اختبار دم مبتكر باستخدام الذكاء الاصطناعي يحدد داء لايم بدقة وسرعة

اختبار دم جديد بمساعدة الذكاء الاصطناعي يغير مجرى تشخيص مرض لايم
شهدت الأوساط العلمية تطورًا هامًا في طرق تشخيص مرض لايم، حيث أظهرت دراسة حديثة أُجريت في المؤتمر السنوي لجمعية التشخيص والطب المخبري في ولاية شيكاغو أن تقنية اختبار دم مطورة باستخدام الذكاء الاصطناعي تقدم دقة وسرعة أكبر من الاختبارات التقليدية، مما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج المرض وتقليل مخاطره.
مرض لايم وخطورته
يُعتبر مرض لايم من الأمراض التي تنتقل عبر لدغات القراد، ويتميز بقدرته على التوغل الهادئ تحت الجلد مسببةً عدوى قد تبدأ طفيفة وتتطور لتصبح مزمنة وخطيرة، وإذا تُرك دون علاج يمكن أن يصل الأمر إلى حالات قاتلة. ينتشر المرض بشكل رئيسي في الشمال الشرقي ووسط الغرب من الولايات المتحدة، مع تسجيل إصابات في جميع الولايات وحالات عالمية تزيد على 80 دولة.
طرق انتقال المرض وأهميته الصحية والبيئية
- ينتقل المرض عبر القراد المصاب الذي يلدغ الإنسان ويظل متشبثًا بجلده لأكثر من 24 ساعة.
- يتفاوت انتقال العدوى وفقًا لمدة التغذية لدى القراد، حيث بعض الفيروسات تتطلب أقل من 15 دقيقة، بينما بكتيريا لايم تحتاج أكثر من ذلك.
- الزيادة المستمرة في الحالات، التي تقدر بنحو 476 ألف إصابة سنويًا في أمريكا وحدها، تشير إلى مشاكل بيئية وتغيرات مناخية تؤدي إلى توسع مناطق انتشار القراد.
الأعراض ومراحل المرض
المرحلة الأولى (3-30 يومًا)
- طفح جلدي يشبه عين الثور
- حمى، صداع، إرهاق، آلام عضلية، تيبّس المفاصل
المرحلة الثانية (3-10 أسابيع)
- انتشار الطفح الجلدي
- شلل عضلي في الوجه
- مشكلات في القلب والعين والأعصاب
المرحلة الثالثة (بعد شهور)
- التهاب المفاصل المزمن، خاصة في الركبتين
- مشكلات جلدية وتلف الأنسجة
- أعراض عصبية مستمرة
طرق التشخيص والوقاية
- ظهور طفح “عين الثور” يُعد مؤشرًا قويًا على الإصابة.
- التحاليل الدموية تُستخدم، لكنها غير دقيقة بشكل كامل، لذا يُفضل الاعتماد على الأعراض والتاريخ الطبي.
- الوقاية تشمل استخدام طاردات القراد، وارتداء ملابس تغطي الجسم وذات لون فاتح، وتفقد الجسم بعد التواجد في مناطق مشبوهة.
- فحص الحيوانات الأليفة والاعتناء بنظافتها وتفقدها لضمان عدم نقل القراد إلى المنزل.
التشخيص الحديث باستخدام الذكاء الاصطناعي
طور فريق بقيادة الباحثة هولي أهيرن اختبار دم حديث يعتمد على الخوارزميات التعليمية الآلية، حيث يُستخدم تحليل استجابة الجهاز المناعي للبروتينات الخاصة بالبكتيريا المسببة للمرض. تم أولًا استخدام الاختبار على قرود المكاك ذات الجهاز المناعي المشابه للبشر، ثم طُبق على عينات بشرية شملت 123 مريضًا و197 شخصًا سليمًا.
تصل دقة الاختبار في الكشف المبكر إلى أكثر من 90%، مقارنة بنسبة 27% للاختبارات التقليدية، مما يضمن تشخيصًا مبكرًا وعلاجًا أكثر فعالية يقلل من المضاعفات المزمنة مثل الالتهاب العصبي والتهاب المفاصل. يُتوقع أن يصبح هذا الاختبار متاحًا تجاريًا بحلول نهاية عام 2026، باستخدام أجهزة مخبرية عادية وتكلفة معقولة.
أهمية الاختبار والآفاق المستقبلية
تُعد هذه التقنية خطوة مهمة لمواجهة تحديات تشخيص مرض لايم، حيث أن استجابة الجهاز المناعي تختلف بين شخص وآخر، ويتيح النموذج الجديد تحديد نمط الأجسام المضادة الفريد بدقة عالية، مما يساهم في تقديم علاج سريع وفعال وتفادي المضاعفات الخطيرة.