عراقجي يحذّر: تفعيل «آلية الزناد» مجدداً سيقوّض الحوار مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الجمعة، من أن قرار دول الترويكا الأوروبية تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات ضد إيران، المعروفة باسم “آلية الزناد”، سيؤثر سلباً على الجهود الدبلوماسية وسيقوض الحوار مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف عراقجي عبر منصة “إكس” أن إعادة فرض العقوبات على بلاده ستضطرها لاتخاذ “رد مناسب”، محذراً من أن مسار الترويكا، المكوّنة من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، سيترتب عليه “عواقب وخيمة أيضاً على مصداقية مجلس الأمن” إذا لم يتم التراجع عنه.
وقال إن اللجوء إلى ما يُسمى آلية الزناد من دون الإجراءات القانونية الواجبة أو أساس قانوني سليم لا يقوّض ثقة المجلس فحسب، بل يعرض السلم والأمن الدوليين للخطر، مضيفاً أن الوقت حان لتدخل مجلس الأمن ودول العالم لإنهاء الأزمة ووصف دول الترويكا بأنها تمارس “ضغوطاً خبيثة” على الشعب الإيراني.
أشار عراقجي إلى أن بلاده شاركت في خمس جولات من المفاوضات النووية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب هذا العام، وعلى أعتاب الجولة السادسة تعرّضت إيران لعمليات قصف أولاً من إسرائيل ثم من الولايات المتحدة، معتبراً أنه من المقيت اتهام أوروبا إيران الآن بأنها انسحبت من طاولة الحوار ورفضت التفاوض، ومؤكداً أن الغرب لا يستطيع ضمان وقف الضربات العسكرية غير القانونية أثناء التفاوض.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة هي التي انسحبت من الاتفاق النووي من جانب واحد عام 2018 وأعادت فرض العقوبات، وأن أوروبا فشلت في الوفاء بالتزاماتها لتخفيف الأثر الاقتصادي لذلك الانسحاب.
تنديد روسي
نددت روسيا، الجمعة، بتحرك دول الترويكا لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، وحملت الولايات المتحدة والدول الأوروبية مسؤولية انهيار اتفاق 2015، داعية المجتمع الدولي إلى رفض هذه الأفعال.
وقالت موسكو إنها أبرمت هذا العام اتفاق تعاون استراتيجي مع طهران واستنكرت قصف إسرائيل والولايات المتحدة للمواقع النووية الإيرانية في يونيو الماضي. وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن محاولات إعادة فرض العقوبات تُعد “عامل خطر مزعزع للاستقرار” ويقوض البحث عن حل عبر التفاوض، محذرة من أن تصعيداً جديداً حول البرنامج النووي قد يؤدي إلى “عواقب وخيمة”.
إعادة تفعيل آلية الزناد
أعلنت الترويكا الأوروبية، الخميس، أنها أعادت تفعيل آلية فرض العقوبات على إيران “لعدم امتثالها للاتفاق النووي وتجاوزها الحدود المقررة بشأن تخصيب اليورانيوم منذ سنوات”.
وآلية “الزناد” تسمح بإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران دون تصويت في مجلس الأمن إذا اعتُبرت طهران في حالة “عدم امتثال جوهري”. واستخدمتها واشنطن منفردة عام 2020 ما أثار خلافاً قانونياً واسعاً حول صلاحية الإجراء خصوصاً بعد انسحابها من الاتفاق.
اجتمعت دول الترويكا مع إيران، الثلاثاء، في محاولة لإحياء الجهود الدبلوماسية قبل أن تفقد الترويكا في منتصف أكتوبر قدرتها على إعادة فرض العقوبات التي رُفعت بموجب اتفاق 2015. ولم تسفر المحادثات عن التزامات ملموسة كافية من إيران، وقال دبلوماسيان أوروبيان إن الترويكا قررت تفعيل “آلية الزناد” بسبب اتهامات بانتهاك اتفاق 2015، وأبلغ وزراء الترويكا، الأربعاء، وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بقرارهم.