اقتصاد

قناة السويس تتطلع لتحقيق 7 مليارات دولار في 2025.. هدف يواجه تحديات ومعوقات

تحديات واستراتيجيات قناة السويس في ظل التذبذبات العالمية

تواجه قناة السويس، أحد أهم الممرات البحرية الحيوية، جملة من التحديات الناتجة عن التباطؤ الاقتصادي العالمي، التصاعد في التوترات الجيوسياسية، والأحداث الأمنية في المنطقة. في ظل ذلك، تسعى مصر إلى استعادة مكانة القناة وتعزيز إيراداتها، رغم الظروف غير المستقرة التي تؤثر على حركة الملاحة الدولية.

الوضع الحالي وتأثير الأزمات الجيوسياسية

  • شهدت حركة مرور السفن تراجعاً كبيراً، حيث انخفضت المعدلات اليومية من حوالي 75-80 سفينة إلى بين 30-35 سفينة، نتيجة للهجمات والتوترات في البحر الأحمر وباب المندب.
  • أتت هذه التغيرات في ظل تصاعد الهجمات الحوثية على السفن التجارية، واستهداف موانئ يمنية، مما أعاد البحر الأحمر إلى واجهة المشهد الملاحي كمنطقة ذات خطر متزايد.
  • تفاقم التوترات أدى إلى ارتفاع تكاليف التأمين على الشحنات، مع زيادة الرسوم بنسبة تصل إلى 4 أضعاف، مما أثقل كاهل شركات الشحن وأثر على ربحيتها.

الأداء الاقتصادي لإيرادات القناة

  • حققت القناة في عام 2023 إيرادات قياسية تجاوزت 9.4 مليار دولار، ومع ذلك، يتوقع أن ت negar مصر تحقيق إيرادات بقيمة 7 مليارات دولار خلال عام 2025، وفق التوقعات الرسمية، بسبب التحديات الراهنة.
  • تُبرز مؤشرات التعافي التدريجي، حيث زادت عدد السفن العابرة بين فبراير ومارس، وارتفعت الإيرادات الشهرية بنسبة 29%، إلا أن الوضع العام لا يزال هشاً ويخضع لعوامل خارجية تتعلق بالأمن والسياسة.

جهود مصر لتجديد الممر الملاحي

  • قررت هيئة قناة السويس تمديد حوافز وخفض في رسوم العبور بنسبة 15% لعدة شهور، بهدف تشجيع الشحن على العودة واستخدام الممر المريَّن.
  • عقدت الهيئة اجتماعاً مع كبرى شركات الشحن العالمية لمناقشة استراتيجيات استئناف الحركة، مع تقديم حوافز وتخفيضات على الرسوم، بالإضافة إلى فتح قنوات تفاوض مع شركات التأمين لخفض الأقساط.

تداعيات الأوضاع الأمنية على الشحن والتأمين

  • ارتفعت تكاليف التأمين بشكل كبير، حيث تجاوزت رسوم التأمين 1% من قيمة السفينة، مقابل 0.2-0.3% سابقاً، ما أدى إلى رفع التكاليف وتحول بعض شركات الشحن إلى طرق بديلة عبر أفريقيا.
  • تشير التوقعات إلى استمرار الاضطرابات حتى نهاية 2025، مع مخاطر مستمرة تتعلق بالنزاعات والتوترات الإقليمية، مما يهدد استقرار حركة الشحن والتجارة عبر المنطقة.

الاستراتيجيات المستقبلية

  • تسعى مصر إلى تنمية وتحديث البنية التحتية للقناة، والعمل على تحسين الأوضاع الأمنية لضمان استمرارية الحركة وتخفيف المخاطر.
  • تعمل على تعزيز التعاون مع شركاء دوليين وإقليميين لضمان استقرار الملاحة البحرية، وتقليل الاعتماد على طرق بديلة التي تزيد من التكاليف وتطيل زمن النقل.

في النهاية، يبقى استعادة استقرار قناة السويس وتعزيز إيراداتها مرهوناً بتطورات الأوضاع الجيوسياسية والأمنية في المنطقة، بالإضافة إلى المرونةالسياسية والاقتصادية لمصر في مواجهة التحديات العالمية والإقليمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى