اختبار دم حديث يعتمد على الذكاء الاصطناعي يحدد مرض لايم بدقة وسرعة

اختبار دم جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي يساعد في تشخيص داء لايم بدقة وسرعة أكبر
طرحت دراسة علمية حديثة خلال مؤتمر سنوي لجمعية التشخيص والطب المخبري في شيكاغو، تقنية مبتكرة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص مرض لايم عبر اختبار دم مطوّر. هذا الاختبار يعد نقلة نوعية في سرعة ودقة التشخيص، مما يسهم بشكل مباشر في تحسين فرص الشفاء وتقليل المضاعفات المرتبطة بالمرض.
خلفية عن مرض لايم وخطورته
يُعرف مرض لايم بأنه عدوى بكتيرية تنتقل عبر لدغات القراد، وتتمثل خطورته في قدرته على التوغل الهادئ تحت الجلد وإحداث عدوى قد تتطور إلى حالات مزمنة، وقد تكون في بعض الحالات مهددة للحياة. ينتشر المرض بشكل واسع في شمال شرق ووسط الولايات المتحدة، ويُسجّل سنوياً حوالي 476 ألف حالة إصابة فقط في أمريكا، مع انتشار عالمي في أكثر من 80 دولة.
مسببات المرض وأعراضه
- الأسباب: بكتيريا بوريريا بورغدورفيري التي تنتقل عبر قراد الأرجل السوداء.
- الأعراض: تظهر عادة في مراحل متعددة:
- مرحلة الأولى: طفح جلدي يشبه عين الثور، حمى، صداع، إرهاق وألم عضلي.
- مرحلة ثانية: انتشار الطفح، شلل عضلي في الوجه، مشكلات في القلب والعين والأعصاب.
- المرحلة الثالثة: التهاب المفاصل المزمن، مشاكل جلدية وأعصاب مستمرة.
طرق تشخيص المرض ومضاعفاته
يعتمد التشخيص غالبًا على ظهور طفح “عين الثور” عند بعض المرضى، ويُسنَد أيضًا إلى التحاليل الدموية، غير أن معدلات الخطأ تتجاوز 50%. يطلب من الأطباء مراجعة التاريخ المرضي والأعراض بعناية، خاصة أن البكتيريا عادةً ما تحتاج أكثر من 24 ساعة للانتقال من القراد إلى الإنسان، ولذلك فإن إزالة القراد بسرعة تعتبر خطوة وقائية مهمة.
التحديات المتعلقة بالوقاية والعلاج
- التعرض للمناطق المشجرة أو العشبية يعرض الأشخاص للخطر، خاصة من ينشطون في الهواء الطلق، والأطفال بين 3 و14 عاماً، ومن تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.
- حتى الحيوانات الأليفة قد تنقل القراد إلى داخل المنازل، مما يزيد من خطر الإصابة.
الاختبار الجديد باستخدام الذكاء الاصطناعي
قام فريق بقيادة الباحثة هولي أهيرن، أستاذة الأحياء الدقيقة بجامعة ولاية نيويورك، بتطوير اختبار دم يعتمد على خوارزميات التعلم الآلي لتحليل استجابة الجهاز المناعي للبروتينات الخاصة بالبكتيريا المسببة للمرض. أُجري الاختبار على عينات من قرود المكاك، ثم طُبق على 123 مريضًا بشرًا و197 شخصًا سليماً.
حقق الاختبار في مراحله المبكرة دقة تجاوزت 90%، مقابل 27% فقط للاختبارات التقليدية، مما يعزز فرصة التشخيص المبكر والعلاج الفوري. يُجرى الاختبار بسهولة في خطوة واحدة، ويُتوقع أن يتاح تجاريًا بحلول عام 2026، بتكلفة معقولة.
مميزات الاختبار وتأثيره المحتمل
- يتم الاعتماد على أنماط الأجسام المضادة الفريدة لكل مريض، مما يسمح باكتشاف ردود الفعل المناعية بدقة عالية.
- يساعد في تقليل المضاعفات الناتجة عن التأخير في التشخيص، مثل التعب المزمن، والاعتلال العصبي، والتهابات المفاصل.
- توفير نتائج في مرحلة واحدة باستخدام أدوات مخبرية معتادة، مما يسهل اعتماده بشكل واسع في المستقبل.
وفي النهاية، يُعد هذا الاختبار خطوة رائدة نحو تحسين إدارة مرض لايم، مع الأمل في أن يُصبح معيارًا سريعًا وموثوقًا لتشخيص المرض في مراحله المبكرة، مما يساهم في الحد من تأثيراته الطويلة الأمد على حياة المرضى.