اختبار دم مبتكر يستخدم الذكاء الاصطناعي يحدد داء لايم بدقة وسرعة عالية

اختبار دم متطور يقضي على تحديات تشخيص داء لايم باستخدام الذكاء الاصطناعي
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مؤتمر سنوي لجمعية التشخيص والطب المخبري بولاية شيكاغو الأمريكية، تقدمًا هامًا في مجال تشخيص داء لايم، إذ تم تطوير اختبار دم يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويُمكن من خلاله تحديد الإصابة بدقة وسرعة أكبر مقارنة بالطرق التقليدية، مما يعزز فرص العلاج المبكر ويحد من مضاعفات المرض.
مقدمة عن داء لايم وخطورته
يُعد داء لايم من الأمراض المعدية التي تنتقل عبر لدغات القراد، ويُعتبر من الأمراض التي تتطلب تشخيصًا مبكرًا دقيقًا للحد من تطورها إلى حالات مزمنة وخطيرة، وأحيانًا يُهدد سلامة حياة المريض. ينتقل المرض بشكل رئيسي في المناطق المشجرة والغابات، خاصة في الشمال الشرقي ووسط الغرب من الولايات المتحدة، ولكنه منتشر عالميًا في أكثر من 80 دولة.
نظرة عامة على المرض والأعراض
- المرحلة الأولى (3-30 يومًا): ظهور طفح على شكل “عين الثور”، مع أعراض مثل الحمى، الصداع، الإرهاق، وآلام العضلات.
- المرحلة الثانية (بعد 3-10 أسابيع): انتشار الطفح، شلل عضلي في الوجه، ومشكلات في القلب والأعصاب.
- المرحلة الثالثة (بُعد شهور): التهاب المفاصل المزمن، مشاكل جلدية، وأعراض عصبية مستمرة.
التشخيص والعوامل المساهمة
يعتمد التشخيص على الأعراض والتاريخ الطبي، مع إجراء تحاليل دم، إلا أن دقتها ليست عالية، حيث تصل معدلات الخطأ إلى 50%. يعد طفح “عين الثور” مؤشراً قويًا، لكن غيابه لا يعني عدم الإصابة. تتداخل البكتيريا الناقلة للمرض مع عوامل خطر متعددة، مثل التواجد في مناطق مروية بالأشجار أو ممارسة أنشطة في الهواء الطلق، خاصة خلال المواسم الدافئة.
الوقاية والمتابعة
- استخدام مبيدات الحشرات مثل DEET أو بيرمثرين على الملابس.
- ارتداء ملابس تغطي الجسم، وفاتحة اللون لتسهيل رؤية القراد.
- التحقق من الجسم والحيوانات الأليفة بعد التواجد في مناطق مشبوهة.
- الاستحمام اليومي وفحص الحيوانات الأليفة بشكل دوري.
التقدم في طرق التشخيص باستخدام الذكاء الاصطناعي
ابتكر فريق بقيادة الباحثة هولي أهيرن اختبارًا دمويًا يعتمد على تقنيات تعلم الآلة، حيث يستخدم تحليل نمط الأجسام المضادة الخاص بالبروتينات البكتيرية المسببة للمرض. أُجري الاختبار أولًا على قرود المكاك ذات الجهاز المناعي المشابه للبشر، ثم تطبيقه على عينات بشرية شملت 123 مريضًا و197 شخصًا سليماً. أظهر الاختبار دقة تفوق 90% في الكشف المبكر، مقارنة بنسبة 27% للاختبار التقليدي، ما يمثل نقلة نوعية في التشخيص المبكر وتقليل المضاعفات.
مميزات الاختبار الجديد وآفاقه المستقبلية
- إجراء اختبار في مرحلة واحدة باستخدام أجهزة مخبرية عادية وتكلفة معقولة.
- التشخيص المبكر يساهم في بدء العلاج الفوري باستخدام المضادات الحيوية، مما يقلل من خطر المضاعفات طويلة الأمد.
- بحسب الباحثة، يُتوقع أن يتوفر الاختبار تجاريًا بحلول نهاية عام 2026.
الخلاصة
مع استمرار تزايد عدد الحالات عالمياً، فإن توفير أدوات تشخيص دقيقة وسريعة أمر بالغ الأهمية. يعتمد نجاح العلاج على الكشف المبكر، وأبحاث الذكاء الاصطناعي تلعب دورًا حيويًا في ذلك، مقدمة أملًا جديدًا للمصابين وتقليل الأعباء الصحية والنظيرية المرتبطة بداء لايم.