اخبار سياسية

ماكرون يشكك في نوايا بوتين للسلام في أوكرانيا ويرفض مقترح تبادل الأراضي

شككَ الرئيسُ الفرنسي إيمانويل ماكرون في استعداد نظيره الروسي فلاديمير بوتين لحل النزاع مع أوكرانيا بعد اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع بوتين وتنظيمه لقاءً مرتقباً بين بوتين وزيلينسكي.

قال ماكرون في مقابلة مع برنامج Meet the Press على NBC News، عقب اجتماع رفيع المستوى في البيت الأبيض، إنه عندما ينظر إلى الوقائع لا يرى بوتين مستعداً بجدية لإحلال السلام الآن، وأضاف أن ذلك قد يكون تشاؤمًا أكثر مما ينبغي، معتبراً أن التفاؤل الذي يبديه الرئيس ترمب يجب أن يؤخذ على محمل الجد وإذا كان يعتقد أنه قادر على التوصل إلى اتفاق فهذا خبر جيد وعلينا بذل كل ما في وسعنا لتحقيق اتفاق جيد.

أوضح ماكرون أن على الولايات المتحدة ممارسة ضغوط على روسيا وبوتين لإيجاد حل، بما في ذلك فرض مزيد من العقوبات، وقال إنه يجب زيادة العقوبات، سواءً الثانوية أو الأساسية، إذا لم يسفر الاجتماع الثنائي بين بوتين وزيلينسكي عن تقدم أو إذا لم يلتزم الروس بهذا المسار.

حضر ماكرون إلى البيت الأبيض برفقة وفد أوروبي رفيع ضم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، لمؤازرة الرئيس الأوكراني خلال اجتماعه مع ترمب.

ضمانات أمنية لأوكرانيا

قال ماكرون إن هناك معتدياً هو روسيا التي قررت قتل الناس وخطف الأطفال ورفضت وقف إطلاق النار، لذلك لا يمكن وضع أوكرانيا وروسيا على قدم المساواة. وشدّد على ضرورة تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا لمنع أي هجمات روسية مستقبلية قد تطيل أمد النزاع أو تشعل حرباً جديدة، مؤكداً أن أي اتفاق سلام من دون ضمانات أمنية لن تُحترم تعهداته من قبل روسيا.

اعتبر ماكرون أن تصريح ترمب بشأن موافقة بوتين على تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا أمرٌ مبشّر، لكنه عبّر عن أمله في وقف إطلاق النار مع الإشارة إلى أن روسيا شنّت ضربات في أوكرانيا بينما كان وفد القادة الأوروبيين في الولايات المتحدة، وأضاف أن من المستحيل لأي رئيس أوكراني أن يتحدث عن السلام فيما بلاده تتعرض للتدمير ويُقتل مدنيون.

لا تبادل لأي أراضٍ

أشار ماكرون إلى أن روسيا شنت هجمات دامية في خاركيف وزابوريجيا عشية المحادثات، على ما يبدو لمحاولة الضغط على زيلينسكي لقبول مطالب روسية واسعة تتعلق بأراضٍ محتلة. وشدّد أن قبول أي تبادل أراضٍ غير مقبول، وأن المسألة تتعلق بالرئيس والشعب الأوكراني وحدهما، مع الإشارة إلى أن الحرب شهدت فترات طويلة لم تتمكن خلالها القوات الروسية من تحقيق مكاسب ميدانية بارزة.

جدد ماكرون التأكيد على أن تهديد روسيا يتجاوز حدود أوكرانيا ويهم أمن أوروبا بأسرها، موضحاً أن ما يحدث في أوكرانيا اختبار لمصداقيتنا الجماعية أمام العالم وأن الأمر يهم أيضاً الولايات المتحدة لجهة المصداقية والدور الدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى