مصر تضاعف إيراداتها الضريبية من استثمارات أدوات الدين إلى 302 مليار جنيه

قفزت حصيلة مصر من الضرائب على الاستثمار في أذون وسندات الخزانة بأكثر من الضعف إلى 302.2 مليار جنيه (نحو 6.26 مليار دولار) خلال العام المالي المنتهي في يونيو الماضي، بحسب مسؤولين حكوميين تحدثا بشرط عدم نشر اسميهما.
عزا أحد المسؤولين الزيادة إلى توسع الحكومة في الاقتراض المحلي لسد عجز الموازنة عبر طرح أذون وسندات الخزانة في بيئة أسعار فائدة غير مسبوقة، مع نمو حجم محافظ المؤسسات الحكومية المستثمرة في أدوات الدين.
رفع البنك المركزي المصري في مارس 2024 أسعار الفائدة بواقع 600 نقطة أساس في محاولة لكبح التضخم، وبدأ دورة تيسير نقدي في أبريل فخفض الفائدة خلال أبريل ومايو بمجموع 325 نقطة أساس؛ وتبلغ حالياً أسعار العائد الأساسية 24% للإيداع و25% للإقراض لليلة واحدة بينما يصل سعر العملية الرئيسية وسعر الائتمان والخصم إلى 24.5%.
إلغاء الإعفاءات الضريبية على الأذون والسندات
أشار المسؤول أيضاً إلى أن إلغاء الإعفاء الضريبي على عوائد أذون وسندات الخزانة والأرباح الرأسمالية الناتجة عنها كان عاملاً رئيسياً في زيادة الإيرادات، وأن الإلغاء جرى تدريجياً على مدى خمس سنوات ليشمل 38 مؤسسة حكومية.
ألغت مصر منذ 2020 الإعفاءات التي كانت تمنحها وزارة المالية على هذه العوائد والأرباح الرأسمالية، مما دفع المؤسسات الحكومية إلى ضخ استثمارات كبيرة في أدوات الدين للاستفادة من الفائدة المرتفعة التي بلغت نحو 31% في بعض الإصدارات.
قال الخبير الاقتصادي حسن الصادي إن إلغاء الإعفاء أثّر بشدة على الحصيلة، خصوصاً من صناديق التأمينات والمعاشات التي تشكل جزءاً كبيراً من مستثمري هذه الأدوات، إضافة إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة وزيادة الدين المحلي زادا من قيمة الضريبة المستحقة.
قفزة في حصيلة ضرائب أرباح البنوك
زادت حصيلة ضرائب أرباح البنوك في مصر بنسبة 72.8% خلال العام المالي 2024-2025 لتسجل نحو 98.5 مليار جنيه، بحسب تصريحات ثلاثة مسؤولين حكوميين.
وأوضح أحد المسؤولين أن القفزة نتجت عن التطبيق الكامل لآلية فصل الوعاء الضريبي، بحيث تُفرض ضريبة بنسبة 20% على عوائد البنوك من الاستثمار في أذون وسندات الخزانة و22.5% على أرباحها من الأنشطة التجارية والصناعية الأخرى، وأن هذه الآلية بدأت تُطبق تدريجياً منذ 2019 ومع انتهاء الأرصدة الضريبية المرحلة في نهاية 2024 خضعت كامل أرباح البنوك للضريبة بشكل منفصل مما أدى إلى الارتفاع الكبير في الإيرادات.