اخبار سياسية

قمة تاريخية بين اليابان وكوريا الجنوبية.. وأثر ترمب لا يزال حاضراً بقوة

بدأ رئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونج أول جولة خارجية له في إطار الدبلوماسية الثنائية بزيارة طوكيو قبل واشنطن، حيث شهدت القمة تحولاً في النبرة تجاه تعزيز العلاقات وتحذيراً من النهج التجاري للرئيس الأميركي دونالد ترمب.

القمة والاتفاقيات

عقد لي قمة وُصفت بالتاريخية مع رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا، وأصدرتا طوكيو وسول أول بيان مشترك منذ 17 عاماً تعهدا فيه بتعميق التعاون في الذكاء الاصطناعي والتجارة ونزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، كما اتفقا على تشكيل فريق عمل مشترك لمواجهة تحديات مثل شيخوخة السكان وتراجع المواليد، لكن ما لفت الانتباه أكثر كان الابتسامات والكلمات الودية بين الزعيمين.

الخلفية التاريخية والتغيير في النبرة

ظل الاحتلال الياباني لكوريا في النصف الأول من القرن العشرين يلقي بظلاله على العلاقات بين البلدين، ومن ثم بدا التحول من العداء إلى الود لافتاً، خاصة أن لي كان في 2023 قد انتقد سلفه واصفاً إياه بـ”دمية طوكيو”، لكن منذ توليه المنصب اتخذ نبرة أكثر براغماتية واعتبر اليابان شريكاً لا غنى عنه للنمو الاقتصادي.

القلق من واشنطن وسياسات ترمب

تتعرض علاقة البلدين بالولايات المتحدة للاهتزاز بسبب سياسات ترمب الخارجية غير المتوقعة، التي شملت فرض رسوم جمركية ومطالب بزيادة الإنفاق الدفاعي، ما دفع الحلفاء للتساؤل عن قوة الضمانات الأمنية الأميركية، كما أعرب خبراء عن قلقهم من براجماتية ودبلوماسية ترمب وتأثيرها على الاستقرار الحكومي في المنطقة.

التهديدات الإقليمية والاقتصادية

تُنظر إلى الغزو الروسي لأوكرانيا على أنه درس تحذيري للمنطقة، إذ حذر سياسيون بأن أوكرانيا اليوم قد تكون شرق آسيا غداً، وتزداد مخاوف اليابان وكوريا الجنوبية من صعود الترسانة النووية لكوريا الشمالية وتعميق تعاونها مع روسيا، بالإضافة إلى احتمال اندلاع صراع حول تايوان مع تزايد الأنشطة العسكرية الصينية قرب الجزيرة وغياب وضوح حول مدى تدخل الولايات المتحدة. اقتصادياً، أثرت الرسوم الجمركية وزيادات الضرائب على قطع غيار السيارات والصلب والألمنيوم سلبياً على اقتصادين يعتمدان على صناعة السيارات والتكنولوجيا، ما يضعهما في موقف صعب للتعامل مع ضغوط واشنطن من دون الإضرار بعلاقاتهما الاقتصادية مع الصين.

قد تواجه الشراكة الناشئة بين اليابان وكوريا الجنوبية عقبة إذا استقال إيشيبا لاحقاً بسبب الضغوط الداخلية وفقدان حزبه للأغلبية، وحينها ستصبح المحافظة على روح التعاون مسؤولية خليفته لضمان استمرار التقارب بين البلدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى