صحة

اختبار دم حديث باستخدام الذكاء الاصطناعي يحدد داء “لايم” بدقة وسرعة

اختراع اختبار دم جديد يستخدم الذكاء الاصطناعي لتشخيص داء لايم بسرعة ودقة أكبر

أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مؤتمر جمعية التشخيص والطب المخبري بالولايات المتحدة تطور اختبار دم مبتكر يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، والذي يعد ثورة في مجال تشخيص مرض لايم، إذ يتيح تحديد المرض بسرعة عالية ودقة متقدمة مقارنة بالطرق التقليدية، مما يُساهم في تعزيز فرص الشفاء والحد من المضاعفات الناتجة عن المرض.

معلومات أساسية عن داء لايم وخطورته

داء لايم هو عدوى بكتيرية تنتقل عبر لدغات القراد، ويعتبر من المشاكل الصحية الناشئة التي تنتشر بشكل متزايد في مختلف أنحاء العالم. تكمن خطورته في قدرته على التوغل الهادئ تحت الجلد وإحداث مراحل مرضية متعددة تبدأ من طفح جلدي مميز وتليها مضاعفات صحية خطيرة كالمشاكل العصبية والالتهابات المزمنة، وإذا لم يُعالج مبكرًا، قد يؤدي إلى تلف دائم وفشل في بعض الأعضاء، بل والموت في حالات نادرة.

انتشار المرض وأسباب زيادة الحالات

  • انتشار القراد الذي يحمل البكتيريا خاصة في المناطق العشبية والغابات.
  • تزايد التغيرات المناخية وتوسع المناطق الحضرية، مما يزيد من فرص الالتقاء بالقراد.
  • زيادة الوعي الصحّي والتشخيص المبكر، ولكنه لا يزال من الصعب تحديد الإصابة بدقة إلا بتحليل شامل.

مراحل الإصابة وأعراضها

المرحلة الأولى (3-30 يوماً)

  • ظهور طفح جلدي على شكل عين الثور.
  • حمى، صداع، إرهاق، آلام عضلية وتيبس المفاصل.

المرحلة الثانية (بعد 3-10 أسابيع)

  • توسع الطفح الجلدي.
  • شلل عضلي في الوجه.
  • مشكلات في القلب، العين والأعصاب.

المرحلة الثالثة (بعد أشهر)

  • التهاب المفاصل المزمن، خاصة في الركبتين.
  • مشكلات جلدية وتلف الأنسجة.
  • أعراض عصبية مستمرة.

طرق التشخيص الحالية وتحدياتها

يعتمد التشخيص عادة على ملاحظة الأعراض وما إذا كانت تظهر طفحة عين الثور، بالإضافة إلى التحاليل الدموية. ومع ذلك، فإن دقة التحاليل الحالية تصل إلى حوالي 50%، وهو ما يُعقّد عملية التشخيص المبكر ويزيد من احتمالية التشخيص الخاطئ أو التأخير في العلاج.

المبادرة الجديدة وتقنية الذكاء الاصطناعي في التشخيص

ابتكر فريق من الباحثين بقيادة أستاذة الأحياء الدقيقة هولي أهيرن اختبار دم يعتمد على خوارزميات التعلم الآلي، والذي يحقق دقة عالية عند التشخيص في المراحل المبكرة بفضل تحليل استجابة الجهاز المناعي للبروتينات الخاصة بالبكتيريا. وتم تطبيق الاختبار على عينات من قرود المكاك، ثم على 123 مريضًا مصابًا بداء لايم مقابل 197 من الأفراد الأصحاء.

وأظهرت النتائج أن الاختبار الجديد يحقق معدل دقة يتجاوز 90% في التشخيص المبكر، مقابل 27% فقط للاختبارات التقليدية. وهو يستخدم أجهزة مخبرية عادية ويُجرى في خطوة واحدة، مع توقع توفره تجاريًا بحلول نهاية عام 2026.

مميزات الاختبار الجديد وآفاقه المستقبلية

  • دقة عالية في المراحل المبكرة جداً من الإصابة.
  • سهل التطبيق وبتكلفة معقولة.
  • يحسن بشكل كبير من فرص العلاج المبكر ويقلل من المضاعفات المزمنة.

قالت الباحثة أهيرن: «تفسير استجابة الجهاز المناعي يختلف من شخص لآخر، وتُتيح الخوارزميات تحليل أنماط الأجسام المضادة بشكل دقيق، مما يمكّن من تقديم تشخيص موثوق بسرعة عالية». ويأمل الفريق أن يُصبح هذا الاختبار أداة رئيسية في مواجهة مرض لايم وتحسين نتائج العلاج على مستوى العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى