اخبار سياسية

قمة ألاسكا: مخرجات غامضة تغذي التكهنات حول مستقبل حرب أوكرانيا

انتهت قمة استثنائية جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الجمعة، وطرح الاجتماع تساؤلات حول مستقبل الحرب في أوكرانيا أكثر مما قدم إجابات.

أشار خبراء ودبلوماسيون أميركيون سابقون إلى أن تصريحات ترمب وبوتين بعد القمة توحي بأن ترمب يتبنى مقترحاً روسيا يقضي بعقد صفقة بين موسكو وكييف تشمل ضمانات أمنية لأوكرانيا مقابل تنازلها عن أراضٍ لا تسيطر عليها روسيا حالياً.

أعلن ترمب عبر منصته “تروث سوشيال” بعد اتصال هاتفي مع زيلينسكي وقادة أوروبيين أن “الجميع توافقوا” على التوجه نحو اتفاق سلام كامل ينهي الحرب، بدلاً من اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار.

تلا مراسم استقبال وصفها الإعلام بأنها رسمية اجتماع ثنائي استمر نحو ثلاث ساعات فقط قبل أن يُنهيه الرئيسان مبكراً، وادلى كل منهما بتصريح مقتضب دون تفاصيل، ثم غادر بوتين الولايات المتحدة.

قال جايسون ستاينباوم، كبير موظفي لجنة العلاقات الخارجية السابق في الكونغرس، إن انتهاء الاجتماع مبكراً يشير إلى خلافات، فيما اعتبر السفير الأميركي السابق لدى أوكرانيا ويليام كورتيلي أن تصريحات الزعيمين خلت من دليل على تقدم ملموس خاصة لعدم إعلان بوتين تنازلات.

رأى مارك كاتز، الباحث في المجلس الأطلسي، أن عدم تحقيق صفقة يعزى لرفض بوتين وقف إطلاق نار فوري وعدم قدرة ترمب على قبول مطالب بوتين بتنازل أوكرانيا عن مزيد من الأراضي لصالح روسيا.

قالت الباحثة آنا بورشفيسكايا إن القمة لم تكن متوقعة أن تسفر عن نتائج جوهرية لأن التوصل إلى اتفاق يتطلب رغبة الطرفين نفسها، وهو ما لم يكن موجوداً، لكنها اعتبرت أن ترمب كان الطرف الأكثر رغبة بعقد صفقة رغم ضعف فرص النجاح.

أفادت تقارير بأن بوتين طلب انسحاب القوات الأوكرانية من منطقتي دونيتسك ولوهانسك كشرط لإنهاء الحرب وتجميد القتال في أجزاء من خيرسون وزابوريجيا التي تسيطر عليها روسيا، وأن ترمب نقل هذه الرسالة إلى زيلينسكي والقادة الأوروبيين ودعا للتخلي عن جهود وقف إطلاق نار مؤقت.

ذكرت صحف أميركية أن ترمب أبلغ أنه مستعد لتقديم “ضمانات أمنية قوية” لأوكرانيا بعد تسوية، شرط أن تكون خارج إطار حلف الناتو، وهو ما رحب به بعض القادة الأوروبيين بحذر، بينما شدد آخرون على استمرار دعم أوكرانيا والضغط على موسكو.

حذر باحثون من أن وقف إطلاق نار سابقاً استُغل من قبل روسيا لإعادة التسلح وترتيب صفوفها، مما يقلل من ضمانات نجاح أي هدنة ما لم تصاحبها ضغوط فعّالة على الكرملين، ورأى آخرون أن واشنطن ليست مستعدة لفرض أقصى ضغوط حالياً.

أعرب البعض عن أمل لعقد اجتماع ثلاثي يجمع ترمب وبوتين وزيلينسكي، وأبدى زيلينسكي استعداداً لمناقشة الملف مع ترمب في واشنطن، لكن بوتين سبق أن رفض لقاءات معه واعتبره “غير شرعي” في مواقف سابقة.

لا تزال تفاصيل ما نوقش خلف الأبواب المغلقة غير واضحة، وما يزال السؤال قائماً بشأن اتجاه واشنطن المقبل وما إذا كانت ستنحاز أكثر نحو أوكرانيا أم تميل إلى تبني مقترحات موسكو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى