلالية تامة في تنفيذ السياسة النقدية ووضع آلية دقيقة لسحب الأوراق القديمة من السوق خلال فترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر.

تكلفة الطباعة وخيارات الطابع

أشار حميدي إلى أن طباعة أوراق نقدية جديدة تكلف مبالغ كبيرة، وأن الدول المتقدمة في تقنيات طبع العملة تتركز في روسيا والولايات المتحدة وألمانيا، وبالنظر للعلاقات والتجارب السابقة تُعد روسيا مرشحة قوية لطباعة العملة السورية الجديدة.

مخاوف اقتصادية

حذر الخبير الاقتصادي حبيب غانم من أن حذف الصفرين لا يعالج جذور الانهيار النقدي إذا استمرت مؤشرات الاقتصاد في تدهورها، مؤكداً أن قيمة الليرة الشرائية لن تتغير بمجرد حذف الأصفار، وأن العملية قد تقتصر على إزالة رموز عهد سابق دون أن تحسن القوة الشرائية.

استشهد غانم بتجارب دولية مثل فنزويلا التي حذفت أصفاراً عديدة دون أن يتحسن وضعها الاقتصادي، محذراً من أن خطوة مماثلة في ظل ضعف الإنتاج الحقيقي قد تدفع المواطنين لتحويل مدخراتهم إلى دولار أو ذهب، مما يفاقم تراجع سعر الصرف إلى مستويات أعلى.

البديل الأمثل بحسب النقديين

اقترح غانم أن السبيل الأفضل هو طباعة عملة جديدة مع الحفاظ على قيمة صرف مستقرة إلى أن تستعيد البلاد مستوى إنتاج حقيقي وتجذب استثمارات حقيقية، مع ضرورة استقلالية المصرف المركزي وإصلاح القطاع المصرفي لتشجيع الإيداعات وتأمينها وتطوير البنية الرقمية وتفعيل سوق مالية محلية تنافسية.

شهدت الليرة السورية انخفاضات حادة خلال سنوات الصراع، وسط وعود من السلطة الجديدة بإعادة الإعمار وجذب الاستثمارات وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني، وهو الخلفية التي تُطرح فيها خطة حذف الصفرين وإصدار عملة جديدة.

ذكرت تقارير أن الحكومة اتفقت مع مؤسسة روسية متخصصة لطبعة الأوراق النقدية، بينما نقلت رويترز عن مصادر أن هناك خططاً طرحت لطباعتها في الإمارات وألمانيا أيضاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى